No Script

مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

25 فبراير 1950

تصغير
تكبير
في يوم 25 فبراير 1950 تسلم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عبد الله السالم الصباح مقاليد حكم البلاد - بعد عودته من الخارج -، ومذ ذلك اليوم والشيخ عبد الله السالم يسعى لتحقيق هدفه لتحويل الكويت من محمية بريطانية غير معروفة إلى دولة عصرية ذات سيادة كاملة وحرة في اختيار علاقاتها مع الدول الأخرى، مع الحفاظ على استقرارها ونظام الحكم فيها.

وكانت أولى هذه الخطوات هي توزيع ثروة البلاد من دخل النفط الذي بدأ التوسع في تصديره آنذاك على الشعب الكويتي بطرق عدة، منها تثمين بيوتهم الطينية البسيطة بأسعار مرتفعة، وإعطاؤهم أراضي غيرها لبناء بيوت جديدة، والتوسع في توظيفهم في الإدارات الحكومية الجديدة وبرواتب عالية، ثم نهضة عمرانية وتعليمية وأمور كثيرة من مجالات الحياة.


وفي يوم 19 يونيو 1960حصلت الكويت على استقلالها من بريطانيا، وشكَّل - رحمه الله - أول حكومة أشرك فيها من أشرف على إعدادهم وتدريبهم من شباب الأسرة لهذا اليوم، وعددا من أعيان البلاد المعروفين، لتصبح الكويت بعد أن كانت إمارة عشائرية دولة حديثة لها مجلس أمة منتخب، ودستور ينظم الحكم، وعلاقات متميزة مع العالم أجمع، علاقات أدت إلى تبديد مطامع عبدالكريم قاسم بضمها إلى العراق.

وحباً في «أبو الدستور» والديموقراطية وباني الكويت الحديثة جُعل يوم 25 فبراير الموافق ذكرى جلوس سمو الشيخ عبدالله السالم للحكم عيداً وطنياً للبلاد.

إن الفضل بعد الله في ما نحظى به ككويتيين من حرية ورفاه وتآلف يعود لصاحب السمو الشيخ عبدالله السالم أسكنه الله فسيح جناته، وأصحاب السمو الذين حافظوا على نهجه التنويري عندما تولوا الحكم من بعده، ولم يغيروا أبداً ما أقره وأسسه وبناه، وتمسكوا بالدستور الذي صدَّقه، ونص على أن الشعب الكويتي شريك في حكم البلاد وثرواتها.

رحم الله أبا سالم كما يحب الكويتيون أن يسموه، وجزاه الله عن شعبه خير الجزاء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي