ولي رأي

مهمة خطرة

تصغير
تكبير

بعد أن قام الجيش الكويتي بتمشيط المدارس لإزالة آثار الغزو الغاشم من ألغام وأشراك وخلافه، والذخائر المبعثرة في الساحات، اتصلت بي وزارة التربية لتفقد المدرسة التي كنت وكيلاً لها، ومعرفة مدى قدرتها على استقبال الطلبة بعد شهور قليلة، فرحت وفخرت بهذا التكليف، وفي صباح اليوم التالي كنت عند باب المدرسة أقرأ المعوذات الثلاث فدخلتها رافعاً رأسي.
تفقدت أولاً غرف الإدارة المدرسية فلم أجد فيها ما يمكن أن يسرقه الغزاة وتركوه، والبقية قد خُرّبت أو كُسّرت، أما الساحات فقد أصبحت (كلعبة الحية) لكثرة ما بها من خنادق وبعض مخلفات الجنود من ملابس وخلافه، أما أبواب الفصول جميعها بلا استثناء فقد كانت مكسّرة من باب الحقد والكره، وعندما دخلتُ غرفة المكتبة وجدت أن الكتب تحت الأرفف لا فوقها، فقد بعثروا الكتب في الأرض وغطوها بالأرفف، فقد كانوا قوماً لا يقرأون ولو كانوا يقرأون لما غَزَوا الكويت ولعرفوا أن الكويتيين قد يختلفون على أمر ولكنهم لا يتحاربون أو يخونون وطنهم، ثم دخلتُ غرفة شؤون الطلبة ولحسن الحظ وجدت أن جميع سجلات الطلبة والعاملين سالمة لم تُمَس فحملتها وخرجت إلى سيارتي، ووجدت عند الباب السيد علي البكر مختار اليرموك سابقاً الذي رأى السيارة مفتحة الأبواب فظن أنني أحد اللصوص، وعندما عرفني أصر على استضافتي في مكتبه فاعتذرت عن ذلك وأشهدته على ما حملته من المدرسة، وفي اليوم التالي أبلغت الوزارة بما رأيت وأن المدرسة جاهزة لاستقبال الطلبة في الموعد المحدد بعد صيانة خفيفة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي