مقالات

محمد ناصر العطوان

كم واحداً قال لك: «أنت متناقض»؟!
في حياتنا اليومية، نتعامل مع العديد من البديهيات التي نأخذها كأمور مسلّم بها. نعتقد أن الجلوس هو استراحة، وأن الأم لا يمكن أن تضحي بأبنائها، وأن الزواج هو مصدر الاستقرار النفسي. لكن ماذا لو أخبرتك عزيزي القارئ أن الجلوس يمكن أن يكون مرهقاً أكثر من الوقوف، وأن الأم قد تضحي بأبنائها من أجل رغباتها، وأن الطلاق يُمكن أن يؤدي إلى الاستقرار النفسي أكثر من الزواج؟ هذه العبارات، رغم أنها متناقضة، إلا أنها تحمل بداخلها بعض الحقيقة. إن الأشخاص الذين يعيشون «عقلية المفارقة» يكونون أكثر إبداعاً واتساعاً في المدارك من غيرهم.الصمت أحياناً أكثر صخباً من الكلام، وقد يكون أداة للتواصل أكثر من الثرثرة، في بعض الأحيان، يكون الصمت أكثر تعبيراً من ألف كلمة. الصمت يمكن أن يكون صاخباً بما يكفي ليجعلنا نلاحظ الأمور التي نفشل في رؤيتها أثناء الضجيج. إنه يتيح لنا الفرصة للتفكير والتأمل، ليكون بذلك أداة قوية للتواصل.الشجاعة ليست دائماً في المواجهة، أحياناً عزيزي القارئ، يتطلب الأمر شجاعة أكبر للتراجع والاعتراف بأن المواجهة ليست الحل الأمثل. التراجع يمكن أن يكون علامة على الحكمة والنضج، وهو ما يظهر قدرة الشخص على التفكير بشكل أعمق وأوسع.في عصرنا الحالي، يعتبر الكثيرون الوحدة أمراً سلبياً. لكن الوحدة يمكن أن تكون مريحة ومثمرة، تعطي الفرصة للتفكير والتركيز على الذات. في وسط الازدحام والضجيج، يمكن أن تكون الوحدة ملاذاً للراحة العقلية والنفسية... ثم من قال إن الجالس وحيداً يعيش الوحدة؟الهزيمة ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية جديدة للنجاح. الفشل يعلمنا دروساً قيمة، يجعلنا نعيد تقييم الأمور ونفكر بطرق إبداعية لحل المشكلات. الأشخاص الذين يعيشون «عقلية المفارقة» يرون في الهزيمة فرصة للنمو والتطور وبناء الجسور أثناء الزلازل وزراعة الشجر اثناء حريق الغابة.البساطة ليست دائماً بسيطة، يمكن أن تكون البساطة أكثر تعقيداً من التعقيد نفسه. التفكير البسيط يتطلب القدرة على تقليص الأمور إلى جوهرها الأساسي، وهو ما يتطلب فهماً عميقاً ومعرفة واسعة.في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التخلي إلى الحرية أكثر من التمسك. التمسك بالأشياء يمكن أن يكون مرهقاً ومقيداً، بينما التخلي يمكن أن يفتح أمامنا آفاقاً جديدة، والتنازل ليس دائمًا علامة على الضعف، بل قدرة على التفكير بشكل أكبر وأوسع، والتفكير في مصلحة الجميع.الأشخاص الذين يعيشون «عقلية المفارقة» يكونون أكثر إبداعاً واتساعاً في المدارك من غيرهم. فهم يمتلكون القدرة على رؤية الجوانب المختلفة للأمور، والتفكير بطرق غير تقليدية. عقلية المفارقة تجعلهم قادرين على التفكير خارج الصندوق، والبحث عن الحلول في الأماكن التي لا يتوقعها الآخرون.في عالم مليء بالتناقضات، يمكن أن تكون عقلية المفارقة هي المفتاح لفهم الأمور بشكل أعمق وأوسع، في النهاية عزيزي القارئ، الحقيقة ليست دائماً بسيطة أو واضحة، بل تكمن في التناقضات والمفارقات التي تجعل الحياة أكثر إثارة وتعقيداً. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.moh1alatwan@

سارة النومس

نحن أنانيون
قرأتُ كتاباً في ما مضى عنوانه «نحن لا نتعلّم من التاريخ»، بالمختصر أن التاريخ حمل أحداثاً وسياسة وأفكاراً لا تزال مُتداولة وبكثرة حتى وإن كانت سيئة جداً وخلفت ملايين الضحايا والقتلى.يعتقد كثيرون أن الماضي وإن حمل السوء معه فلن يكون بحجم السوء الذي نعيشه اليوم، من حروب غريبة وآراء سياسية متضاربة ومتناقضة، على سبيل التناقضات الغريبة، الفلسطيني عندما يدافع عن وطنه فهو إرهابي، وإسرائيل عندما تقتل الناس في فلسطين وتدمر المباني فلها حق الرد.حمل الماضي أحداثاً دموية ولكن الإنسان يتناسى ويعتقد أن الحاضر أسوأ، يتذكرون شخصاً من الماضي تمت محاربته لأن آراءه كانت مختلفة عن رأي الشارع، فكان بنظرهم شخصية شريرة، لكنه عندما مات يبدأ الناس بتداول مقاطع له وهو يتحدث أو أسطر من كتاباته للاعتذار منه والاعتراف بذنب مهاجمته والإساءة له، حتى وإن كانت آراؤه فعلاً سيئة، فالمقياس بنظرهم الأقل سوءاً هو الأطيب.عُرف الماضي من الكتابات والرسوم ونقل الأقوام لقصص حدثت سابقاً، ومع ذلك فالمرء لا يشعر بحجم السوء الذي عاشه الناس حينئذ، بل يشعر بأنه أكثر البشر بئساً وأن أحداث اليوم هي الأسوأ على مر التاريخ.هل يتطور عقل الناس كلما مر الوقت؟ هنالك من يقول نعم والدليل على ذلك حياتنا الزاخرة بالتكنولوجيا والتي لم يعرفها الإنسان من قبل، لكن الانسان مازال يكرّر أخطاء من سبقوه معتقداً أنها ستصيب معه. يتحدث كثيراً عن السلام ولا يستطيع العيش دون حرب ودم.يصور الناس العالِم أنه إنسان ذكي أفاد البشرية بعلمه لنقل الفيزياء مثلاً، فكل شيء حولنا في الحياة فيزياء وفي الوقت نفسه فهم على علاقة مباشرة بالقنابل النووية، نحن نصفق لعالِم على علمه ونتغاضى عن علاقته في صناعة القنابل والمتفجرات، ولا أستطيع إحسان الظن والقول إنه صنع القنابل النووية كي تصبح تحفة فنية في أحد المتاحف الوطنية.كنت كلما قالوا لي ماذا تتمنين، تكون إجابتي أن أعيش في الماضي، كنت أعتقد أن الحاضر متعب جداً، وأن بساطة الناس في الماضي لم تكن تزعجهم، تغيرت نظرتي بعد أن قرأت الكتب واستمعت للمقاطع التي تصور الناس في تلك الأيام. وأختصر كلامي أن الانسان لا يتعلّم من أخطاء الماضي بل يحب أن يكرّرها وأن الحروب لن تتوقف وشراهة الإنسان للحياة تزيد لدرجة أنه يسعى لأن يحظى بها وحده دون مشاركة غيره. نحن أنانيون بطبعنا، وأحيانا لا نعترف.

خيرالله خيرالله

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة
استطاع بنيامين نتنياهو التحوّل إلى ملك إسرائيل. هرب من غزّة إلى لبنان، بفضل الفرصة التي وفّرها له «حزب الله»، لكنّه لن يكون أمامه في نهاية المطاف سوى العودة إلى غزّة. لابدّ من العودة إلى القطاع على الرغم من كلّ ما حلّ بغزّة من دمار. يعود ذلك إلى أن غزة ترمز في الوقت الحاضر إلى القضيّة الفلسطينية التي لن يستطيع نتنياهو تجاوزها.ترمز غزّة إلى القضيّة الفلسطينيّة بغض النظر عن مسؤولية «حماس» فيما حلّ بها.ترتفع شعبية رئيس الحكومة الإسرائيليّة هذه الأيام، خصوصاً في ضوء نجاح الدولة العبريّة في اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، في الضاحية الجنوبية لبيروت. لا يعني ذلك أن نتنياهو بات محصناً في المدى الطويل وأنّه سيأخذ بلده إلى شاطئ الأمان في منطقة تحتاج إلى سلوك من نوع مختلف بعيداً عن كلّ أنواع التطرّف.تحتاج المنطقة إلى مشروع سياسي قابل للحياة. نجح نتنياهو عسكريّاً، لكنه سقط سياسياً. النجاح العسكري هو نجاح للمؤسسة العسكريّة والأمنيّة الإسرائيلية، المدعومة أميركيّاً، وليس لشخص «بيبي». سيتوجب على رئيس الحكومة الإسرائيلية عاجلاً أو آجلاً الاعتراف بأنّ لا قدرة لديه على تصفية القضية الفلسطينيّة كما يأمل في ذلك.يظلّ موضوع لبنان موضوعاً مختلفاً عن موضوع غزّة. لعلّ رفض أخذ العلم بما حلّ بغزّة بين أكبر الأخطاء التي وقع فيها «حزب الله» الذي خسر كبار قادته قبل أن يخسر أمينه العام أخيراً. استطاعت إسرائيل تحويل غزّة إلى أرض طاردة لأهلها يحتاج إعادة بنائها إلى أعوام طويلة في ضوء تهجير مليونين من أصل مليونين ونصف المليون فلسطيني يقيمون فيها.اللافت في الأيام الأخيرة تفرّغ إسرائيل لحرب لبنان الذي لا حليف له ولا معين في هذا العالم. كيف يمكن لعاقل، يمتلك حدّاً أدنى من المنطق، الحديث عن ربط بين وقف النار في لبنان من جهة ووقف حرب غزّة من جهة أخرى؟ في مثل هذا الربط تجاهل تام لما يحصل على الأرض، بما في ذلك أنّ «حماس» لم تستطع إطلاق صاروخ واحد دعماً للحزب الذي عرّض نفسه، ومازال يعرّضها، لحرب إبادة.لم يقتصر الأمر على تفريغ الحزب من داخل، عبر اغتيال عدد كبير من قيادييه، بل تجاوز ذلك إلى إلحاق أضرار كبيرة بلبنان الذي يمرّ في حال انهيار جعلت مصير البلد مطروحاً.من يتعاطى مع إسرائيل من منطلق أنّ غزّة مازالت تقاوم، إنّما يرتكب جريمة في حقّ نفسه وفي حق لبنان واللبنانيين بمن في ذلك أهل الجنوب الذين شردهم قرار لـ«حزب الله» الذي لايزال مصرّاً على وقف النار في غزّة. هذا لا يعني أن إسرائيل تعرف ماذا تريد باستثناء التخلّص من غزّة.إذا كان بنيامين نتنياهو يرى في استمرار حرب غزّة غاية ذات طابع شخصي بالنسبة إليه، فإنّ استمرار حرب لبنان ليس ضرورة في حال توافر شروط معيّنة يفترض وجود من يقبل بها من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البلد.من السهل وقف حرب لبنان. يكفي موقف واضح يتخذه الحزب، عبر مؤسسات ما بقي من الدولة اللبنانيّة كي يعود أهل الجنوب إلى قراهم التي نزحوا عنها والبحث عمّن سيعيد بناء هذه البيوت. في الوقت ذاته، سيكون في استطاعة المواطنين الإسرائيليين الذين غادروا المستوطنات العودة إلى بيوتهم في حال توافر الضمانات المطلوبة.سيظلّ موضوع غزّة مطروحاً، فيما سيكون ممكناً معالجة موضوع لبنان بوجود القرار 1701. في ضوء هذا الواقع، يتبيّن كلّ يوم أنّ لا مفرّ من العودة إلى غزّة. بكلام أوضح، ستكون حاجة إلى العودة إلى السياسة. لا يمتلك نتنياهو أيّ رغبة في هذه العودة. التي لا مفرّ منها. لا يمكن في أي شكل التخلّص من شعب بكامله موجود على الأرض التاريخية لفلسطين. لا شرق أوسط جديداً من دون تسوية في فلسطين... أمّا لبنان، فإنه سيبقى متروكا لمصيره البائس في غياب سلطة لبنانيّة!

د. حمد الجدعي

مشهد قاتم
منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة مفصلية ومعقدة، حيث تتصاعد التوترات بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل متسارع، ويبرز تحليل الأحداث الأخيرة أن إيران، رغم تحدياتها المتزايدة، قد تجد نفسها غير قادرة على مواصلة هذه الحرب لأسباب عدة. أهم هذه الأسباب هو عدم قدرتها على مواجهة التطور العسكري والتقني الإسرائيلي المدعوم أميركياً، كما تخشى إيران من تعرضها للاختراق، على غرار ما حدث لحلفائها، خاصة حزب الله، فضلاً عن الخوف من انفجار الجبهة الداخلية في حال تصاعد الصراع.ولذلك، يبقى الداخل الإيراني عاملاً حاسماً، حيث يخشى النظام من تداعيات تصعيد طويل الأمد على الجبهة الداخلية الإيرانية التي تعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية متزايدة. في حال تصاعد الصراع، قد تجد إيران نفسها مضطرة لتعديل إستراتيجيتها لتجنب تفاقم الأوضاع الداخلية.في المقابل، يبقى الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الأخيرة هو العامل الحاسم في تحديد ما إذا كانت إيران ستصعد من موقفها عبر تصريحات قوية أو حتى هجوم عسكري محدود. فمن الواضح أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة، تسعى فيها دولة الاحتلال لإعادة صياغة الواقع الإقليمي بما يخدم مصالحها، وهو ما سيقابل برفض شعبي واسع في المنطقة.الأسباب وراء تعقد الصراع ورفض دولة الاحتلال لأي تسوية للقضية الفلسطينية عديدة، منها الدينية والقومية والاجتماعية والاقتصادية. لكن، في الوقت الحالي، تلعب الأيديولوجيا دوراً حاسماً في تعميق هذا الصراع، خاصة بعد سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة الإسرائيلية. هذا التيار يؤمن بأن أي اتفاق سلام أو تسوية للقضية الفلسطينية سيقوض رؤية «إسرائيل الكبرى» ويضعف موقفها الدولي.المشهد المقبل قاتم في الشرق الأوسط ويبدو مفعماً بالمفاجآت والمزيد من التعقيد، وسط دعوات متجددة للسلام والاستقرار في المنطقة.

د. عبدالرحمن الجيران

تحول كلية الشريعة؟
أي غرض أسنى من رسالة الأنبياء والرسل عليهم السلام الذين أرسلهم الله لهداية البشرية وإخراجها من الظلمات إلى النور... ومع كثرة عدد الأنبياء والرسل الذين بُعثوا في كل أمم الأرض ورغم إصلاحاتهم الكثيرة إلا أن ردود الأفعال أكثرها قبيحة... فمنهم من قتله قومه ومنهم من لم يؤمن به أحد ومنهم من آمن به رجلٌ واحد ومنهم ومنهم... وأكثرهم تبعاً يوم القيامة هو رسولنا الكريم محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.وحين رحلوا عن الدنيا لم يورّثوا لنا ديناراً ولا درهماً... وإنما ورّثوا لنا هذا العلم واوكلوا بهذه المهمة لأصحابهم ولمن يأتي بعدهم لاستكمال المسيرة وللنهوض بأعباء الأمانة في إصلاح النفوس وتوجيهها إلى الخير والفلاح... ولكننا اليوم أمام هذه التحديات الجارفة عقائدياً وسلوكياً ضعف الإيمان، وترهلت الأخلاق فضعفت تزكية النفوس وقل الإقبال على الفقه الإسلامي، خصوصاً أمام ذلك التيار الجديد الهادر لمحاولة إعادة صياغة وتأويل الإسلام لينسجم مع ثقافة الغالب؟... وأمام هذا الواقع الجديد الذي لا يمكن الوقاية منه إلا من خلال (فقه الواقع) لوحظ أخيراً ممن دخل هذا المضمار الوعر من أصحاب النوايا السامية وجدناه بعد فترة ضل فهمه وزلت قدمهُ فاضطرب توازنه فمالت به الدنيا ببهرجها وأدخلته في توالي أحداثها حتى أصبح مرتهناً في حراكها بعد أن كان مصنعاً للرجال، منتجاً للثمرات التي يحتاج إليها المجتمع حتى نزلت به ركائبه تدريجياً إلى مطاردة المهاترات الفكرية والمماحكات السياسية الكثيرة... واستقصاء تعليقات المتابعين على كل شاردة وواردة وتلاشت الهمة في التفرغ للمطالعة وسبر أغوار المُؤلفات العلمية حتى انتهت بهم الحال إلى الجدل وقلة العمل؟ومما زاد الأمر قتامةً توهم – طالب العلم الدكتور – أنه في قلب عملية التغيير في المسرح السياسي الدولي؟وهو مجرد مراقب ومتفرج جالس على المدرّج أو معلق وراء المايكروفون لا غير ضمن ملايين الجماهير الذين حضروا للمتعة والهواية... واختطفت الشبكات العنكبوتية أوقات الشباب وحرفتهم عن المساجد وحولوهم إلى ركام بشري همه الوحيد التعليق الساخر ومتابعة التعليق وتعليق التعليق وصولاً إلى السلوك القهري والإدمان الذي ذهبت معه بركة العلم الشرعي.فهل نستفيق يا كلية الشريعة؟

يوسف الجلاهمة

آخر الأسبوع
عين الصقر عند مدخل سوق المباركية، هناك محل يبيع المكسرات والبهارات، المحل اسمه «زماني». تم تأسيس هذا المحل عام 1964 ميلادية، أمام هذا المحل «دچة»، وهي عتبة مرتفعة قليلاً للجلوس عليها، والمحل مشهور بمكسراته وبهاراته الممتازة.في ستينيات القرن الماضي، كان مدخل المباركية محاطاً بمحلات «المهرة»، وهم تجار المفرق من الملابس وقطع الأقمشة، مازال البعض منهم موجوداً هناك حالياً واختفى «المهري» المتنقل حاملاً خلف ظهره «بقشة» ويلف المناطق مشياً على قدميه يبيع الأقمشة «الوصل» وبعض الملابس للنساء ومازلت أتذكّر صوته وهو ينادي «بياع... بياع».نعود إلى «دچة زماني»، كثير من النساء بعد التجوال في سوق المباركية وسوق «واچف» وسوق «الحريم»، يتجمعن جلوساً عند «دچة زماني» كمكان للاستراحة والتجمع للعودة إلى المنازل وشراء البهارات الطيبة، أثناء تجمعهن هناك تبدأ نظم المراقبة والتتبع «عين الصقر» بالعمل، فهن يتابعن من يأتي ويدخل السوق. وكون تلك الفترة الناس في الغالب تعرف بعضها البعض، تجدهن «رواد الدچة» يراقبن الوضع، فلانة جاية مع بناتها يشترون ملابس المدرسة، فلانة جاية مع اعيالها يشترون ملابس العيد، وهكذا مراقبة لحركة الدخول والخروج ومعرفة ماذا فعلت فلانة وماذا أخذت فلانة، أي إن «دچة زماني» في تلك الفترة يمكن أن نعتبرها «مركز مراقبة»، فما يحدث عند «دچة زماني» يتم نقله إلى جلسات شاي الضحى في البيت وتتناقل الأخبار والحكايات.لبنان وما حدث له ببساطة، هناك «دچة» جلس عليها من يعرف أهل الضاحية الجنوبية لبيروت وحارة حريك وقام بنقل مباشر لكل من يتحرك هناك لجهاز المخابرات الإسرائيلية! مقابل ماذا؟ هذا ما سنعرفه في الأيام المقبلة التي ستكشف من هم جواسيس «دچة» الضاحية الجنوبية لبيروت.جهاز الأمن السيبراني بعد كشف الغمة عن الأنظمة الإلكترونية في وزارة الصحة، ذكر بيان لها كشفت فيه عن محاولات لاختراق الأنظمة والأجهزة. هذه ليست المحاولة الأولى التي تحدث في الكويت، كل فترة وأخرى يحدث اختراق لمؤسسة أو وزارة وتتعطل مصالح الناس وتشل المؤسسة أو الوزارة المعنية.سبق وطالبنا الحكومة بإنشاء جهاز الأمن السيبراني للدفاع عن الدولة من الهجمات الخارجية، وكذلك دعم هذا الدفاع بالهجوم المضاد. فالدفاع دائماً، وإن طال سينهار، لكن إن كان للدولة جهاز دفاع وهجوم سيبراني، هنا سيفكر من يحاول ألف مرة قبل الهجوم.المطلوب جهاز منفصل مستقل بإشراف رفيع المستوى، مهمة هذا الجهاز العمل على حماية النظم الإلكترونية في البلاد وتقييم أنواعها ونظم عملها إضافة إلى الدفاع والهجوم على كل من يحاول اختراق أجهزة الدولة.الحروب الآن أصبحت عن بُعد والمعلومات يمكن اكتسابها بأكثر من وسيلة ومتى ما حصلت على المعلومة أصبح الوصول للأهداف وتحقيقها سهلاً جداً، فجهاز مركزي بعيد عن التجاذب السياسي والمصالح الشخصية الضيقة ومزاجية الوزراء.إشاعة الضريبة مازال الموتورون في وسائل التواصل الاجتماعي مستمرين في بث الإشاعات التي تهز وتزعزع الأمن الاجتماعي في الدولة، فهم عرفوا أن زعزعة الأمن السياسي له عواقب وخيمة، أما الأمن الاجتماعي وتغيير نظرة الشعب عما يحدث من إيجابيات في جوانب عدة، خاصة جوانب محاربة الفساد وتعديل التركيبة السكانية، ومزوري ومزدوجي الجنسية، ونظم وقرارات حماية المال العام، إضافة إلى المشاريع الضخمة بالتعاون مع الدول الكبرى المتقدمة، كل هذه الجوانب والتغيير والتطوير وحركة النمو الاقتصادي يجب أن يتم تغيير نظرة الشعب «المرتاح» لما يحصل أمامه إلى نظرة سلبية، وذلك بخلق حالة من الخوف على الحياة المعيشية بداية في المتقاعدين ثم نهاية الخدمة ثم فرض الضرائب، كلها أمور تندرج تحت بند الحياة المعيشية والرفاهية. هم يعلمون أن بث الإشاعات في هذا الجانب «الأمن الاجتماعي» شبه مباح، فلا حساب في وسائل التواصل تمت محاسبته على كثرة تطور الإشاعات الاجتماعية وآخرها الضرائب.الكويت مثلاً، وكما أعلنت وزارة المالية، بحاجة إلى 3 سنوات لعمل النظام الضريبي للدولة، فدولة لا يتجاوز سكانها الأصليون المليون ونصف المليون نسمة بحاجة إلى ثلاث سنوات، لذلك ليس كل ما يقال ويبث من إشاعات علينا تصديقه. ونشكر وزارة المالية لسرعتها على نفي الإشاعة. لذلك، دولة الكويت تأخذ بنظام الرسوم وهي أموال على الأفراد والشركات مقابل خدمة لهم وليس عامة مثل الضرائب.وفي رأيي، أن هدف هذه الإشاعات «الضرائب» أبعد من هز الأمن الاجتماعي، هناك مقاصد سياسية وأمنية وراء هذه الإشاعة.والسؤال المهم: من أطلق هذه الإشاعة؟ ماذا كانت رغباته وأهدافه؟ ولماذا السكوت عنهم؟وعلى الخير نلتقي،،،

أ. د عبداللطيف بن نخي

حرب «الميتزفاه»
بعد هجمة المقذوفات الجوية الإيرانية الأولى على إسرائيل، في أبريل الماضي ردّاً على قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، وأثناء تداول أبعاد الهجمة في إحدى الديوانيّات العامرة، دخل الديوانية سفير كويتي متقاعد معروف. وبعد الترحيب به من قِبل صاحب الديوانية والحضور، سألته بشأن رأيه في الهجمة. فأجاب كعادته بتعقيب رصين، محوره وجوب أن يكون منظورنا وطنيّاً عند تداول هذه الهجمة، والأحداث المماثلة لها، وإن اختلفنا في تحليلها وفي تصنيف أطرافها.وأضاف أن القدر الذي كان مؤكّداً قبل الهجمة، الذي أُكّد أكثر بعد الهجمة، هو أن إيران تمتلك تكنولوجيات وقُدرات صاروخية متطوّرة، أعلنت دول غربية مراراً قلقها تجاهها، ولكن ضفّة إسرائيل والدول الداعمة لها مُتفوّقة تقنيّاً وعسكرياً على ضفّة إيران وحلفائها. لذلك في حال نشوب حرب مباشرة بين الضفتين – لا سمح الله – قد تلجأ إيران إلى ضرب القواعد العسكرية المعادية المجاورة لها. وبالتالي ينبغي أن نستعد نحن من الآن للتعاطي مع هذا السيناريو الخطير، من خلال محاور عدّة، من بين أهمّها اللُّحمة الوطنية.وحيث إنني أرى – كما أشرت في مقالات سابقة – أن أُسُّ الاختلاف والتناقض والتشدّد في تصوّراتنا وتشخيصنا للأحداث المحلّية والإقليمية، ناتج عن ظاهرة التطرّف الإعلامي، التي تدفعنا إلى متابعة وتصديق كل ما ينشر عبر قنوات إخبارية تنتمي إلى محور إعلامي معيّن، وتسقيط وتكذيب المصادر الإخبارية المضادة، ومقاطعة الأخريات.لذلك، واستجابة لدعوة سعادة السفير المتّسقة مع قناعتي الشخصية بأهمية تحصين النسيج الوطني من المساعي المتتالية للإضرار به وهتكه، خصوصاً مع تصاعد حدّة التوتّر في المنطقة، أدعو نفسي وغيري إلى الاطلاع على القراءات والتصورات المقابلة لقراءاتنا وتصوراتنا بشأن الأحداث الإقليمية المنقضية والجارية، وفي مُقدّمتها الصراع المسلّح في سورية الذي انفجر في 2011. ليس من أجل قبولها أو دحضها، بل فقط لندرك أن منشأ اختلافنا هو أن قراءات وتصورات أصحاب الرأي المختلف منبثقة ومصاغة من قبل المحور الإعلامي الذي يتابعونه ويثقون به، تماماً كما هي قراءاتنا وتصوراتنا. لذلك لا يجوز أن يكون هذا الاختلاف مُبرّراً لتمزيق النسيج الوطني.كما أدعو بشدّة إلى الاطلاع على التقارير الاستقصائية والتحقيقات الصحافية الموضوعية، المعتبرة كلّيّاً أو جزئيّاً، أينما نشرت، لكي نستخلص منها الحقائق الموثّقة، في شأن أحداث جارية فائقة الأولوية، كالعمليات الحربية التي تنفّذها إسرائيل حالياً. ومن بين هذه التقارير، التحقيق المعنون «هل قامت إسرائيل بما يكفي لوقف التحريض على الإبادة الجماعية؟»، الذي أجرته شبكة «بي بي سي» ونشرته في موقعها العربي على شبكة الإنترنت في 27 أغسطس الماضي.يستعرض هذا التحقيق عددً من تصريحات مسؤولين وسياسيين ورجال دين إسرائيليين، الداعية إلى تبنّي عقيدة دينية مقترنة بحرب «الميتزفاه»، الداعية إلى«ألا تدع نفساً على قيد الحياة. اليوم طفلٌ، وغداً سيكون صبياً، ومحارباً».المضامين المحرجة لإسرائيل في هذا التحقيق ذات مصداقية عالية لسببين. الأول لكون التحقيق مُعداً من قِبل شبكة إخبارية غير معادية لإسرائيل، والثاني لأن المضامين المحرجة إما واردة أو متوافقة مع الأدلة المعتبرة التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، وبموجبها أمرت المحكمة – في يناير الماضي – إسرائيل باتخاذ اللازم لمنع التصريحات التحريضية الداعية إلى الإبادة الجماعية ضد سُكّان غزّة.لذلك، من غير المعقول أن نستمر في التراشق الإعلامي الاستفزازي بشأن طبيعة وحيثيات الصراع المسلّح المنتهي في سورية، بين من اعتبره ثورة شعبية وبين من اعتبره مؤامرة ضد محور المقاومة، كل حسب المحور الإعلامي الذي يثق به، وننشغل بهذا التراشق عن مواجهة خطر مُتفاقم مُداهم، معروف أبعاده وأطرافه، كجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل حالياً.في الحد الأدنى، علينا التسامي على خلافاتنا بشأن أحداث إقليمية سالفة، لتعزيز وحدة وطنية مستهدفة، في مواجهة جرائم إبادة جماعية جارية، وحرب بين إسرائيل وإيران محتملة... اللهمّ أرنا الحقّ حقاً وارزقنا اتباعه.abdnakhi@yahoo.com

عبدالله خلف

الأثرياء يصنعون السياسة
عائلة روتشيلد اليهودية، صاحبة أكبر إمبراطورية مالية سيطرت على أوروبا، وحرّكت حرباً رأتها عادلة وسيطرت على ولايات أميركية خلال منظمات سرية وعلنية، ومن أسماء هذه العائلات المالية، آل روكفلر، وآل مورغان، وأخرى تلعب في السياسة والاقتصاد...انطلاق ناثان، الذي أقنع نابليون بونابرت، بعد عودته من المنفى أن يقترض منه خمسة ملايين جنيه إنكليزية، واستطاع ناثان، في تلك الفترة تهريب كميات هائلة من الذهب عبر فرنسا لتزويد القائد الإنكليزي ويلينغتون، وهذه طريقة اليهود في تحريك الاقتصاد في ووترلو في يونيو عام 1815م.وعلم ناثان، من خلال مخابراته بهزيمة نابليون وجيشه الفرنسي وهو في إنكلترا، قبل وصول الجيش البريطاني بيوم واحد أشاع جيش ويلينغتون أن نابليون قد هزم، وأحد أعوانه يبيع أسهمه في بورصة لندن، فقام الجميع ببيع أسهمهم، وجاء خبر هزيمة نابليون، وصارت لندن مدينة لناثان روتشيلد.هكذا أصبحت عائلة روتشيلد إمبراطورية المال، وصاحب المال يصنع السياسة في اليابان ودول أخرى، وسيطرت شركات المال الأميركي في (وول ستريت) وسيطرت عائلة روتشيلد على أسواق المال في أوروبا وأميركا...ونجح مائير روتشيلد، في خلق إمبراطورية مالية وصار الابن البكر للعائلة، الوريث لزعامة تلك الإمبراطورية المالية.المرجع: دريك ويلسون كاتب سيرة حياة روتشيلد... في أوائل القرن 19 فحصلت عائلة روتشيلد على ألقاب النبلاء في (رمز do) في إنكلترا وفرنسا، ونالت لقب البارون في النمسا عام 1882، وأعطتهم الملكة فكتوريا لقب البارون.إن إمبراطورية روتشيلد المالية لاتزال تسيطر على العالم من خلال القروض للحكومات والإمبراطور المالي اليهودي ماثيير أمشل.وتقول الموسوعة البريطانية الجديدة إن مائير، وضع قانوناً للعائلة بعمل البيوت المالية وأمر بإنجاب الكثير من الأولاد لينتشروا في أميركا وأوروبا، وسارعت البنوك في إيداع أموالها عند روتشيلد، وسيطر اليهود على المال العالمي إلى هذا اليوم.

مقالات

م. أحمد عبدالهادي السدحان

متقاعد مستمر بالعمل!
من الضروري دفع عجلة التوظيف ولكن بشكل منهجي وإستراتيجي واستغلال الكثير من الطاقات الشبابية من مختلف التخصصات، وربط الخطط والمشاريع الجديدة سواءً في القطاع الحكومي أو النفطي أو المشترك مع القطاع الخاص أو مع الدول التي تحاول الدخول في تعاون ضخم معنا لبناء مشاريع ضخمة مثل ميناء مبارك بحيث يكون هناك هدف واضح وبالأرقام لتوفير الفرص الوظيفية والتي بالطبع يجب أن تواكب العصر ومن مختلف التخصصات.والقصة ليست توظيفاً وفقط، بل هي تأهيل وبرمجة وتدريب للكوادر الوطنية لمحاولة اللحاق بركب العصر وقطار التقدم العالمي المنطلق بسرعة تتجاوز التفكير البطيء في قاعات الاجتماعات أو الندوات التنظيرية(!) بحيث يكون هناك توجه نوعي وجيوسياسي إن جاز التعبير للبلد.وما سبق مرتبط ببعضه البعض، وهي مثل السلسلة المتصلة فالخطة ببساطة تشمل الاستفادة من مخرجات التعليم في المجال الهندسي والاقتصادي والصناعي وغيرها من المجالات، فالمفترض ألا يكون الوضع عشوائياً أو على البركة كما يقال وليس الحل فقط يكون بالطريقة التقليدية المزمنة لبعض الجهات الحكومية وهي تحديث متطلباتها، بل يجب أن يكون هناك حلول متنوعة وأفكار شاملة جديدة تهدف لتحريك وتوليد الفرص الوظيفية، وهنا دور كل وزير أو قيادي لتقديم تصور يساهم في هذا الأمر وهذا يثبت كفاءته في منصبه وأنه مستوعب عمله. وأيضاً، هناك من الجهة الأخرى وهي المرحلة النهائية لختام الحياة الوظيفية للموظف والمتمثلة بالتقاعد والأنظمة واللوائح التأمينية والإجرائية المرتبطة بهذا الأمر، ويمكن استخدامه إن شاء الله في تحريك الدماء وإيجاد فرص وظيفية في الوزارات والجهات الحكومية لمساعدة القطاع الحكومي وهو القطاع الأضخم لتخفيف طوابير التوظيف والتسريع في ضخ طاقات شبابية متعطشة للتوظيف، والحل هو وببساطة أن يتم عمل أشبه بالعروض التقاعدية لحث من يرغب بالتقاعد ومن تجاوز خدمته 25 سنة مثلاً سواءً كان لديه وظيفة إشرافية أو ليس لديه منصب أو مسمى إشرافي، ومنهم الجامعيون على سبيل المثال والذين لم يحصلوا على ذلك المسمى وهو مثل السراب عند البعض من بداية توظيفه حتى قربه من التقاعد، وذلك ربما نتيجة للصراعات الإدارية في جهة عمله أو واقع المحسوبية المزمن عند بعض الأماكن، أو ربما لأسبابه الخاصة وبذلك يتقاعد ويترك فرصة لتوظيف الخريج من تخصصه نفسه في الوزارة التي ينتمي لها فلا يكون الموظف ذو السنوات الطوال مثل المتقاعد المستمر بالعمل بحيث يكون مستمراً بلا تحفيز داخلي ويتمنى لحظة التقاعد! وبالتأكيد عند تطبيق تلك العروض التقاعدية إن تمت أصلاً يجب مراعاة التكلفة وربطها ودراستها من جوانب عدة من المختصين، ومثال ذلك ما حصل لتقاعد البعض من القطاع النفطي والعسكري والأجهزة الأخرى، فالموظف المدني المجتهد يكدح مثلهم كذلك، بحيث يكون ما ذكرت حلاً بسيطاً وواقعياً على أن يتم استخدام المرونة في هذا الأمر واتحاذ القرار بعيداً عن التمسك بحذافير القرارات وجمود اللوائح وعدد سنين الخدمة فقط. والله عز وجل المعين في كل الأحوال.Twitter @Alsadhankw

سلطان حمود المتروك

سلامات يا أبا رائد
الحياة كتاب عظيم الذي يقلّب صفحاته يجد صوراً مختلفة ومتباينة ومتعددة الجوانب، متنوعة الألوان، آفاقها عديدة وكثيرة وغريبة، تتقلب بأهلها من حال إلى حال طوراً في العلو وآخر في الانحدار.يستشعر الذي يتأملها الكثير من القدرات الثاقبة والاستعدادات القوية والمواهب الخلاقة.رجالٌ ونساء كلٌ يجد السير من أجل بناء الوطن والعمل على تقدمه وازدهاره ونموه حتى يسعد الوطن بأبنائه الذين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل نمائه، من هؤلاء الأبناء المخلصين أبو رائد.هو عبدالرسول حبيب المتروك، المربي الفاضل الذي يعمل على استخدام أيسر السبل في توصيل الحقائق إلى أذهان تلاميذه، مستغلاً كل ما يساعده على تحسين عملية التعليم والتعلم من تقنيات مختلفة ووسائل عديدة، هو ذلك المعلم الذي يحسن استخدام القصة في توصيل الحقيقة الطيبة وإدراك العادة الحسنة وتأكيد مبدأ الخير في أذهان تلاميذه عن طريق شخصيات القصة المختلفة ومدى تأثيرها في النفوس وأثر وقعها على القلوب.أبو رائد، مُعلّم مخلص لهُ إشاراته الرشيدة ودلائله الواثقة، نسأل الله العلي القدير أن يلبسه ثوب الصحة والعافية والسلامة هو وجميع المرضى في مشارق الأرض ومغاربها، إن ربي هو ولي ذلك والقادر عليه.فالجميع يجد من أجل المساهمة الفاعلة في إبحار سفينة الكويت التي أصبحت كل البحار لها مجرى.حقاً:رجالٌ بنوها وهي صحراء بلقعوقد طوفوا من أجلها البر والبحرإلى أن أراد الله آخر سعيهمجميلاً فصار الرمل من تحتهم تبراعاشت الكويت بأهلها المخلصين.

كامل عبدالله الحرمي

(أوبك+)... إلى متى تنتظر؟
... إلى متى ستنتظر (أوبك+) وهي تنظر إلى إنتاجها النفطي يتآكل وإيراداتها المالية تنخفض بأكثر من 60 %، والمنتجون الجدد من خارج «أوبك» بدأوا يدخلون أسواقها التقليدية في آسيا؟... وما العمل مع قيام الولايات المتحدة الدفع بشدة إلى زيادة إنتاجها إلى أكثر من 13.5 مليون برميل، والحديث الآن عن معدل قد يقارب 20 مليوناً يومياً في خلال الـ3 سنوات المقبلة من نفطها، مع وصول المعدل الحالي للبرميل الأميركي ومؤشر برنت عند 73 دولاراً. وجميع المؤشرات المالية كانت تتوقع معدل 100 دولار خلال نهاية العام الحالي؟في الوقت ذاته، بدأت المنظمة النفطية تقرأ وتقر بوضوح بوجود تخمة نفطية وقررت عدم الالتزام بزيادة إنتاجها والانتظار، لكن الأمر الأهم هو وقف انحدار سعر البرميل حيث من الصعب حالياً وقف النزيف المالي للدول النفطية وانخفاض الإيرادات بمعدل 60 % وأكثر سيؤدي حتماً إلى عجوزات مالية في ميزانياتها مع عدم وجود البديل النفطي.وما يحدث هو أن المملكة العربية السعودية هي التي تتحمل العبء الأكبر المالي من خفض مستمر من إنتاجها من النفط الخام، وقد تتآكل حصتها السوقية.في حين بدأت المصادر والبنوك المالية الإفصاح عن توقعاتها عن معدل سعر للنفط الخام في العام المقبل عند 60 دولاراً. وهو معدل تشاؤمي، ما يعني المزيد من التدفقات النفطية الآتية من كل فج عميق. ومن الصعب التوقع أن تقدم دول (أوبك+) على خفض إنتاجها أو حتى التفكير في هذا الاتجاه بعد اقتناع الأعضاء الكامل بترك الأسعار أن تنخفض وتنحدر وأنه لا يجب أن يكون خفضاً مقبلاً. و«أوبك» لن تقوم بهذا الدور من الآن وصاعداً بعد أن أصبح من الصعب المحافظة على معدل آمن لسعر البرميل.ولوقف انحدار سعر البرميل إلى دون 70 أو 60 دولاراً للبرميل فالحاجة الماسة لخفض الإنتاج مرات ومرات، والدور الآن على الدول النفطية من خارج «أوبك»، وهي التي تنتج أكثر وعلى حساب تخفيضات المنظمة النفطية. حيث إن كلف إنتاجها من النفط الأعلى إلا أنها في الوقت ذاته تحقق أرباحاً (!) مقارنة مع دول منظمة (أوبك+) التي عليها التزامات مالية كبرى، وأهمها سداد النفقات السنوية على دولها وتحقيق أسعار وميزانية تعادلية. وهذا من المستحيل تحقيقه عند 72 أو 73 دولاراً للبرميل، والسعر المطلوب قد يتعدى معدل 90 دولاراً. ويبدو شبه مستحيل مع التدفقات النفطية الآتية من كل حدب وصوب.والحقيقة القاتمة بأن على دول (أوبك+) البحث عن موارد مالية خارج النطاق النفطي، وإيجاد مداخل ومخارج جديدة سواء الاقتراض أو تسييل الأصول، حيث ستواجه الدول النفطية عجوزات مالية، والنفط عند مستواه الحالي 72 دولاراً «ما بيوكلنا ولا يغطي مصاريفنا السنوية».كاتب ومحلل نفطيnaftikuwaiti@yahoo.com

موسى بهبهاني

الواقع الأليم
بعد العدوان المستمر والمتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة العز والكرامة والصمود قرابة سنة ميلادية كاملة، انعطف العدوان ليطول دولة لبنان الشقيق فتم العدوان على سيادته وأمن شعبه الكريم.وكعادة الغزاة استباحوا الأراضي وشنوا هجوماً واسعاً باستخدام أحدث الطائرات الحربية في العالم، وبسبب عدم وجود غطاء جوي لردع الطائرات ستكون النتيجة خسائر مادية وبشرية فادحة، فهناك شهداء ومصابون من المدنيين العزل، بالإضافة إلى تدمير المرافق العامة والممتلكات الخاصة والبنية التحتية.وكل ذلك يتم أمام مرأى العالم أجمع، ولا يتجرأ كان من كان أن يعدّ ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان!فكما كان العدوان الإسرائيلي على غزة تم توسيع رقعة العدوان ليطول دولة لبنان الشقيق.فبعد العدوان على غزة، اتبع السيناريو نفسه من قتل وإبادة وتهجير ضد الشعب اللبناني...ألا يعتبر ذلك انتهاكاً جلياً للقانون الدولي لحقوق الإنسان!من الذي يتمكن من لجم هذا العدو الشيطاني الغاشم وحماية المنطقة مما لا تحمد عقباه؟!أين دور جامعة الدول العربية ؟!أليست فلسطين ولبنان أعضاء فيها؟!أين دور مجلس الأمن... ولماذا لا يتحرك لإيقاف هذا العدوان البربري؟!ألا يعتبر ذلك فشلاً مدوياً للمجتمع الدولي في تفعيل قوانينه وأخلاقياته؟معايير وأخلاقيات غريبة!فمن يدمر منازل الناس على رؤوسهم ويفتك بالأطفال والنساء والكهول باستخدام الأسلحة الفتاكة الممنوعة والمحرمة دولياً، تجيزها له الدول المتحالفة مع هذا الكيان السرطاني وتسمي ذلك بالحق المشروع للدفاع عن النفس!ويسلبون حق الرد من أهالي الضحايا على هذا العدوان السافر بل ويسمون هذا الحق بالإرهاب!الدماء الإسلامية أصبحت لا قيمة لها عند من يدعون الدفاع على حقوق الإنسان!المنطق الأعوج الغريب!طائرات الصهاينة تصول وتجول في الأجواء اللبنانية وغزة تقصف وتدك المباني على ساكنيها بحجة قتل بعض أفراد المقاومة!وتطلب من الطرف المعتدى عليه عدم الرد وتقبل القصف والدمار والقتل!بالرغم من الإمكانات المتوسطة المتوافرة لدى المقاومين الأحرار تمكنوا من الرد على تلك الهجمات البربرية بكل ثقة ودقة، بل دب الخوف في قلوب المستوطنين ما أدى إلى مغادرة مناطقهم والاختباء في مناطق أخرى.{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }.معاداة الصهيونية سابقاً:رفضت الدول العربية جميعاً احتلال فلسطين لإقامة ما يسمى بدولة إسرائيل، وقاومت هذا الكيان الاستعماري ورفضت الاعتراف به والتطبيع وإقامة العلاقات كافة معه، كنا أمة واحدة معاً في جميع الحروب ضد هذا الكيان الغاصب.مواقفنا موحدة إزاء القضايا القومية المشتركة الكبرى. كان الكيان الصهيوني الغاصب منبوذاً منذ استيطانه أرض فلسطين من جميع الدول العربية المحيطة بها، وكانت علاقاتها مع حلفائها الغربيين فقط.أما الموقف الحالي:اعترفت بعض الدول العربية بالكيان الصهيوني، لكن الصهيوني يتمادى في قتل الشعب الفلسطيني لمدة سنة ميلادية ولا يزال مستمراً إلى الآن في قتل الأبرياء .ولذلك، لا يهتم هذا الكيان السرطاني بالعرب ولا بالمسلمين، فهؤلاء السفلة يقتاتون على بث الفتن بين الفرق الإسلامية المختلفة بهدف خلق عداوات وحروب بين أبناء الشعوب الإسلامية .الموقف الكويتي المشرف:كلمة ولي العهد سمو الشيخ/ صباح الخالد في الأمم المتحدة :( نجدد مناشداتنا على ضرورة التزامنا جميعاً بالقانون والمواثيق والمعاهدات الدولية مع التأكيد على أهمية التعامل بمسطرة واحدة بعيداً عن ازدواجية المعايير، ولعل ما يحدث في فلسطين من إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من 41 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال وعجز مجلس الأمن من إيقاف هذا العدوان السافر لهو مثال قاطع مؤسف على نهج الكيل بمكيالين في تطبيق القانون الدولي الأمر الذي يجب ألا يكون له مكان في مستقبلنا حتى لا ننزلق إلى عالم تسوده سياسة الغاب).صدمة حظر النفط العربي:الموقف العربي والإسلامي الموحد اتخذ لمواجهة المد الإسرائيلي والدول الداعمة لها بحظر بيع النفط الخام في حرب أكتوبر 1973 ما تسبب في تكبيدهم خسائر اقتصادية كبيرة.إنما الآن... أين تلك المواقف الفاعلة والمؤثرة؟وما أسباب تفرقنا وتشتتنا؟هل تفرقنا بسبب الفتن التي تحاك ضد أمتينا العربية والإسلامية؟ أليس ما يجمعنا أكبر من ذلك؟!نعم يجمعنا الوطن الواحد، اللغة، العادات والتقاليد، الدين فكل ذلك يجمعنا ويلم شملنا، ولكننا ركزنا على ما يشتتنا، وتجاهلنا ما يجمعنا، ونشاهد بين الحين والآخر يفرحون بقتل إخوانهم المسلمين،متناسين بأن الصهيوني الذي اغتصب الأرض وأهان كرامة المسلمين في مقدساتهم، يقتلون الأطفال والنساء والشيبة... لا يعتبرونهم بشراً، فلا يعترفون بالمواثيق التي تتم مع المسلمين حتى قيام الساعة،﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾كان هدف الصهاينة في هجومها النتن على غزة تحقيق الأهداف التي أعلنتها:1 - الاستحواذ على غزة.2 - اعتقال القيادات الفلسطينية.3 - فتح الممر من رفح إلى البحر المتوسط لإنشاء قناة بن غوريون.4 - تحرير الأسرى.وبعد مرور سنة ميلادية لم يتمكن من تحقيق تلك الأهداف على أرض الواقع.تحية للشعب الفلسطيني المقاوم لهذا الكيان السرطاني.{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}ولن ننسى موقف الجمهورية اللبنانية المشرف حيث إنها كانت أول دولة على مستوى العالم رفضت واستنكرت ودانت الاحتلال العراقي للكويت 1990 دون تردد ودون انتظار المقابل.والكويت تستنكر وتدين الهجمات الصهيونية على لبنان، ونقول للشعب اللبناني لن تثنيكم هذه المجازر ولن تهزمكم آلة الحرب مهما تعاظمت.ندعو المولى عز وجل لكم بالثبات والنصر، وأن يحفظ لبنان وأهله من كل سوء، وأن يتغمد شهداءكم برحمته الواسعة، ويلهمكم الصبر والسلوان، والنصر حليفكم بإذن المولى عز وجل.اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

وليد إبراهيم الأحمد

المنظومة الدولية... كذبة كبيرة!
بالأمس، تقول أميركا إنها حاولت مراراً وتكراراً منع إسرائيل من الاستمرار في حربها على غزة من خلال مبادراتها السلمية لكنها فشلت!واليوم تقول أميركا إنها لا تريد أن تتوسع دائرة الحرب الأخيرة بعد الضربات الإسرائيلية المتتابعة على جنوب لبنان التي بدأت بتفجير الكيان الصهيوني أجهزة (البياجر) بحثاً عن قادة «حزب الله» وتطالب إسرائيل بوقف غاراتها على الجنوب وتهدئة الساحة حتى لا تتسع رقعة الحرب!العامل المشترك في التوجه الأميركي حيال التهدئة أنها تطالب إسرائيل بالكف عن إشعال الحروب من جهة ومن جهة أخرى تمدها بالسلاح والعدة والعتاد!التمثيلية الأميركية واضحة للعيان وهي نفسها التي تقدم المبادرات الكاذبة لإنهاء الحرب وفي الوقت ذاته لا تطبق قرارات الأمم المتحدة الموجة ضد الكيان الصهيوني وأبرزها القرار رقم 2728 لمجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار في حرب غزة الصادر في 25 مارس 2024!الجانب الآخر من هذا المشهد السياسي المضحك أن إسرائيل هي الأخرى التي ترفض تطبيق مختلف القرارات الدولية عليها تطالب اليوم فجأة بتطبيق القرار رقم 1701 الصادر في 2006 الخاص بوقف الاقتتال بين الكيان الصهيوني وحزب الله، والسبب يكمن في تفصيل القرار الذي يطالب أيضاً بنزع سلاح «حزب الله»!لن تتوقف إسرائيل عن غاراتها على غزة ولا عن قصف الجنوب اللبناني لطالما الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي يدعمون غيها وضلالها، كما أن القرارات الدولية الدولية مازالت أداة من أدوات اللعبة الدولية التي تقودها واشنطن والدول الكبرى ضد العالم!هل تذكرون قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الصادر في يناير 2024 والذي دان الكيان الغاصب بتهمة الإبادة الجماعية ضد غزة... ماذا حصل في شأنه وما هو تأثيره؟!وهل تذكرون قرار المحكمة الجنائية الدولية الصادر في مارس الماضي 2024 ومذكرة المدعي العام بالمطالبة بإيقاف مجرم الحرب نتنياهو ومعه وزير دفاعه المجرم غالانت... أين وصلت وماذا حدث في شأنها؟!العدالة والمساواة مع إحقاق الحق في عالم السياسة والقانون الدولي ومنظومة الأمم المتحدة التي تعمل تحت لوائها 193 دولة... كذبة كبيرة عايشناها منذ سنوات طوال منذ وعد بلفور مروراً بالحرب على غزة ثم ضرب جنوب لبنان وصولاً لاغتيال السيد حسن نصر الله!على الطاير:• اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في غارات الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي لم تكن لتتم لولا وجود (خونة) من الحزب نفسه!• ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!email:bomubarak1963@gmail.comtwitter: bomubarak19

عبدالعزيز التميمي

بحبك يا لبنان
منذ أن كنتُ صغيراً أتعلّم (أبجد هوز حط الكلمون) ومنذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أسمع هذه الجملة الجميلة عن لبنان عروس الدنيا (بحبك يا لبنان) كلمات تخرج من القلب وتدخل القلب بدلالاتها ومعانيها الجميلة كلها.وكذلك أحب الشعب اللبناني بكل أطيافه دون استثناء فأنا من تابع عمالقة القلم اللبناني وفحول شعرائه وتتلمذت على يد مفكريه الكبار ودون ذكر أسماء أو تحديد عناوين، فلبنان لم يؤسس على الحقد والكراهية ولا يعرف شعبه لون الدم حتى وإن جرى فيه ما جرى وخرج منه من خرج، فالسواد الأعظم في هذا الجبل الجميل والساحل الأروع والسهول الخصبة لطفاء كرماء عشاق الحياة.فلا يليق أن تسمع في لبنان غير صوت فيروز والشحرورة تأوبت معهما البلابل ورفرفت لغنائهما الفراشات، لبنان الفن والعلوم والثقافة، لبنان الاستقبال والكرم والشهامة، لبنان العزة لا يجوز لنا أن نزحمه تحت أي عذر وسبب بدهاليز العنف والانفجار. وعلينا أن نبعد عنه لون الدم فهو جميل بالورد الأحمر فقط والأقحوان الأحمر. لبنان فجره دعاء وليله تسبيح ونهاره صلاة وركوع وسجود فكيف يصبح هذه الجميل الرشيق شقياً يدوي عليه صوت المدافع وأزيز الرصاص؟أنا ما عرفته هكذا منذ الطفولة والهدايا تأتينا من لبنان وفي كل رمضان نفطر على ماء الورد والزهر المنعش، فكيف اليوم تدمي قلوبنا تلك الأشواك التي زرعت في لبنان؟، وأصبح الغراب ينعق في بلد المحبة والسلام.أنا أحب لبنان وأعشق الشعب اللبناني وإلى أن أموت أشجب وأستنكر ما يحدث في لبنان، ولن أقول ولن أكرّر غير ما ربيت عليه عن لبنان فأنا يا وطني الشقيق أعلن للعالم واعلي صوتي به صارخاً (بحبك يا لبنان يا وطني بحبكبجبالك بسهولك بحبك يا لبنان يا عروسعواصم العالم بحبك).

د. تهاني المطيري

المرونة النفسية
في عالم مليء بالتحديات والتغيرات المستمرة وفي ظل تزايد الضغوطات اليومية التي نواجهها، أصبح الحديث عن المرونة النفسية أكثر أهمية من أي وقت مضى. هل تساءلت يوماً كيف يمكن لبعض الأشخاص تجاوز أصعب المواقف والعودة إلى حياتهم بكل قوة وإصرار؟، السر يكمن في قدرتهم على التكيف السريع والتعامل بفعالية مع الصعوبات. المرونة النفسية هي مفتاح السعادة والاستقرار النفسي، وهي ليست مجرد ميزة إضافية، بل أداة أساسية لتحسين جودة الحياة.تُعرَّف المرونة النفسية بأنها القدرة على العودة إلى الحالة النفسية الطبيعية بعد التعرض لضغوط نفسية أو مواقف صعبة. الأشخاص الذين يتمتعون بالمرونة النفسية لديهم قدرة أكبر على مواجهة التحديات والتكيف مع التغيرات، ما يجعلهم أكثر نجاحاً واستقراراً وسعادة في حياتهم.المرونة النفسية ليست مجرد قدرة على التكيف مع الأزمات أو التحديات، بل هي القدرة على استعادة التوازن النفسي بعد المرور بتجارب صعبة. فالأشخاص الذين يتمكنون من التعامل مع الصدمات والضغوط النفسية بطريقة فعالة أكثر استعداداً لمواجهة التحديات المقبلة.الأبحاث تشير إلى أن المرونة النفسية تساعد الأفراد في الحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية، وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الاكتئاب والقلق، كما أن المرونة النفسية تمكن الأفراد من تحسين علاقاتهم الاجتماعية والمهنية، ما يسهم في تعزيز جودة حياتهم بشكل عام.ولتحقيق المرونة النفسية، يجب على الفرد اتباع مجموعة من الخطوات والممارسات التي تساعده على تنمية هذه القدرة. من أهمها، يجب على الفرد التعرف على مشاعره وتقبلها بدلاً من تجاهلها أو كبتها، فالتعامل مع المشاعر بشكل صحي يساعد على تفريغ الضغوط النفسية وتجنب تراكمها.على سبيل المثال، التحدث مع صديق مقرب للتعبير عن مشاعره بشكل فعّال.كذلك تقبل التغيير كجزء طبيعي من الحياة. فالأشخاص الذين يدركون أن التغيير هو أمر لا مفر منه يتمتعون بقدرة أكبر على التكيف مع المواقف الصعبة والتحديات المفاجئة، ويساعد هذا التقبل على التخفيف من حدة الصدمات وتمكين الشخص من البحث عن الحلول بدلاً من الانغماس في المشاعر السلبية.التفكير الإيجابي يعد إستراتيجية أخرى لتعزيز المرونة النفسية، يمكن أن يسهم هذا النوع من التفكير في تقليل التأثير السلبي للضغوط النفسية، حيث يساعد الفرد على التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة حتى في الأوقات الصعبة. التفكير الإيجابي لا يعني تجاهل المشكلات، بل يعني التعامل معها بعقلية متفائلة تؤمن بإمكانية التغلب على الصعوبات.أيضاً، يجب على الشخص تطوير مهارات التخطيط وحل المشكلات واتخاذ القرارات، حيث إن القدرة على التعامل مع المشاكل بفعالية تعزز من الشعور بالسيطرة والثبات والثقة بالنفس، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التعلم من التجارب السابقة واستشارة الآخرين عند الحاجة، كذلك وضع خطط مستقبلية واضحة مع تحديد أهداف قصيرة وطويلة الأمد تساعد على توقع العقبات والتحضير لمواجهتها بشكل فعال. إلى جانب ذلك، يمكن للفرد تعزيز مرونته النفسية من خلال بناء شبكة دعم اجتماعية قوية، إذ إن الدعم الاجتماعي والعاطفي من الأصدقاء والعائلة يساهم في تخفيف الضغوط وزيادة الشعور بالانتماء ما يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات بثقة. أخيراً، يعتبر الاهتمام بالصحة الجسدية جزءاً مهماً من تعزيز المرونة النفسية. ممارسة الرياضة بانتظام، اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، جميعها عوامل تساهم في تحسين الحالة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتأمل وممارسة اليقظة الذهنية أن تساعد في تحقيق التوازن النفسي وتقليل التوتر.في الختام، المرونة النفسية ليست صفة فطرية بل مهارة يمكن تطويرها وتحسينها بمرور الوقت. فالأشخاص الذين يعملون على تعزيز مرونتهم النفسية يتمكنون من التعامل مع الضغوط بشكل أفضل، ما يجعلهم أكثر قدرة على الاستمتاع بحياة متوازنة ومستقرة.في نهاية المطاف، يجب علينا أن نتذكر أن الحياة مليئة بالتحديات، ولكن بمرونتنا النفسية نستطيع أن نواجهها بقوة وثبات. فعلى الرغم من أن بناء المرونة النفسية يتطلب وقتاً وجهداً، إلا أن الفوائد العديدة التي يمكن أن يجنيها الفرد تجعل هذا الاستثمار في النفس أمراً يستحق العناء.X: t_almutairiInstagram: t_almutairiiEmail: talmutairi@hotmail.com

د. تركي العازمي

التفاؤل مطلوب ونحتاج أكثر...!
بصراحة تامة وبلا نفاق وتملق، إنني أرى بريق أمل في حصول المتفائلين غداً أفضل عبر الآتي:ـ ترسية صيانة الطرق على 11 شركة بـ 383 مليون دينار (وهنا مطلوب وبقوة وحزم أن تكون هناك جهات إشرافية ولا بأس من إشراك جهات محايدة للتأكد من جودة خلطة الأسفلت لضمان جودة الطرق عند التنفيذ وبعده) وعامل فترة التنفيذ في غاية الأهمية لضمان سرعة الإنجاز.ـ الاستعجال في تنفيذ ميناء مبارك الكبير والشقايا للطاقة المتجددة (ونتمنى احتضان وتنفيذ المبادرة الفرنسية لبناء محطة تحلية مياه باستخدام الطاقة المتجددة).ـ استمرار سحب الجناسي من المزوّرين ومن أخذها بطرق غير سليمة، إضافة إلى التعديلات المقترحة على قانون الجنسية.ـ الشعور الإيجابي الملموس من المراجعين لكثير من المؤسسات الحكومية الخدماتية (مع معالجة القصور في بعض الجهات).نعم، يحق لنا بث روح التفاؤل المطلوب ونحتاج إلى المزيد وعلى سبيل المثال:ـ توقيع شراكات إستراتيجية مع أفضل المراكز الطبية العالمية في مختلف التخصصات لإدارة وتشغيل المستشفيات.ـ تطبيق نظام تعليمي مميز مع التركيز على التعليم كرسالة (فليس كل خريج ممكن أن يكون معلماً وتربوياً).ـ معالجة الاختلال في سوق العمل والتركيبة السكانية.ـ إحكام الرقابة على الأسعار وتوحيد الأسعار في الجمعيات التعاونية مع رفع جودتها.ـ محاربة الفساد عن طريق زج الفاسدين بالسجون واستعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، وإجراء أي تعديلات تسد الثغرات التي يستغلها الفاسدون للإفلات من العقاب بمن فيهم غاسلو الأموال ومبيضوها.ـ تحسين المستوى المعيشي للمواطنين العاملين والمتقاعدين.ـ الاستفادة من أهل الخبرة المميزة والدرجة العلمية المحترمة بحيث يتم تنصيبهم في المناصب القيادية والاستشارية الشاغرة... فكلما كبرت سن الأشخاص (المتقاعدين) زاد مستوى الرشد وحسن البصيرة لخلق رؤية جديدة وأهداف طموحة (الاستفادة من التجربة اليابانية في بنك الخبرات من المتقاعدين).الزبدة:إنّ إدارة التغيير تقابلها موجة اعتراض وهذا لا يجب أن يثنينا عن المضي قدماً نحو خلق بيئة عمل تتميز في صناعة الوعي ورؤية جديدة، وهذا في الغالب تبينه لنا مؤشرات الجودة العالمية.إنّ توجيه النصيحة على الرغم من أنه مطلوب وأهميته مقدمة ألا إن الاستشارة يجب أن تؤخذ من أهل الشرف أصحاب الخبرة والفكر النير وحسني السيرة والسلوك.أحياناً... قد لا يعجبك شكل الشخص أو انتماؤه لكن المراد عند التقييم لتولية المرشحين لمناصب قيادية واستشارية يجب أن يكون أساسها معايير احترافية لا علاقة لها بالانطباعات الشخصية... بمعنى إن أول سؤال يوجه للمرشح هو: ماذا تستطيع أن تقدم كإضافة للمنصب الذي ترى أنك ستبدع فيه، وما هي إنجازاتك عندما توليت مناصب تنفيذية؟لنترك الأنفس وإفرازاتها على جنب ولنعمل باحترافية إن كنا نبحث عن تنمية مستدامة... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter : @TerkiALazmi