No Script

من الخميس إلى الخميس

صراع ما بعد (كورونا)

تصغير
تكبير

جائحة كبرى تمر على العالم، ربما لم يشهد العالم لها مثيل من حيث سرعة الانتشار وحجم التغطية الإعلامية، فيروس (كورونا المستجد- كوفيد 19) هو بلاء عام مسجل بالصوت والصورة وتُعرض مآسيه ساعة بساعة أمام البشر كلهم، وفي المآسي والفتن الكبرى تتوالى ردود الأفعال، فما هي ردة الفعل الإنسانية بعد هذه الجائحة؟
كثير من الأصوات خرج وفي بقاع مختلفة من العالم يُحمّل البشر مسؤولية هذه الجائحة، أصوات تَعتبر انتشار هذا المرض نتيجةَ حتمية للتصارع والآثام بين بني البشر، حتى إن هناك من ظن أنه فيروس مُصنّع، و هو إحدى وسائل الصراع البشري البعيد عن القيم والدين، هناك إذاً توقعات بردة فعل إنسانية للعودة الى الإيمان والقيم والدين، من أجل هذا يستعد أصحاب القرار لمواجهة موجة أخرى من التغييرات.
لن نستغرب إذا بدأت مراكز قرار (لا دينية) دولية ومحلية بإعداد الخطط من الآن للمحافظة على مكاسبها التي تجسدت بالابتعاد عن الدين ونسيان الخالق والاستمتاع بالمادة، وأيضاً لن نستغرب إذا بدأت مجاميع عديدة بالاستعداد إلى ما بعد (كورونا) من أجل دعوة الناس إلى العودة إلى الدين بهدف أخلاقي أو بأهداف أخرى.


صراع ما بعد (كورونا) هو احتمال قوي جداً وسيكون للإسلام دور محوري فيه، فالإسلام أكثر العقائد توسعاً وأشملها فهما لحقيقة الإنسان، كما أن الخرافة والتطرف اللذين وصما بعض اتباعه أصابا أقليات لم تؤثر دينياً على وسطية هذا الدين، وتأثيراته المقنعة لا سيما في ما يتعلق بالوحدانية وصفاء العقيدة.
إذاً من المتوقع بعد (كورونا) أن يستعرُ الصراع البشري بين مجاميع عدة، كلٌ يدّعي أنه يملك الجواب على حيرة الإنسان وقلقه.
في خِضّم هذا التنازع وتلك الاختلافات ستكون هناك، بلا شك، مجموعة من البشر قادرة على فهم طبيعة الإنسان وتسعى مُخلصة لنشر كلمة التوحيد بين البشر، كلمةُ التوحيد التي هي الكلمة السواء الوحيدة التي فيها المعنى الحقيقي لوجود الإنسان على هذه الأرض، كلُ المآسي التي تصيب البشر هي في حقيقتها دعوة للتفكر، وفرصةٌ جديدة لتصالح الإنسان مع نفسه، تصالحٌ لا يتم إلا بفهم معنى الوحدانية، معنىً سيستمر غالبية الناس غير قادرين على فهمه.

kalsalehdr@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي