No Script

دروس الغزو

تصغير
تكبير

تبقى ذكرى الغزو العراقي للكويت فرصة لاستلهام الدروس المستفادة، فما تمر به المنطقة من ظروف يدعونا جميعاً لنبذ كل صور الفرقة والشقاق، وإعلاء قيم التسامح، ونستذكر بكل فخر الملحمة الوطنية التي سطرها الشعب الكويتي أمام الغزو العراقي الغاشم ودور الديبلوماسية الكويتية الرشيدة في حشد الرأي العالمي لدعم ومساندة الشرعية، ونستذكر بكل فخر تضحيات ودماء شهدائنا الزكية التي اختلطت دفاعاً عن تراب هذا الوطن، فلقد أثبت الشعب الكويتي صلابته في مواجهة أعتى الأزمات، واليوم ما أحوجنا إلى استخلاص العبر حيث كان الشعب الكويتي صفاً واحداً لتحرير أرضه بعيداً عن الطوائف والفئات، وسجل بطولات خالدة بتكاتفه وصموده والوفاء لهذا الوطن وتعاضد أبنائه لا فرق بين سني وشيعي وبدو وحضري. وهذا ما جبل عليه في كل الأزمات التي مرت على الكويت والتاريخ شاهد على ذلك، وقد كانت وستظل تجربة الشعب الكويتي وصموده عبرا تاريخية مُلهمة للكثيرين، إذ مع صمود وصلابة شعبنا الأبي عمد النظام العراقي حينها إلى استخدام جميع وسائل التعذيب والسجن والاعتقال، واتباع سياسة الأرض المحروقة مع أشعال النيران في 752 بئرا نفطية وحفر الخنادق وملئها بالألغام، لكن كل هذه الأساليب القذرة من نظام المقبور صدام حسين، زادت من وحدتنا وتمسكنا بوطننا وقيادته.
ولعل من بين الدروس العديدة المستفادة من هذه الذكرى الأليمة والقاسية على نفوس أهل الكويت، أننا عرفنا من عدونا ومن صديقنا، فلقد شاهدنا الموقف والصف الخليج المتماسك والمتحد للدفاع عن هذه الأرض الطيبة، إضافة إلى الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي بأسره.
كما أدركنا حب و وفاء أهل الكويت المتجذر بمختلف طوائفهم، وفئاتهم للدفاع عن شرعية أسرة الحكم «آل الصباح» الكرام والتضحية بالغالي والنفيس، هذا الحب والاحترام الذي لم يأت من فراغ، وعلينا أيضاً أن نتذكر أن العمل الإنساني الذي تقدمه الكويت كان خير من يدافع ويتحدث عن الكويت، ويعزز صورتها في نفوس شعوب العالم بأسره، وختماماً عاشت الكويت وأهلها تحت راية صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، سائلين المولى سبحانه وتعالى لسموه وولي عهده الأمين موفور الصحة والعافية لاستكمال مسيرة العطاء والتقدم والازدهار وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي