No Script

رواق

بنتنا الكويت

تصغير
تكبير

في المقابلة التي أشرت لها في المقالة السابقة عن كلام الفنان خالد الشيخ في البرنامج الوثائقي... «مقابلات مع أهالينا المتواجدين في البحرين الشقيقة أثناء الغزو العراقي ومع مواطنين بحرينيين»، لفت انتباهي قوله في كلامه عن الكويت أثناء الاحتلال: لم أشعر كأنها أمي قدر ما شعرت كأنها بنتي.
ربما كان يتحدث خالد الشيخ عن المسؤولية، فالأم مسؤولة عن الأبناء، في حين أن الآباء مسؤولون عن بناتهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن الأم على حق دوماً، في حين أن الأبناء قد يكونون بارين أو عاقين، والأب كذلك دوماً حريص على ابنته ظالمة أم مظلومة!
وطني دائماً على حق، هذه القاعدة، وفي التطبيق، ليس من الوطنية أن تمتدح أخطاء وطنك، إذاً، ومن هذا المنطلق، أعتقد أن انتقال الوطن من خانة الأم الى خانة الابنة أكثر واقعية، أقل قدسية من مكانة الأم، فالوطن قد يكون جنة، لكن الجنة ليست تحت قدميه، وحدها الشهادة في سبيله طريقك نحو الجنة، أي أنه إذا أردت أن تنعم بجنة وطنك عليك أن تموت!


أما الابنة فتعكس تربية أبيها، تكريساً لمقولة هيك شعب بدو هيك بلد، فكما نكون تكون أوطاننا، كيف ننتظر أن يولد وطن صالح من آباء/ مواطنين لا يعرفون الصلاح؟
والأم تكبر قبل أبنائها، وتهرم، وقد ينتهي بها المطاف في دار العجزة حسب ضمير الأبناء، أما الابنة فتشيب والدها في عز شبابها، وهل يشيب الشباب غير الأبناء؟ أليس الآباء والأمهات يبدون أكبر سناً من أقرانهم غير المنجبين؟
أما عن التربية فالجيل الحالي هو الذي يربي آباءه لا الآباء ولا الأمهات «يعددن شعباً طيب الأعراق»، فنحن شعب يعد نفسه بنفسه!
لأجل وطن لا يشيخ، علينا أن ننظر إلى الكويت باعتبارها الابنة وليست الأم!
بنتنا الكويت التي نحاول أن نربيها على طريقتنا، لكنها تحاول بدورها أن تربينا على طريقتها، ولا نعرف مَنْ يربي مَنْ أو لا نعرف في النهاية مَنْ يحتاج تربية... في بلد أهم معاركه التربية!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي