على الرغم من هبوط أسعار النفط العالمية... وعلى الرغم من حزم الإجراءات التقشفية التي تخرج بها علينا الحكومة من آن لآخر... وعلى الرغم من رفع أسعار البنزين... وأنين المسؤولين في الحكومة الذين يصرحون ليلاً نهاراً بضرورة تقليص المصروفات في الدولة، وعدم وجود وظائف للعديد من المواطنين الكويتيين، وتهديداتهم بفرض الضرائب تلو الضرائب...
على الرغم من هذا كله، نجد هناك تصريحاً لوزيرالنفط ينسف كل تلك الإجراءات التقشفية للحكومة، ضمن ردوده على أسئلة للنائب الأستاذ عمر الطبطبائي، الخاصة بشاغلي الوظائف القيادية في القطاع النفطي، نحو حصول قياديين في القطاع النفطي على مكافآت تصل لأكثر من مليون دينار للقيادي الواحد! في واحدة من أعلى «الباكيجات» التي تم التصريح بها في تاريخ الكويت.. وهذه الردود لا تتفق أبداً مع توجهات الحكومة من خلال تلك الحزم الاقتصادية التي تطبق على المواطن المسكين.
إن ما يحدث تحت سقف القطاع النفطي، يتوجب الوقوف عنده بل والتحقيق فيه لأنه يمثل تجاوزاً على المال العام إن صدقت تلك الردود وتم التحقق منها. ونقول إنه مع بالغ احترامنا وتقديرنا لجهودهم الكبيرة في القطاع النفطي، وأيضا للجهود التي هدفت الى المحافظة على استمراريتهم بالعمل وليس إلى تقاعدهم لمعالجة التسرب الوظيفي، فإن هذا لا يمثل بأي شكل من الأشكال صرف تلك «الباكيجات» التي تصل إلى مليون دينار كويتي في هذا الموضع!... لأنه يمثل هدراً غير مسبوق في هذا القطاع من قطاعات الدولة.