من دون التورط في أي نظرة نقدية فقط لمجرد النقد أو تمجيدية من منطلقات وطنية، أحاول أن أقارب بهدوء بمحاذاة الإعلان الذي هز الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه وحصل على ملايين المشاهدات في أقل من 24 ساعة، وهو وما أطلق عليه «سنفطر في القدس عاصمة فلسطين» والذي قدمته شركة «زين» التي تعتبر شركة عابرة لحدود الوطن العربي ومتواجدة في الدول الإسلامية والعربية.
استقراء بسيط لإعلانات الشركة في السنوات الأخيرة (التطرف - اللاجئين - فلسطين) سيكشف لك أنها تحاكي هموم الوطن العربي، بالإضافة إلى تبني وجهة نظر تشترك فيها الغالبية العظمى من سكانه، بعيداً عن اتفاقك أو اختلافك حول الطريقة التي يقدمون البيان الإعلاني بها إلا أنهم أصبحوا علامة فارقة في هذا النوع من الإعلانات.
بالتأكيد أن شركة بهذا الحجم تعلم جيداً أن السير في مسار هذا النوع من الإعلانات يجب أن يراعي جميع الفروع المنتشرة، ويكسبها ثقة الناس ويصبح مصدر ربح وليس خسارة، وذلك يتطلب أن تستهدف قلوب الناس ومشاعرهم مع مراعاة فكرة الربح كأي قطاع خاص يستثمر في مجالات معينة.ولكن من حق الشركة علينا «والإعلانات السابقة» أيضاً التي سارت على ذات المنوال، أن نعترف أن هذا النوع من الإعلانات مهم وحيوي وابن بيئتنا ويحاكي همومنا وليت كل شركات القطاع الخاص لو كانت إعلاناتها هي بيان ما للعالم يعبر عنا في الحد الأدنى بدلاً من الإعلانات التي تجعل التحلل من الأخلاق شارة التحرر والرقي، حيث يصبح الفجور والفسوق فيها لوناً من الظرف والسعادة ومدعاة للنمط الإستهلاكي ذي البعد الواحد، وكل بعد واحد سيأخذنا إلى التطبيع.