No Script

رسالتي

تركيا... والجامعة العربية!

تصغير
تكبير

لا أعلم لماذا لا تتّسع صدورنا - نحن العرب - إلى النقد البناء، خصوصاً إذا صدر من أطراف صديقة مخلصة منصفة!
كان الناس في السابق يشترون النصيحة، وورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: «رحم الله امرأً أهدى إلينا عيوبنا»، فالفاروق يعلم بأنه بشر، ومن طبيعة البشر الخطأ والنسيان.
صاحب كتاب «شكراً أيها الأعداء»، أشار في كتابه إلى أنّ من فوائد الأعداء أنهم يدلّونك على أخطائك والتي قد يجاملك المقربون فيها، فلا يخبرونك بها.
فالقريبون منك قد لا يصرّحون لك بعيوبك إما حياء وإما مجاملة وإما خوفاً وإما رهبة.
ومن المؤسف أن نجد مساحة تقبل النقد عند الغرب، أكبر منها بكثير عندنا كعرب ومسلمين!
في الأيام الأخيرة وقعت أحداث، وأُطلقت تصريحات، وهي محل انتقاد واستغراب!
من المعلوم أن تركيا بدأت حملة عسكرية في الشمال السوري واسمتها (نبع السلام).
تهدف تركيا من خلال هذه الحملة إلى تأمين أراضيها من المنظمات الإرهابية، وكذلك إيجاد منطقة آمنة في الداخل السوري تُمكّن ملايين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم.
الأمر المستغرب في الأمر هو الصحوة والغيرة المتأخرة من الجامعة العربية تجاه الأراضي والسيادة السورية، والتي ظهرت من خلال استنكارها للتدخل العسكري التركي داخل أراضي سورية!
ربما كان الأمر طبيعياً لو شاهدنا مثل هذا الاستنكار والشجب تجاه القوات الأميركية والروسية والإيرانية، والتي عاثت فساداً لسنوات عدة - وما زالت - داخل الأراضي السورية، فهدّمت مدناً بكاملها، وقتلت مئات الآلاف من أرواح النساء والأطفال والشيوخ المدنيين الآمنين، ولم نرَ أي تحرك جاد من الجامعة العربية، تجاه تلك المجازر! فلماذا أُثيرت لديها الحمية الآن بعد الحملة العسكرية التركية؟!
قد نحترم اعتراض بعض الدول العربية على التدخل التركي، وهي الدول التي لم تتلطخ أيديها بالدماء العربية، تلك الدول التي كانت لها مواقف مشرفة من القضية السورية وفي مقدمتها الكويت، والتي أشارت إلى أن التدخل التركي قد يعقد الأمور، وأنه قد يعصف بالجهود الهادفة للوصول إلى حل سياسي.
لكن في المقابل لن يكون مقبولاً اعتراض بعض الحكومات العربية، والتي كانت ولا تزال أيديها ملطخة بدماء الشعوب العربية.
تركيا دولة إسلامية شقيقة وحليفة للعرب، والأولى التعاون معها من أجل محاربة الإرهاب سواء كان مصدره «داعش» أو بقية المنظمات.
لذلك كان من الضروري تعاون الجامعة العربية مع تركيا من أجل حقن الدماء والأرواح، ولتحقيق الأمن والسلام في البلاد العربية، وهذا أولى من مناصبتها العداء.

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي