م. أحمد عبدالهادي السدحان

تحرير الرياضة!
بعد خروج منتخب الكويت من كأس العرب في قطر وما حصل من أداء جيد في أول مباراتين وخسارته في آخر مباراتين والإحباط الذي أصاب الجماهير الكروية، فإن ذلك يتطلب وقفة حازمة لإصلاح هذا التراجع، والتعامل بعمق مع جذور المشكلة! وليس بشكل سطحي أو عاطفي.لذا، فإنه لا وقت للمجاملات وأصبحت الحاجة مُلحّة لتحرير الرياضة -إن جاز التعبير- من القيود التي تُكبِّل تطورها، وخصوصاً كرة القدم فالمواهب موجودة والحماس حاضر، لكن الواقع لايزال محاصَراً بروتينٍ إداري، وبِنية تحتية لا تواكب طموح اللاعبين ولا الجماهير.لذلك، فإن الإصرار على هذه العقلية يعني ببساطة إضاعة فرص جديدة وبطولات متعاقبة وترك مستقبل الكرة الكويتية رهين قيودٍ تجاوزها العالم منذ سنوات. واليوم، بات التحرر -كما ذكرت- من هذه المعوقات ضرورة قصوى لعودة الرياضة الكويتية إلى مكانتها التي تستحقها وإطلاق مرحلة نوعية من التغيير.وأنا قلت مراراً وتكراراً: يجب أن تكون الحركة الرياضية مشروع دولة، وعمل التشريعات المطلوبة ومتابعة هموم اللاعبين وتطوير الإستراتيجية الرياضية بالأساسات القوية للبدء بها، ومنها التمويل وليس فقط من ميزانية الدولة مثل الهيئة العامة للاستثمار، على أن تتعامل مع الأندية كأنها نموذج ربحي، والقطاع النفطي أيضاً يساند في هذا الأمر، وتخصيص الأندية وتحويلها إلى نماذج تجارية ومشاريع استثمارية لتسخير هذا المال الناتج عن الدورة الاقتصادية الصحيحة لتطوير الألعاب المختلفة، والدوري ونظام الاحتراف وعمل الفعاليات لتواكب الأندية العالمية وطريقة عملها الإداري والمالي والتشغيلي.وكذلك للتعاون مع القطاع الخاص العالمي والمحلي المتخصص في المجال الرياضي من ناحية البناء والإنشاءات والاستثمار، مثل نظام (بي أو تي) وهو التشييد والتشغيل وتحويل الملكية للدولة وتغيير مواقع بعض الأندية الحالية إلى أماكن أكبر بعيداً عن الزحمة والكثافة السكانية! وكذلك الاستفادة من خبرات الدول الأخرى مثل قطر وتنظيمها للمونديال والسعودية وتطويرها للدوري والاستعانة بمستشارين متخصصين في الإدارة الرياضية وأصحاب الخبرات في المحافل الدولية.لذا، فإن النهضة الرياضية يجب أن تكون بعيدة عن التخبطات الإدارية وفوضى الصراعات على المناصب، وبدايتها من الحكومة باتخاذ الإجراءات في مواجهة التضخم الإداري بدمج الرياضة والشباب في هيئة واحدة مع الجهاز المتعلق بالمنشطات، والتغيير يكون بإدارة جديدة للهيئة بعد الدمج المطلوب، إن شاء الله، بقيادات متخصصة وليس المهم لاعب سابق بل شخص يحدث بإذن الله فارقاً لمصلحة الرياضة. والتأكيد على قرارات جريئة وخطة مدروسة وأن يخرج من دائرة الكلام إلى التنفيذ الفعلي. والخلاصة، وفيما يتعلق بإصلاح المنتخب فإنه يبدأ بمدرب محترف بصلاحيات وتكوين قاعدة لاعبين موهوبين ورفع اللياقة البدنية والانضباط وتحسين الدوري واختيار اللاعبين بالأداء المتميز فقط، مع خوض مباريات قوية محلية ودولية لصقل الخبرة مع الإستراتيجية الرياضية كما ذكرت أعلاه. والله عزوجل المعين في كل الأحوال.X @Alsadhankw

كامل عبدالله الحرمي

الأسواق النفطية بين وفرة المعروض وضبابية الأسعار
تشهد الأسواق النفطية العالمية حالة واضحة من التخمة، إذ تتدفق كميات ضخمة من النفط تفوق مستويات الطلب الفعلي، الأمر الذي يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الأسعار: هل يمكن أن يتراجع سعر برميل النفط إلى مستوى 55 دولاراً؟ إذ يبلغ إجمالي الإنتاج النفطي العالمي اليوم أكثر من 106 ملايين برميل يومياً، وهي كميات وفيرة تفوق الطلب العالمي الحالي، المقدر بنحو 104 ملايين برميل يومياً، ما يعني وجود فائض يقارب مليوني برميل يومياً في الأسواق العالمية.وقد انعكس هذا الفائض بشكل مباشر على الأسعار، حيث تراجع سعر خام غرب تكساس الأميركي إلى نحو 57 دولاراً للبرميل، في حين يسجل خام برنت العالمي قرابة 61 دولاراً للبرميل في الوقت الراهن. وتزداد المخاوف من استمرار هذا النطاق السعري حتى نهاية العام المقبل، ما لم تتدخل منظمة أوبك لضبط مستويات الإنتاج وإعادة قدر من الاستقرار إلى الأسواق النفطية.غير أن المنظمة قد ترى أن التدخل المتكرر لم يعد مجدياً، سواء عبر الخفض التقليدي للإنتاج أو من خلال إعادة توزيع الحصص بين أعضائها، في ظل تكرار السيناريو ذاته كل ستة أشهر أو أكثر خلال العام الواحد. ومن دون عقد اجتماع استثنائي واتخاذ قرارات حاسمة، قد تواصل أسعار النفط مسارها التراجعي.ويبرز احتمال آخر مفاده أن منظمة أوبك قد سئمت من تكرار خفض الإنتاج، في الوقت الذي تستفيد فيه الدول المنتجة الأخرى من هذه التخفيضات، دون أن تتحمل كلفتها. وربما ترغب المنظمة في اختبار مدى الانخفاض السعري القادر على تحفيز ارتفاع فوري في الأسعار، ولو كان موقتاً، كما حدث في مرات سابقة. إلا أن هذا الارتفاع غالباً ما لا يدوم طويلًا، لتُعاد الدورة ذاتها من جديد، الأمر الذي يفتح الباب أمام التساؤل: هل هناك سيناريو بديل؟ وتزداد تعقيدات المشهد حين تنظر أوبك إلى المنتجين من خارجها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، التي يبلغ إنتاجها نحو 13.5 مليون برميل يومياً، ولاتزال تواصل التوسع بوتيرة متسارعة.ويأمل المنتج الأميركي في تدخل سريع من أوبك لتصحيح الأسعار وتنظيم الإنتاج، بما يضمن له تحقيق المكاسب الأكبر مع نهاية العام، بعد تغطية تكاليف البحث والتنقيب والإنتاج، وتوزيع المكافآت على العاملين، والأرباح على المساهمين.في المقابل، تجد دول (أوبك+) نفسها مضطرة إلى اللجوء للبنوك، غالباً الأميركية، لسد العجز في ميزانياتها السنوية، نتيجة عدم بلوغ السعر التعادلي المطلوب، وضعف الأسعار الناجم عن التخمة في الأسواق النفطية، والتي يُعد تزايد الإنتاج الأميركي أحد أبرز أسبابها.وفي الوقت الذي تواصل فيه دول أوبك زيادة استثماراتها في الحقول النفطية عبر التوسع في عمليات الحفر والاكتشاف، تجد نفسها مضطرة في كل اجتماع تقريباً إلى خفض الإنتاج لمعالجة انخفاض الأسعار. غير أن هذه الجهود تُقابل بزيادات إنتاجية من دول أخرى، حيث يقترب الإنتاج النفطي البرازيلي من نحو 5.9 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام المقبل، إضافة إلى الإمدادات الآتية من دول أميركا اللاتينية، مثل غيانا، التي يبلغ إنتاجها قرابة 1.5 مليون برميل يومياً.ويُتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النفط في العام المقبل نحو 104.5 مليون برميل يومياً. ومن بين الدول القليلة التي تمتلك طاقات فائضة حقيقية لتلبية هذا الطلب، تبرز كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بقدرة إضافية تتجاوز 500 ألف برميل يومياً لكل منهما.في المقابل، يتراوح إنتاج روسيا من النفط الخام بين 9 و10 ملايين برميل يومياً، ما يجعلها ثالث أكبر منتج عالمي بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. ومع تراجع أثر العقوبات الأوروبية والأميركية على النفط والمشتقات الروسية، يُتوقع أن تواصل روسيا زيادة إنتاجها، لا سيما من المشتقات النفطية المكررة في مصافيها المشتركة داخل أوروبا، وهو ما قد يسهم في مزيد من الضغط على الأسعار العالمية.وليس من المستبعد، في ظل هذه المعطيات، أن يتراجع سعر النفط إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل، وربما يصل إلى مستوى 55 دولاراً. وقد يؤدي هذا الانخفاض إلى حالة من «الهلع المفرح» لدى مستهلكي النفط والأسواق العالمية، ما سيجبر تحالف (أوبك+) على عقد اجتماع استثنائي عاجل، واتخاذ إجراءات الخفض المعتادة. غير أن السؤال الجوهري يبقى: ماذا بعد؟ ولماذا يتكرر هذا السيناريو على الدوام؟ هل هناك حل آخر غير ترك الأمور على حالها؟ وهل يمكن اختبار قدرة المنتجين على الصمود في سباق زيادة الإنتاج؟ وإلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟ وهل تكفي سنة واحدة لتحديد الفائز والخاسر؟ وما الكلفة الحقيقية لإنتاج البرميل الواحد لدى كل دولة؟تُترك هذه الأسئلة مفتوحة أمام مالكي وصناع القرار في قطاع النفط. وقد لا يكون الجواب في خفض الإنتاج وحده، بل ربما في البحث عن بدائل إستراتيجية، سواء عبر تسريع التحول إلى مصادر طاقة أخرى، أو من خلال تطوير الصناعة النفطية ذاتها، عبر الاستثمار المكثف في المشتقات النفطية وتعظيم الاستفادة منها. ويبرز هنا خيار الدخول بقوة في صناعة البتروكيماويات المتقدمة، واستثمار اللقيم النفطي في تطوير هذه الصناعة بالشراكة مع شركات أجنبية متخصصة، بما يضمن استدامة العوائد وتقليل الاعتماد على تقلبات أسعار الخام.كاتب ومحلل نفطي مستقل[email protected]

د. دانة العنزي

بين التعاون والانقسام... تحليل نتائج قمة مجموعة العشرين G20/2025
انعقدت قمة G20/ 2025 (مجموعة العشرين ) في جوهانسبرغ جنوب أفريقيا في نوفمبر 2025، في حدث استثنائي يمثل أول قمة لهذه المنصة العالمية تعقد في القارة الأفريقية حملت القمة شعار (التضامن والمساواة والاستدامة) مسلّطة الضوء على قضايا الجنوب العالمي والعدالة الاقتصادية وتمويل التنمية.تميزت القمة هذا العام بمزيج من التعاون والتوترات بين القوى الكبرى، حيث غابت الولايات المتحدة عن مستوى القادة، في حين مثلت الصين وروسيا القمة على مستوى منخفض نسبياً، فيما لعب الاتحاد الأوروبي والهند دوراً فاعلاً في دفع أجندة التنمية والعدالة الاقتصادية.هذه القمة تبرز تحولات مهمة في السياسة الدولية إذ أضحى صوت الجنوب العالمي أكثر وضوحاً في النقاشات الدولية فيما يكشف غياب أو تراجع بعض القوى التقليدية عن حدود تأثيرها في إدارة النظام الاقتصادي العالمي.المواقف المتباينة بين القوى الكبرى أضعف تأثيرها في توجيه القرارات الاقتصادية والتمويلية، في حين شاركت الصين من خلال رئيس الوزراء، داعمة أجندة التنمية والعدالة الاقتصادية للجنوب العالمي ما عزز نفوذها في السياسات الاستثمارية والتنموية على المستوى الدولي. أما الاتحاد الأوروبي فقد ملأ جزءاً من الفراغ مؤكداً دعم التعاون متعدد الأطراف والتنمية المستدامة، بينما ركزت الهند على التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، ودعمت الشراكات بين الدول النامية لتعزيز التنمية المستدامة.أما عن الأهمية على السياسة الدولية بالأخص الشرق الأوسط فيظهر أثر قمة G20 على الشرق الأوسط من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون والتنويع الاقتصادي، وإتاحة الفرصة لدول المنطقة للاستفادة من الشراكات مع الصين والهند والاتحاد الأوروبي خصوصاً في مجالات البنية التحتية والطاقة والاستثمار في ظل غياب الهيمنة التقليدية للقوى الكبرى، ما يعكس تحولاً تدريجياً نحو مزيد من التوازن في النفوذ الدولي واحتواء الفجوات التنموية بين الشمال والجنوب.

سلطان حمود المتروك

لغتنا الجميلة
هي لغة جميلة في تراكيبها ومعانيها تبعث على التفكر حين استخدامها.هذه اللغة التي حيّرت الألباب في محسناتها البديعية ومفرداتها الدالة على كل شيء جميل في معناه وبديع في مبتغاه وحسن في تصوره.نعم،إنها لغة القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى بلغة العرب كي يكون إعجازاً في اللغة التي هي سبيلهم نحو الفكر والإبداع.لذلك، فإن منظمة «اليونسكو» خصصت يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للاحتفاء باللغة العربية تقديراً لمكانتها التاريخية والحضارية.واللغة العربية وسيلة للتواصل وجسر يربط بالماضي العريق، يتحدث بها أكثر من 400 إلى 500 مليون نسمة حول العالم.وهي لغة المستقبل وتخصصها يدعو إلى الفخر والاعتزاز فهي أيسر السبل في عملية التعليم والتعلم.مفرداتها تدعو إلى التأمل ومحسناتها البديعية من كناية واستعارة وتشبيه تبعث على التفكير في ماهيتها.فإذا كان العلم هو أشرف المعقولات حسب نظرية الحصر المنطقي، بمعنى إذا كان الإنسان يملك كوخاً في الحقيقة أحسن من قصر في الخيال، فإن الكوخ هو أفضل من القصر.لذلك، فإن المعقول هو الأحسن فلا بد وأن تعطى أهمية كبرى للمعلم الذي ينقل هذه الحقائق إلى أذهان تلاميذه.ولا يشوه عمله كما يشار إليه في بعض الأفلام العربية لأن رسالته هي رسالة الأنبياء.فقد قال أمير الشعراء في هذا الصدد:قم للمُعلّم وفّه التبجيلاكاد المعلمُ أن يكون رسولاوقد أبدع كثير من الشعراء في استخدام مفرداتها في توصيل الحقائق إلى أذهان المتلقين بسهولة ويسر.فمن أروع البرامج التي كانت تبث برنامج لغتنا الجميلة للإعلامي المتألق/ فاروق شوشة، وكان يختم برنامجه بقول شاعر النيل حفاظ إبراهيم:أنا البحرُ في أحشائه الدُرّ كامنُفهل ساءلوا الغوّاصَ عن صدفاتيفيا ويحكمُ أبلى وتبلى محاسنيومنكم وإن عزّ الدواءُ أساتي

د. تركي العازمي

التعليم يحتاج لـ«أرسطو»...!
أول أمر إلهي أنزله جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، هو «اقرأ» من سورة «العلق» التي تعتبر أول سورة نزلت في القرآن الكريم.فالقراءة هي مصدر التعلم والتبصر بعلوم الدين كي يهدينا الله الصراط المستقيم (معرفة الحق والعمل به – طاعة أوامر الله وترك نواهيه)، وبالنسبة لشؤون العلوم الدنيوية تحقق لنا التحصيل العلمي، علماً ينفع البشرية في مختلف المجالات.والتعليم هو الأساس للنهوض بالأوطان والمجتمعات لكن المؤكد أن التعليم (العلم) لوحده لا يكفي.وللتدليل على ذلك، قال أبي ذر (وهو عالم جليل)، قلت: يا رسول الله: ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي، ثم قال: «يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا مَنْ أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها» (رواه مسلم)، والضعف هنا يعني عجزاً عن تحمل أعباء المسؤولية والقيام بمتطلباتها.فالدرجة العلمية مع خبرة لا تمنح صاحبها الأحقية في تبوؤ منصب مسؤول، لأن المنصب له سمات/خصال ومهارات يجب أن يكون المرشح متمكناً منها (ذكاء عال، رشد، نزاهة وأمانة، معرفة بمجال العمل، محقق للنتائج وصاحب رؤية مفوه يستطيع التعبير عن رأيه وإقناع الآخرين).ونفهم من هذا، أن الذكاء والنزاهة والأمانة والقوة سمات يولد الفرد وهي فيه وبالتالي صعب تدريب المرشح ليكون أذكى من غيره ويصبح نزيهاً أميناً.وقد ذكر أرسطو في أعماله حول القيادي المؤثر، أنه يتميز بامتلاكه لوسائل الإقناع الثلاثة: Ethos ثقة، سمعة وأخلاق، مصداقية. Pathos: القدرة على فهم عاطفة ومشاعر التابعين والجمهور. Logos: المنطق – منطقية الحجج بالحقائق والأدلة، ونحن أحوج لبحثها إن كانت متوفرة!ملاحظة: ذكرنا في ما سبق من مقالات أن تطوير التعليم ممكن عبر تطبيق أحد النماذج المعمول بها في دول الجوار (تطابق الثقافة والدين واللغة) ممن احتلت ترتيب متقدم في جودة التعليم بجانب منح مهنة المعلم لمَنْ يستحقها!الزبدة:التعليم يحتاج لـ«أرسطو» بمعنى أننا نريد مسؤولين يمتلكون القدرات والسمات المؤثرة عند المفاضلة بين المرشحين كون مثلث وسائل الإقناع سالفة الذكر مهمة جداً... وهذا لجميع المجالات وليس التعليم فحسب.ولنلتزم بالدعاء «اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعلا متقبلا» الذي جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم (رواه ابن ماجه)... الله المستعان[email protected]: @TerkiALazmi

موسى بهبهاني

وداعاً أحبتي... سامي وعلي
أشد ما يمر به الإنسان هو ألم فراق الأحبة... ففي الأسبوع الماضي اختار المولى عز وجل، الصديقين المرحومين بإذنه تعالى، (سامي القطان وعلي الداوود).خبران مؤلمان كسرا القلب وسبّبا ألماً كبيراً، ألم الفراق كبير خصوصاً إذا كان مفاجئاً ودون مقدمات.وأنا أكتب هذه المشاعر الصادقة النابعة من القلب المنكسر، أتألم عندما أسبق اسميهما بكتابة كلمة (المرحومان)... إنما هكذا هي الحياة، فالله هو الذي يعطي... ويمنع... ويمنح... ويأخذ... ويفرق ويقرب...{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }فالموت حق وهو المصير المحتوم لكل حي، مهما كان صغيراً أو كبيراً، غيّب الموت الصديقين العزيزين على قلوبنا، فكان المرحومان (سامي القطان وعلي الداوود) متميزين بخصال طيبة عدة، منها الأخلاق الحسنة، والابتسامة التي لا تغادرهما، وحسن المعشر، محبين لأسرهما وأصدقائهما، امتازا بالشخصية الطيبة والمحبوبة والتواضع والإيجابية، وكل من عرفهما أحبهما، انتقلا من دار الفناء إلى دار البقاء تاركين أثراً طيباً بعد رحيلهما من هذه الدنيا الفانية.المرحوم / سامي سلمان القطان (بوسلمان)من أبرز ما يتحلى به أنه كان مبادراً لإصلاح ذات البين، ويتألم كثيراً عندما يرى خلافاً بين الأصدقاء أو بين أفراد الأسرة الواحدة، فعندما يسمع بذلك يحاول بشتى الطرق المتاحة أن يجد وسيلةً لإصلاح هذا الخلاف، وقد رأيت منه هذا الفعل في حالات كثيرة جداً، حتى يصل به الأمر أن يشتد غضبه على الأصدقاء حين يقع بينهم الخلاف ولا يغادر المكان إلّا بإصلاح ذات البين.هذا الإنسان الطيب تميّز بالابتسامة العفوية، فلا تكاد تراه يوماً تغادر الابتسامة محياه، وبضحكته المميزة والتي تلفت الأنظار إليه، ويداعب الآخرين لينشر بين الأصدقاء البهجة والفرحة بالدعابة المحمودة.لقد صادفته في إحدى الدول، فلما التقينا بالصدفة، فإذا به يبادر بدعوتي إلى تناول وجبة الطعام مع عائلته الكريمة دون تردد، وهذا لا يتحلّى به إلا القليل من الأفراد.نعم، الأصدقاء الحقيقيون يعتبرون جزءاً من الأهل، فهم ليسوا مجرد معارف بل يصبحون من ضمن العائلة باختيارنا، لأنهم يرتبطون بالقلب والروح أكثر من الدم، وهم سند وعون لنا في الحياة ويُعتبرون كنزاً ثميناً.المرحوم / علي حسين الداوود (بوحسين)محب للرياضة ومتعصبٌ للمنتخب الوطني، محبٌ للكويت، من خصاله أنه متواصل مع عائلته وأصدقائه، وقد رأيته في الكثير من المناسبات الاجتماعية يقوم بالتواصل مع جميع أطياف المجتمع دون تفرقة، فينظر إلى الجميع كمواطنين على حد سواء، وما يلفت النظر أنه تمكن من إعالة أسرته (والدته وشقيقته) وتحمّل مسؤولية العائلة عندما كان صغيراً بعد وفاة والده، تحمّل تلك المهمة الصعبة كاملة وبجدارة.فكلا المرحومين، سامي القطان وعلي الداوود، مُبادر بالتواصل وحضور المناسبات الاجتماعية، سواء كانت أفراحاً أو أحزاناً، وذلك جوهر الإنسانية، وهي شيمة الأخوة التي تعكس التعاطف والترابط الإنساني، وتقوي الروابط الاجتماعية، وتعزّز التعاون والتماسك المجتمعي.رحلتم يا (سامي وعلي) بجسديكما لكن ذِكراكما الطيبة ستظل في قلوبنا، لن ننساكما من دعائنا في كل الأوقات.{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }اللهم لا اعتراض على قضائك وقدرك، وندعو المولى عز وجل أن يشمل المرحومين (سامي القطان وعلي الداوود) بعفوه ورحمته، وأن يجعلهما مع النبيين والصّديقين والشهداء، وأن يجعل الجنة مثواهما، وأن يلهم أسرتهما الكريمة ومحبيهما الصبر والسلوان.ولنا ذكرياتٌ مع من غابوا عنا بأجسادهملكن الروح لا تنسى من أَلِفَت وهامت بهم حباََ وشوقاََ..فسلام على أرواح عانقها الموت وغفت بلحاف من تراب..سلام لمن سكنوا القبور وفارقوا الأهل والدور.«إنّا لله وإنّا إليه راجعون».

محمد ناصر العطوان

فيلم «الست»... أشباح «المثنى» وثلاث تذاكر إلى الوراء
«الليل وسماه ونجومه وقمره... قمره وسهره... وأنت وأنا...»هكذا، ومن حيث لا يحتسب المرء، وفي غفلة من هذا الزمن الذي حوَّلنا إلى «تروس» صدئة في ماكينة الحياة العملاقة، تأتي «الطلعات» المباغتة من أصدقاء السلاح القدامى لتكون هي طوق النجاة الوحيد من الغرق في شبر مياه المسؤوليات.بلا مقدمات، وبلا «غروبات واتساب» تتحول إلى جلسات مجلس أمن لتحديد موعد يناسب الجميع، وبلا استخراج «تأشيرات خروج» معقدة من وزارة الداخلية (الزوجات)... رن الهاتف.المتصل: «أديب الأدباء».الهدف: عملية سطو مسلح لاختطاف «شهبندر التجار»، والتوجه فوراً لمشاهدة فيلم «الست».الزمان: الآن... ولا عزاء للمسوفين، ولا مكان للمعتذرين.وخلال ساعة واحدة -يا مؤمن- كنا قد نفضنا عن كواهلنا المسؤوليات وشبكة العلاقات، وارتدينا ملابسنا، ووصلنا إلى «المول».التقينا عند باب السينما، ثلاثة أصدقاء، جمعتهم الشاشة الكبيرة قبل أن يجمعهم المكان، وكأننا عبرنا بوابة زمنية أعادتنا إلى تلك الأيام الخوالي في «مجمع المثنى»... تذكرون تلك الأيام؟ حين كنا نلتقي كل يوم، ونفكك «كلاكيع» السياسة والأدب والتاريخ، ونعيد تركيب الكون على مزاجنا... كنا نحلم بأماني بحجم السماء، وبأن نكون يوماً ما «ما نريد».قبل أن تبتلعنا دوامة «الزواج والأولاد» والقروض، كنا نجلس هناك، في «جمهورية المثنى»، ترتفع أصواتنا ونبقى... ونبقى... حتى يأتي الحارس المسكين ليبلغنا بلهجة يائسة أن الأبواب ستغلق، وأن علينا أن «ننصرف» لنترك العالم يرتاح من نظرياتنا.دخلنا القاعة، وبدأت الرحلة بحفلة كوكب الشرق في باريس...!هنا تجلى «الثالوث الإبداعي»... المخرج مروان حامد، الذي رسم بالكاميرا وكأنه ينسج سجادة فارسية، والكاتب أحمد مراد، الذي ينبش في التاريخ بمشرط جراح ليجعلنا نرى أم كلثوم «اللحم والدم» لا الصنم، ومنى زكي، تلك التي لم تكن تمثل، بل كانت في حالة «تحضير أرواح» حقيقية لروح الست.نحن الثلاثة أيضاً نشبه هذا الثالوث، جالسون في الظلام، حيث لم نكن نشاهد فيلماً عن «فاطمة بنت الشيخ إبراهيم البلتاجي» فحسب، بل كنا نشاهد «أنفسنا».ذلك «التأثيث البصري والسمعي» المتقن جعلنا نشعر بدورة حياة كاملة تدور أمامنا... كيف تبدأ الأشياء صغيرة خائفة، وكيف تكبر وتتوحش، وكيف تصل إلى أوجها، ثم كيف تنتهي... أو تتحول.شريط حياتنا كان يمر بالتوازي مع شريط الفيلم، عندما ظهرت «أم كلثوم الكاتبة»، رأيت صديقي «أديب الأدباء» تلمع عينه في الظلام، وكأنه يستعيد معارك قلمه وإهداءاته وأحلامه الأدبية ونصوصه الخالدة التي تعلمنا منها جميعاً وناقشناها طويلاً تحت سقف المثنى.وعندما ظهرت «أم كلثوم رائدة الأعمال»، التي تدير إمبراطوريتها بذكاء ودهاء ومفاوضات شرسة، رأيت «شهبندر التجار» يهز رأسه طرباً، لا للنغم، بل لـ «نغمة» الإدارة والسيطرة، متذكراً صولاته وجولاته في دهاليز السوق.أما أنا... فبين «أم كلثوم الإنسانة» التي تحب وتتألم وتكابر، وبين الفلاحة التي غزت القصور، كنت أقتطع جزءاً من ذاكرتي، وأربطه بجزء من حياتي الحالية.لقد أدركنا في تلك الساعات القليلة أننا، ورغم الشيب الذي بدأ يحتل الرؤوس، ورغم استوائنا على عرش «الأربعينات» الملتهب، ورغم أننا أصبحنا «آباء» و«مسؤولين» ولنا وقار مصطنع، ما زلنا في العمق أولئك الشباب الثلاثة، تغيرت الديكورات، وتبدلت الأماكن من «بلاط المثنى» إلى مقاعد المول الوثيرة، ولكن الروح واحدة.الفيلم لم يكن حكاية مطربة، بل كان مرآة عاكسة... رأينا فيه أن النجاح ليس مجرد صدفة، بل هو «معجنة» من التعب والدهاء والموهبة، ورأينا أن الصداقة الحقيقية هي التي تتحمل «فجوات الزمن»، وتعود لتلتحم في لحظة صفاء، لنكتشف أننا ما زلنا نفهم بعضنا من «نظرة»، ونضحك على نفس «الافيهات»، ونلعن «سنسفيل» الدنيا التي تشغلنا عن بعضنا.خرجنا من الفيلم ونحن ندندن، لا بأصواتنا، بل بأرواحنا التي اغتسلت بماء النغم والذكريات، لسان حالنا يردد مع الست وهي تختصر كل هذا العمر وكل هذا الشوق في مقطع واحد:«وعايزنا نرجع زي زمان... قول للزمان ارجع يا زمان...»وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر... وكل ما لا يُراد به وجه الله... يضمحل.

خيرالله خيرالله

الامتحان الحقيقي في سوريا...
لابدّ من العودة إلى السؤال الأوّل والأهم. إنّّه السؤال المتعلق بنجاح أحمد الشرع، في داخل سوريا وليس الاكتفاء بالنجاحات الخارجية، وهي نجاحات لابدّ من الاعتراف بأنّها مرموقة. كان الانتهاء من «قانون قيصر» آخر النجاحات التي تحققت على الصعيد السوري. لم تعد سوريا تحت عقوبات أميركيّة وتستطيع بذلك إعادة بناء علاقتها مع العالم، العالم الغربي خصوصاً من دون عقد. لكنّ المهمّ ما حجم التغيير في الداخل السوري الذي سعى نظام الأسد إلى تدميره؟ هل تعود سوريا دولة طبيعية، دولة مساواة بين مواطنيها كما وعد أحمد الشرع...؟بكلام أوضح، هل تستطيع سوريا التصالح مع نفسها بدءاً بالتخلي عن شعارات من نوع تصديق أنّّها «قلب العروبة النابض» في منطقة لا يحتاج فيها أي بلد إلى دروس في الوطنية من بلد آخر؟في هذه الأيّام، تمرّ الذكرى الأولى لفرار بشّار الأسد إلى موسكو. لم يكن الأمر مجرّد فرار لديكتاتور دموي كان يعتقد أنّ في استطاعته توريث سوريا لنجله كما حدث مع والده حافظ الأسد، لدى وفاته في العام 2000. يتعلّق لأمر بتغيير كبير على الصعيد الإقليمي.ما تبين بعد سنة على تخلّص سوريا من نظام أقلّوي، تحكّم بالسوريين، بين 1970 ونهاية 2024 أنّ ليس في الإمكان الاستخفاف بالتحديات التي تواجه النظام الجديد في سوريا، بما في ذلك مستقبل أبناء الطائفة العلويّة ومنطقة الساحل السوري. توجد مشكلة علويّة في سوريا. هذا واقع لا مفرّ من الاعتراف به. لكن هل في استطاعة بقايا النظام السابق تحويل المشكلة العلويّة إلى قضيّة علويّة؟ من الواضح أنّ بقايا النظام تسعى إلى ذلك عن طريق إسرائيل التي حمت النظام الأسدي منذ قام. لم ترفع الغطاء عنه إلّا بعدما ارتكب بشّار الأسد في أواخر العام 2024 غلطة العمر المتمثلة في السماح بنقل أسلحة متطورة إلى «حزب الله» عن طريق الموانئ السوريّة.إلى أي حدّ يمكن أن تذهب إسرائيل في دعم المجموعات التي تعمل من أجل خلق قضيّة علويّة؟ من الصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال. لكن الأكيد أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب، تقف أقلّه في المدى المنظور، حاجزاً في وجه إسرائيل ولديها مصلحة في المحافظة على وحدة سوريا. عند هذه النقطة تلتقي الإدارة الأميركيّة مع تركيا التي تدعم بدورها النظام الذي على رأسه أحمد الشرع.سيتعمد الكثير في المستقبل على قدرة النظام السوري الجديد على أن يكون مختلفاً. لا يكون ذلك سوى بالابتعاد عن ممارسات حافظ وبشّار الأسد، خصوصاً لجهة كيفية التعاطي مع الأقلّيات بدءاً بالدروز وانتهاء بالعلويين مروراً بالأكراد. من واجب النظام السوري الجديد قطع الطريق على إسرائيل المستعدّة للربط مع بعض الجهات العلوية والمساعدة في تحويل مشكلة هذه الجهات إلى قضيّة.لا يمكن تجاهل وجود آلاف الضباط والعسكريين العلويين في بيوتهم. ليس أسهل من لجوء إسرائيل في دعم هؤلاء في غياب استيعابهم بطريقة أو بأخرى. لا يمكن تحميل كلّ العلويين مسؤولية ارتكابات حافظ وبشّار الأسد وجعل المواطن العلوي، الذي عانى بدوره من ممارستهما، يدفع الثمن. من الضروري التذكير بأنّ حافظ الأسد، بعقله الجهنمي، أفقر عن سابق تصوّر المناطق العلوية كي بجبر أبناء هذه المناطق على الالتحاق بالجيش والأجهزة الأمنيّة التي كانت العمود الفقري لنظامه.لا شكّ أن هناك علويين من نوع ماهر الأسد ورامي خلف وكمال حسن، آخر مدير للمخابرات الجويّة، يتآمرون على سوريا ويحلمون باليوم الذي يصبح فيه العالم يتحدّث عن قضيّة علوية. لكن مما لا شك فيه أيضاً أن على النظام الجديد في سوريا واجبات تجاه كلّ مواطن سوري بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو قوميته. لن يكون الغطاء الأميركي والتركي وحتّى العربي كافياً في المدى الطويل من أجل حماية سوريا من المخاطر التي تتهدّدها في الجنوب والساحل والمناطق التي يوجد فيها الأكراد. لا يحمي سوريا ووحدتها في نهاية المطاف غير المساواة بين المواطنين.يبقى أنّ العبارة الأهمّ التي تصلح شعاراً قابلاً للتحقيق في المرحلة المقبلة، هي عبارة تصالح سوريا مع نفسها. الإنجازات التي تحققت في الخارج مهمّة جدّاً، لكن لا قيمة لها في حال غياب التغيير الداخلي على كلّ صعيد. يشمل ذلك في طبيعة الحال تفادي قيام طبقة أو مجموعة متميزة على حساب مصالح الشعب السوري بكل فئاته بغض النظر عن الطائفة والمذهب والقوميّة. ذلك هو الامتحان الحقيقي أمام النظام السوري الجديد في ظلّ معطيات إقليميّة مختلفة جذريا عن الماضي القريب.

مقالات

د. عبدالرحمن الجيران

أين المتابعة؟!
لا بأس إذا أنا استمرأتُ الراحة وجعلت من هذه المقالة جماماً من تعب، فإن الحُمّى جعلتني خاضعاً للملل فوق الملل الذي كنت أجده من متابعة ما يسمى (الحراك السياسي) والمعارضة التي زعمت متابعة الأداء الحكومي منذ كتابة الدستور حيث استمعت لبعض المشاركين في المجلس التأسيسي وأسلوبهم في الإدارة ومحاسبة الحكومة مروراً بفترات حل المجلس.وخلال هذه المدّة اشتدّ أوار المعارضة وزحفها على صلاحيات الحكومة إلى أن اصطدمت (العربة في الجدار) فتبعثرت الأوراق وأنا مفطور على الملل من السخف المتشابه في الضحك على الذقون في (الحراك الجديد) وأشد مللاً من الغفلة عن إدراك هذا التشابه المتتابع المزخرف بـ(الديمقراطية) و(هامش الحرية) و(المشاركة في القرار) إلى آخره من شعارات براقة رفعها الإسلام السياسي، فاجتمع عليّ من الملل ما آثرت معه أن أتخفف من هذا الضيق بمرض الحمّى ببعض هذه الآمال لأقول إن (مجلس الأمة) سوف يتصّلح!أليس من حقي أن أتمدد على ظهري واضعاً ساقاً على ساق حيث أجمع كفي يدي مشبكاً الأصابع من وراء رأسي وأخلع نظارتي وأغمض عيني وأتحدث بالسجية من غير تكلّف ولا رسميات؟إنه من حقي أن أفعله بين رَبْعي وزواري وأقرب أصحابي بلا ريب... وإذا كان الأمر كذلك فمن حقي أن أفعل ذلك أيضاً على الورق! بين قرائي وخاصة أهل مودتي في أن يقرأ هذه المقالة أليس كذلك؟! وهكذا هي الدنيا وإلا فمعذرة فهكذا أنا سواء رضي مني القرّاء ذلك أو كرهوه!وخطر في بالي هنا أن أفترض إن (مجلس الأمة) سوف ينصلح حاله مستقبلاً... ثم أصور لهم حال المجلس القادم المثالية وعليهم أن يصدقوها ولم لا؟ أليس مؤسسة دستورية؟ فما يمنعه من إصلاح الكويت وقد مضى عليه ستون عاماً؟ ومن الذي يملك أن يكذبني فيما أقول؟ومعي هذا الصدق وهذا المنطق (الشعبي) لأننا في زمان عجيب... فمثلاً لو حدثتك أن إنساناً نظر في المرآة فلم تعجبه طلته فانطلق مسرعاً إلى أقرب (عطار) طمعاً في أن (يصلح العطار ما أفسده أهل الدهر) فدخل وخرج بعد ساعة شاباً وسيماً ووجهاً وضيئاً قد عاد مسنون الوجه بعد استدارة وجهه واغبراره أحور العينين بعد جحوظهما رقيق الشفتين بعد الهَدَل... فلو حدثتك بهذا لما كان شيئاً عجيباً ولوجب عليك أن تصدقني... ومن سفه الرأي ألا تصدق، وتوكل على الله... وهكذا إذا قلت لك إن مجلس الأمة سيستقيم بعد هذه الفضائح التي سمعها القاصي والداني فالسياسيون غالباً من طينة واحدة! مهما تغير الزمان! و«هذا سيفوه وهذي خلاجينه».لكن هل معنى هذا اليأس والقنوط مع وقف التنفيذ في الإصلاح؟الجواب، لا، وهذا لا يمكن تصوره فالمثل يقول (يد واحده لا تصفق) فلا يمكن للوزراء ومجلس الوزراء العمل منفرداً للنهوض من جديد بالكويت دون ربط موضوعي مع مؤسسات الدولة، فهو بحاجة دائماً إلى استخراج الآراء للخلوص للرأي السديد، وبعد تعديل الهوية الوطنية وتوقيع اتفاقيات المشاريع الكبرى وفرض هيبة القانون يأتي جهاز متابعة الأداء الحكومي بحلته الجديدة لتلائم المرحلة آملين أن نسمع جديداً؟!فما الجديد بعد سلسلة الإصلاحات المالية والإدارية والقضائية؟وهل سيكون الجهاز بديلاً؟وما نحب أن نسمعه بالأخص ما يلي:فيما يتعلق بوضع نظم استطلاع الرأي العام حول مستوى الأداء الحكومي.فيما يتعلق باقتراح ما يلزم بشأن الموقف التنفيذي للجهات المعنية.واقتراح الآليات بشأن تقارير ديوان المحاسبة عن نتائج الفحص والمراجعة السنوية.

د. جمال عبدالرحيم

هل يحقق قانون «الحوالة البديلة» العدالة... أم يفتح باب الاجتهاد؟
بينما أضع اللمسات الأخيرة على كتابي الجديد «الحوكمة العرجاء - انتشال وطن (6)»، الذي يتناول الفجوات بين التشريعات الكويتية والخليجية والتشريعات الدولية، جاء تشريع «الحوالة البديلة» ليكون الحافز الأخير لإخراج هذا العمل إلى النور بعد أكثر من خمسة وعشرين عاماً من البحث المتقطع والتردد في نشره. فقد مثّل هذا القانون نموذجاً لإشكالية تشريعية قد تتجاوز حدود النص إلى آثار تمس المجتمع والقضاء والاقتصاد.لقد أثار القانون جدلاً واسعاً في داخلي بسبب صياغته الفضفاضة التي تُجرّم «الحوالة البديلة» بعبارات عامة لا تقدم تعريفاً دقيقاً، وتفرض عقوبات تصل إلى الحبس والغرامات المرتفعة دون وضع ضوابط تحدد ما يعد مخالفة وما يدخل ضمن التحويلات البسيطة أو الأنشطة التي يفترض تنظيمها لا تجريمها. هذا الاتساع في الصياغة يفتح الباب أمام اجتهادات متفاوتة قد تؤدي إلى صدور أحكام مختلفة في قضايا متماثلة، وهو ما ينعكس سلباً على ثقة المجتمع بالمنظومة التشريعية والعدلية.ولا تقف الإشكالية عند هذا القانون وحده؛ إذ يبرز الأمر ذاته في قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وهو موضوع ناقشته في أحد كتبي عام 2005. فقد عرّف القانون «الأموال المتحصلة من جريمة» تعريفاً واسعاً للغاية، إذ نصت المادة الأولى على أنه «أي أموال تنشأ أو تحصل بصورة مباشرة أو غير مباشرة من ارتكاب جريمة أصلية...». غير أن القانون لم يحدد بدقة ماهية هذه الجرائم الأصلية، بخلاف التشريعات المقارنة التي وضعت قوائم واضحة. هذا الاتساع يخلق سلطة تقديرية واسعة في التطبيق، مع أن التشريع الجنائي يفترض فيه أن يكون شديد الوضوح في النص والعقوبة، وإلا وجد القضاء نفسه أمام نص لا يمكن تطبيقه بصورة آلية أو حرفية إذا كانت نتائجه غير منطقية أو غير متناسبة أو لا تنسجم مع الهدف التشريعي، بما قد يؤدي إلى خلق مسؤولية جنائية غير مقبولة عقلاً أو قانوناً.وإذا كان الهدف من تشريع «الحوالة البديلة» هو ضبط التحويلات المالية غير المرخصة، فإن التجريم ليس الخيار الوحيد ولا الأكثر فاعلية. فدولة الإمارات، مثلاً، اعترفت بهذا النظام منذ سنوات، ونظمته من خلال تعليمات المصرف المركزي التي شملت شروط الترخيص والامتثال والرقابة، مما ساهم في دمج الاقتصاد الموازي ضمن إطار قانوني واضح. كما أن مكتب مكافحة الجريمة والمخدرات في الأمم المتحدة ينظر إلى «الحوالة البديلة» بوصفها وسيلة مالية عالمية، ويدعو الدول إلى تنظيمها بدلاً من تجريمها بالكامل، لأن التجريم غير المدروس قد يدفع التعاملات إلى خارج نطاق الرقابة.إن جوهر القضية لا يتعلق بالرغبة في حماية النظام المالي -وهو واجب لا يختلف عليه اثنان- بل بضرورة صياغة نصوص محكمة لا تترك المواطن أو القاضي أمام اجتهادات مفتوحة. فالمشكلة ليست في الرقابة نفسها، بل في جودة النص وقدرته على وضع معايير واضحة تمنع التباين والإرباك القانوني.نحن اليوم أمام خيار واضح: إما الاستمرار في إصدار نصوص عامة قد تتباين فيها الأحكام في القضايا المتشابهة، أو الانتقال إلى نهج تشريعي حديث يستفيد من التجارب الدولية ويعتمد معايير دقيقة وواضحة. فالأمن المالي لا يتحقق بالعقوبات وحدها، بل بالتنظيم الرشيد، والعدالة لا تُبنى بالنوايا بل بالنصوص المحكمة التي تعزز الثقة بعدالة التطبيق.وهذه دعوة إلى المعنيين بصياغة التشريعات لإجراء مراجعة هادئة وشاملة، بما يضمن اتساق القوانين وانسجامها، ويحمي المجتمع والاقتصاد، ويسهم في خلق بيئة قانونية جاذبة للاستثمار.

د. خالد أحمد الصالح

القلم ما زالَ في جيوبهم
ظلّ المثقّف العربي، وكثيرٌ من أصحاب الفكر لدينا، يمارسون الهيمنة الفكرية في أطروحاتهم أمام الناس طوال عقودٍ طويلة. ومن أجل تحقيق هذه الغاية ـــ غاية السيطرة والاستئثار بالخطاب، لم يجدوا أمامهم إلا تحليل الواقع، وأحياناً تمزيقه، لتكريس السيادة الفكرية وضمان استمرارهم في قيادة مجتمعاتنا.ويخبرنا واقعنا القديم أن عدداً من الرموز الثقافية والفكرية قد ارتدوا ثياب الليبرالية والعلمانية، وعاشوا فوق سطح الماء بعيدين عن جذورهم. تنفّسوا في فضاءٍ منفصل، واستثمروا قدراتهم الفكرية المرنة لتحليل الواقع بأسلوب يُقنع العامة بثقافتهم وجمال طرحهم، لقد كانت، ولا تزال، قيادات الفكر الليبرالي تمارس لعبة الساحر الذي لا يريدك أن ترى ما تفعله اليد الأخرى، كل ذلك من أجل كسب إعجابك وإقناعك بحركاته.إنّ تاريخ أمّتنا العربية الحديث، وتحديداً في بدايات التخلّص من النماذج القديمة كالاستعمار العسكري والهيمنة المباشرة، كشف للمحايدين عن اليد الخفية التي واصلت العزف داخل مجتمعاتنا، يدٌ صيغت تحت تأثير النموذج الغربي الذي تبنّاه الاستعمار، وحرص على تعليمه وتدريبه ليكون النموذج البديل بعد أن صار الاحتلال المباشر عبئاً لا يريد الغرب تحمُّل تبعاته.ويمكن لأي مثقّف عربي أن يشير إلى أسماء كثيرة برزت كقيادات فكرية تدعو إلى النهج الغربي وتتبنّى أطروحاته، من تحرير المرأة إلى الهجوم على ثقافتنا وتحقير تاريخنا. وقد تكرّر ظهور هذه الأسماء في تاريخنا المعاصر، ونجحت في تشكيل تيارٍ تغريبي فصل الأمّة عن ثقافتها ولغتها، وهو اليوم يحاول فصلنا عن ديننا.وفي عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، انتقلت مراكز هذا التيار من المشرق العربي إلى الجنوب، حيث تبنّى بعض الإعلام الخليجي بقايا الليبرالية القديمة وأعاد إحياءها. فتصدّر المشهد ليبراليون خليجيون ومن يرتبط بهم من التيارات الفكرية، يجتهدون في «تأكيد المؤكَّد» وإحياء قيم ليبراليةٍ بالية. ولم ينجحوا في إحيائها فحسب، بل استحوذوا على منصّات فكرية وإعلامية عريقة للتسلّل إلى العقل العربي.وسيُعيد التاريخ نفسه إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه، فكما كانت الليبرالية القديمة نسخةً محليّةً للاستعمار، ستكون الليبرالية الحديثة صورةً جديدةً للتغريب، تُعمّق تدمير جذور الثقافة العربية والإسلامية، لنُصبح نسخةً مشوّهةً من الحداثة، لا تسهم في مسيرة العطاء البشري التي كان يُنتظر من أمتنا العظيمة أن تقدّم فيها الكثير.إنّ نتائج حقبة التغريب التي قادها ـــ نيابةً عن المستعمر ـــ ليبراليون متضامنون ومتعاونون، وكأنهم فريقٌ يتلقّى التعليمات من مدرّب واحد، نراها اليوم بوضوح. فالأرقام تكشف موقعنا المتأخّر في العالم من حيث البحوث والصناعات - لا سيما الثقيلة منها - واعتمادنا شبه التام على التقنية الغربية، وهي التقنية التي تصلنا أحياناً من عقولنا المهاجرة هناك.لقد بات مؤكّداً أنّ كثيراً من تنظيرات الليبراليين ليست سوى بضاعةٍ مغشوشة، تنكشف حقيقتها عندما تناقَش قياداتُهم في أهمية الاعتماد على الذات، وتقليص الهيمنة الثقافية الغربية، والتمسّك بلغتنا مفتاحاً للعلم والثقافة، وتطوير المناهج وفق حاجاتنا لا وفق توصيات المستشارين الغربيين. عندها يعودون إلى لعبة الساحر، ويُخرجون من جيوبهم حججاً جديدة لصرف الأنظار، مقنعين بعض أصحاب القرار بأنّ الطريق نحو المستقبل لا يمرّ إلا عبر التغريب والمتواصل على أبواب أوروبا وأميركا.وستظلّ أمّتنا تعاني ما دام القلم ما زال في جيوبهم.

علي الفيروز

«عودة جيفري إبستين إلى الواجهة!
يوماً بعد يوم يكتشف العالم صوراً وفيديوهات جديدة لمنزل جيفري إبستين، الخاص في جزيرة سانت جيمس الصغرى الواقعة في الكاريبي، فقد نشر أعضاء الحزب الديموقراطي في مجلس النواب الأميركي صوراً وفيديوهات صادمة وتعرض للمرة الأولى عن هذه الفيلا وسط الجزيرة المليئة بالأسرار، والتي كان يستخدمها إبستين، لرغباته من خلال تكتيكاته الشيطانية في تهريب الفتيات القاصرات إلى مصيدة منزله.ويقال إن معظم المعلومات التي قد حصل عليها الأعضاء جاءت من سلطات إنقاذ القانون التابعة لجزيرة الفيرجن الأميركية، وتتضمن أكثر من مشهد لداخل الفيلا التي يمتلكها إبستين، حيث كانت مكونة من غرف نوم خاصة ذات جو رومانسي ومكتبه فيها لوحة طباشيرية مكتوب عليها كلمات وألغاز غير مفهومة.وهناك غرفة أخرى يوجد بها كرسي طبي خاص لطبيب أسنان وأقنعة غريبة الأطوار، لربما تكون مرتبطة بصديقة إبستين، وهي فرجينيا لوزي جوفري، الناشطة الأميركية من أصل أسترالي وطبيبة، ولكنها مشاركة مع ضحايا الاتجار الجنسي، ثم قلبت موازين الخطة حينما اتهمت صديقها إبستين، والأمير البريطاني أندرو باستغلالها جنسياً.وكذلك مشاركة صديقته الأخرى المقربة غيسلين ماكسويل، وهي ناشطة بريطانية ولكنها ساعدت إبستين، كثيراً بالاتجار في الجرائم الجنسية مع فتيات قاصرات أعمارهن بين الـ 13 - 17 عاماً، وتجنيد أخريات لتوسيع شبكته.والصدمة كانت حينما ذكرت أن صديقها المقرّب إبستين، لم ينتحر في زنزانته عام 2019 لأنه كان مقرّباً لصديقه ايهود باراك، وسط شكوك كبيرة على عدم موته في السجن بل هناك من قام بتهريبه إلى الخارج لكي يتجنّب المحاكمة في تهم عدة ومنها الاتجار بالجنس والاعتداء الجنسي على فتيات قاصرات والعمل على تهريبهن إلى جزيرته الساحرة (جزيرة ليتل سانت جيمس).وفي عام 2022 توصّلت وزارة العدل (محكمة جزر الفيرجن الأميركية) إلى تسوية تزيد قيمتها على 100 مليون دولار مع تركة إبستين، بعد اتهامه في قضايا جنسية عدة، وفي الوقت نفسه، هناك ملفات إضافية عدة متعلقة بقضية إبستين الأساسية ما يكون أمراً مهماً لجهود الكونغرس الأميركي، وهذه المستجدات الأخيرة ستبقى وسيلة ضغط على الإدارة الحالية بقيادة دونالد ترامب، فيما نجد أن هناك مجموعة من أعضاء الحزبين الجمهوري والديموقراطي قد طالبوا الكونغرس بأن يكون هناك تحديث جديد ومتابعة دقيقة للمدعية الأميركية بام بوندي، في ما يتعلق بملفات التحقيق الخاصة للملياردير اليهودي جيفري إبستين، وهو ما يؤكد أن الرئيس ترامب، ربما يواجه عاصفة داخلية تكاد تتحول إلى أزمة سياسية تهدد مستقبله الرئاسي والشعبي، وبالتالي نجد أن ملف جيفري إبستين، برمته أصبح يهدّد مستقبل السياسة الأميركية.فهناك أوساط متابعة لهذه المستجدات تتساءل: ترى هل هناك صور وفيديوهات أخرى لم يتم الإعلان عنها حفاظاً على مستقبل السياسة الأميركية، أم أن هناك المزيد في الأيام المقبلة لضمان مبدأ الشفافية العامة في التحقيق؟!وهل هناك أسرار إضافية في عالم جزيرة جيفري إبستين، بعد سنوات من الجدل حول الوثائق المختومة المتعلقة بالتحقيق؟باعتقادي أن صديقته غيسلين ماكسويل، المقربة منه تحمل الكثير من الأسرار وبالأخص مع هذه الأسماء المشبوهة التي لم ينشر عنها في وسائل الإعلام، فهناك أسماء لشخصيات مرموقة كانت تحضر للجزيرة ومازالت تنفي ارتباطها مع جيفري إبستين، وبالتالي تبيّن أن جزيرة إبستين تحمل الكثير من الأسرار وتخفي الكثير من الأحداث طالما كانت ملاذاً آمناً لإقامة الحفلات مع أصحاب الشهرة والفن والغناء ورجال الأعمال جميعاً، فلمَ لا إذا كان صاحبها، يمتلك أفخم عقارين في جزر العذراء الأميركية، فلو نلقي نظرة إلى ليتل سانت جيمس، فقد اشتراها بـ 7.95 مليون دولار في عام 1998، وأيضاً غريت سانت جيمس، فقط اشتراها بمبلغ 17.5 مليون دولار، وهو ما يعني أن الملياردير اليهودي إبستين كان يخطط لإنشاء شبكة خاصة لهذا الأمر، مع الليالي الصاخبة منذ زمن بعيد!وكذلك نرى أن الناس لم يحصلوا على نظرة داخلية لجدران المكان في ليتل سانت جيمس، إلا في يوم 3 ديسمبر، وهو اليوم الذي أصر فيه أعضاء مجلس النواب الأميركي في لجنة الرقابة على نشر هذه الصور والفيديوهات الغريبة والتي لم تعرض للناس من قبل!وفي هذا الصدد، أفادت وزارة العدل في بيانها أن هؤلاء المشاركين من المشاهير ورجال الأعمال وأصحاب السلطة قد تعاونوا مع جيفري إبستين، في استخدام الخداع والاحتيال والإكراه لأهداف معروفة، وهي إغراء واستدراج الفتيات الصغار من أجل نجاح الاتجار بالجنس عن طريق وعود المساعدات المادية، وكذلك الدفع لعائلاتهن عن تكاليف الدراسة والرعاية الصحية والأمور الأخرى، والسؤال هنا: هل تتوقعون أن هؤلاء المتهمين سيفلتون من عدالة المحكمة بعد اختفاء زعيم الشبكة جيفري إبستين؟!ولكل حادث حديث،،،[email protected]

حمد الحمد

يا حكومة... نحتاج ناطقاً رسمياً!
هناك أشخاص يظهرون في وسائل التواصل ويعلنون عن قوانين كويتية جديدة، وهم لا في العير ولا في النفير، ولا يمثلون أي جهة حكومية رسمية، وأخيراً منهم من قال إن قانون المخدرات الجديد به بند يلزم كل من يتقدم لخطبة بنات الناس بعمل اختبار تعاطي المخدرات، وأنا أجزم أنه لا وجود لبند كهذا، لأنه لو وجد لاتهم كل شباب الكويت بالتعاطي سواء الشباب أو البنات وهم ليسوا كذلك، لكن التعاطي كارثة بكل معاني الكلمة ويدمر أسراً بأكملها للأسف.لكن قضية الزواج مسؤولية أي أسرة في القبول أو الرفض وتقع بالكامل عليها، حيث يفترض أن تقوم بكل المهمة، ولو كان هناك أي شك بشأن التعاطي تطلب الأسرة من المتقدم أن يقدم شهادة من الجهات الرسمية عن سجله الأمني.وفي ذاكرتي من سنوات بعيدة أوكل لي قريب أن أسأل عن شاب متقدم لابنتهم، وقمت بالمهمة وسألت عنه في العمل وكان الرد إيجابياً، ومن بعض أصدقائه وكان إيجابياً كذلك، لكن عندما سألت أحد جيرانه، كان الرد سلبياً حيث قيل لي إن الشاب المتقدم قد عقد قرانه على بنت وفي اليوم التالي تشاجر معها لسبب تافه وطلق، وهنا رفض طلبه بالاقتران رفضاً قاطعاً.وحالة أخرى عند قران شاب قال للمأذون سأذهب لسيارتي لجلب هاتفي وذهب وتأخر، وبعد استطلاع الأمر وجد أنه ولى الأدبار وعدل عن الزواج في آخر لحظة واختار الهروب من قفص الزوجية.وسالفة أخرى، كان هناك موعد لقدوم النساء للخطبة، لكن بعد أن تأخرن قامت البنت -التي يفترض أنها ستُخطب- بالاتصال بالخاطب، الذي قال ببساطة (صراحة نسيت!)، وكان انكساراً لها ما بعده انكسار، ما نعنيه أن قضية الزواج موضوع حساس لا يقف فقط عند قضية التعاطي، إنما هناك أمور أخرى كثيرة تقع على الأسرة.وأمر آخر... شخص ظهر في وسائل التواصل الاجتماعي قد يمثل نفسه، وأعلن أنه صدر في الكويت قانون جديد وهو أن أي مواطن متزوج يُقبض عليه من قبل الأمن في مكان عام وهو مع عشيقة يحكم عليه بالسجن من شهر إلى سنة، هذا الكلام تم تداوله بوسائل كثيرة، والمحامية مريم المؤمن، وهي نشطة بالانستغرام ودائماً ما توعي الناس، لهذا تقول: (هذا كلام غير صحيح، ومن صاحب هذا السيناريو؟ ومن هو مؤلف هذا الفيلم؟ حيث لا وجود لقانون كهذا بتاتاً في الكويت).لكن المشكلة أن الموضوع الأخير أصبح حقيقة لدى وسائل ونشرات عربية واعتبر قانوناً كويتياً جديداً، ويتندر الكثيرون عليه.ما أود قوله، أين الجهات الحكومية الذي يفترض أن تقوم بتوعية الناس، وتنفي بعض ما ينشر؟ بل وعليها أن تحاكم من ينشر أخباراً ملفقة عن البلد مما يشوه سمعته، وينبغي أن يكون هناك ناطق رسمي يوضح هذه الأمور للجمهور، نأمل ذلك!

د. نادية الخالدي

عن العام الجديد
نهاية العام ليست تقويماً... بل جلسة علاج جماعية مع الذات. في كل نهاية عام، ينشغل الناس بكتابة الأهداف، وتنظيف البيوت، وشراء المفكرات الجديدة، وكأنهم يحاولون محو ما مضى بلمسة ديكورٍ موسمية. لكنّ الحقيقة النفسية أعمق من ذلك بكثير، فالنهاية في جوهرها ليست حدثاً خارجياً، بل عملية إدراك داخلي يعيشها العقل والجسد كنوعٍ من المراجعة الشاملة للذات.ومن وجهة نظري كدكتورة ومعالجة نفسية، نهاية العام تشبه جلسة علاج جماعية مع النفس، لحظة مواجهة صادقة بين ما كنا نظنه نحن، وما كنا عليه فعلاً. هذه المرحلة تُحرّك فينا واحدة من أقدم الغرائز النفسية التي تحدث عنها كارل يونغ، وهي «غريزة التوازن»، فالنفس بطبيعتها تسعى لتصحيح اختلالاتها عبر التأمل والمراجعة، تماماً كما يُعيد الجسد توازنه بعد المرض.في علم النفس المعرفي يُعتبر الزمن أداة تقييم ذاتي، ولهذا يربط الدماغ بين نهاية العام وبين فكرة التقييم الشامل للذات، حيث يُراجع الفرد أفكاره وقراراته وعلاقاته ليحدد ما يجب أن يستمر وما يجب أن يتوقف. لكن البعض يقيّم نفسه بزاوية قاسية، يفتح دفتر الأيام ليعدّ الخسائر فقط: ما أنجز، ما فاته، من خذله، ومن غادره.وهذه المقاربة، بحسب دراسات جامعة شيكاغو عام 2021، تزيد الشعور بعدم الرضا بنسبة 46 % لأنها تُغذّي منطقة اللوزة الدماغية المسؤولة عن استحضار الذكريات المؤلمة بدلاً من معالجتها. في المقابل، الأشخاص الذين يمارسون ما يُعرف بـ«إعادة بناء القصة الشخصية» يعيدون صياغة تجاربهم بطريقة أكثر رحمة واتزاناً، ما يخفض معدلات القلق ويزيد شعورهم بالمعنى. فبدلاً من أن يقول الشخص «فشلت بزواجي»، يمكنه أن يقول «تعلمت من تجربة الزواج كيف أحدد احتياجاتي وحدودي»، وبدلاً من «خسرت أصدقائي»، يقول «عرفت من يستحق البقاء في حياتي».التغيير في الجملة بسيط، لكنه تغيّر في الطاقة والمعنى. أتذكر إحدى قصص العيادة النفسية إحداهن التي كانت تكتب كل نهاية سنة قائمة خيباتها وتبكي وهي تقرأها، فطلبت منها أن تكتب بدلاً منها قائمة الوعي، تسجل فيها كل المواقف التي جعلتها تفهم نفسها أكثر حتى وإن كانت مؤلمة.بعد شهر أخبرتني أن نظرتها للحياة تغيّرت بالكامل، لم تعد ترى الألم كعقوبة بل كدرس. وهنا تتجلّى النقطة الفارقة في العلاج النفسي: الوعي لا يُلغي الألم لكنه يُحوّله إلى معنى. فالدراسات الحديثة من جامعة هارفارد حول العقلية النامية تؤكد أن الأشخاص الذين يعيدون تفسير التجارب الصعبة كفرص للتعلم يحققون نمواً ذاتياً أكبر بنسبة 60 % مقارنة بمن يغرقون في جلد الذات.لا أرى في كتابة الأهداف عادة تنظيمية فحسب، بل طقساً علاجياً إن أُنجز بوعي. فعندما نكتب «أريد أن أكون أكثر هدوءاً» نحن في الواقع نُعيد برمجة أدمغتنا على التركيز على السلوك الهادئ، وعندما نمزق ورقة كتبنا عليها «ما أريد أن أتركه» فإن الرمزية تُحفّز الجهاز العصبي على الشعور بالتحرر.الدماغ لا يفرّق بين الرمز والواقع، لذلك تُستخدم هذه الطقوس في العلاج السلوكي الجدلي كوسيلة فعالة لتفريغ المشاعر. حين نحرق ورقة كتبنا فيها الألم، لا نحرق الحبر بل نحرق أثراً نفسياً عميقاً. إنّها جلسة تصالح رمزية مع الذات، تشبه الغفران بعد علاقة مؤذية أو فشلٍ موجع. وهنا يتحول ديسمبر من شهر مزدحم بالمشتريات إلى شهر مزدحم بالمغفرة.من المهم أيضاً مراجعة العلاقات في نهاية العام. فالكثيرون يواصلون علاقات لم تعد صالحة للنمو، مدفوعين بالخوف من الفقد أو الشعور بالذنب. في العلاج النفسي يُسمى هذا النمط بالتعلق المتناقض، حيث يعيش الفرد بين رغبة في القرب وخوف من الهجر. ودراسة من جامعة أكسفورد عام 2023 بيّنت أنّ مَن يقومون بمراجعة سنوية لعلاقاتهم ويضعون حدوداً صحية تقل لديهم مؤشرات القلق الاجتماعي بنسبة 50 %. وهنا أقول إن النضج النفسي لا يعني أن تبقى بل أن تختار. فبعض العلاقات يروينا، والآخر يُنهكنا، ومهمتنا أن نميّز بين الاثنين.علم الأعصاب الحديث يصف نهاية العام بمرحلة الإغلاق المعرفي، إذ يسعى الدماغ لإيجاد نهاية منطقية للتجارب قبل الانتقال إلى فصل جديد. يقل نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن الخوف ويزداد نشاط القشرة الجبهية الأمامية المسؤولة عن التحليل، فنصبح أكثر هدوءاً واستعداداً للتأمل واتخاذ القرار. ولهذا نشعر في ديسمبر برغبة في الترتيب والتنظيف والتسامح. إنها ليست صدفة بل آلية عصبية طبيعية لإعادة ترتيب الفوضى الداخلية قبل بداية جديدة.ومن وجهة نظري كدكتورة، لا أؤمن بفكرة «عام جديد... حياة جديدة» بالشكل التجاري السطحي. فالحياة لا تتغير بتبدل التاريخ، بل بتبدل الوعي. من لم يتصالح مع نفسه سيحمل معاركه نفسها إلى كل عام جديد. ولذلك، نهاية العام فرصة علاجية نادرة لأن العقل يكون في أعلى درجات استعداده للتغيير. أنصح بثلاث خطوات: الاعتراف الصادق بما لم ينجح دون جلد، والامتنان لما جعلنا أقوى، والنية الواضحة لما نريده في القادم. فالنوايا هي التي تصنع الاتجاه، لا القرارات وحدها.في نهاية العام لا تسأل نفسك كم ربحت، بل كم نضجت، كم غفرت، وكم أحببت نفسك رغم العثرات. الوعي هو الثروة الحقيقية التي لا تُسجل في دفاتر الحساب بل تُكتب في القلب. وكل عامٍ جديد لا يولد من التقويم بل يولد حين نضع أيدينا على قلوبنا ونقول لأنفسنا: لقد عشت وتألمت وتعلمت، والآن حان وقت أن أزهر من جديد.

عبدالعزيز الكندري

اثنا عشر جاراً... وبداية جديدة!
قبل سنوات عدة، قام أحد الأثرياء ببيع شركته التقنية بأكثر من 300 مليون دولار، وبعد أخذه المبلغ توقّع البعض أنه سيشتري أموراً رفاهية له ولكنه لم يشترِ الكندي مارسيل لابرون، يختاً ولا قصراً، ولكنه أنفق ملايين عدة لبناء قرية صغيرة فريدة في مدينة فريدريكتون اسمها: «12 Neighbours» (اثنا عشر جاراً).والقرية الفريدة من نوعها تتكوّن من 99 منزلاً صغيراً مجهزاً بالكامل: مطبخ، حمام، سرير، أثاث، وألواح شمسية، بالإضافة إلى كهرباء ومياه وإنترنت مجانية، ولكن الأهم أنه أنشأ مركزاً للتدريب والعمل يحتوي على مقهى وورشة طباعة حريرية يديرها السكان أنفسهم، ليحولوا أنفسهم من مشردين إلى منتجين وجيران حقيقيين يعيشون بكرامة. ويقول لابرون: «لم أرد أن أعطيهم سقفاً فقط، أردت أن أعطيهم بداية جديدة».وفي المقابل نرى كثيراً من الأثرياء المسلمين ينفقون الملايين على أمور ثانوية وشراء بعض الحيوانات بمبالغ فلكية من أجل الصيت، وبعضهم ينفق الملايين على حفلات باذخة وسيارات فارهة، بينما الفقراء في أرجاء مختلف دول العالم يبحثون عن لقمة العيش، بل احتياجاتنا الأساسية بالنسبة لهم أحلام.ولدينا العديد من الأثرياء الذين يستحقون أن نضع المجاهر الفاحصة على حياتهم ونخرجهم ليكونوا قدوات مثل عثمان بن عفان، وعبدالرحمن بن عوف، وحين طلب النبي صلى الله عليه وسلم، تجهيز جيش العُسرة، لبّى نداء النبي في غزوة تبوك التي كانت في وقت عُسر، وقدم أموالاً وبعيراً وخيولاً ومتاعاً للجيش حتى اكتمل، فقال النبي: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم». ودعا له النبي: دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة والرضا، وقال:«اللهم اغفر لعثمان وارض عنه» بعد كل مرة يتبرع فيها، وختمها بقوله: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم».وقدِم عبدالرحمن بن عوف، إلى المدينة، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، وكان سعد من أثرياء المدينة، فقال لعبدالرحمن: «إني أكثر الأنصار مالاً فأقسم لك نصف مالي». لكن عبدالرحمن أبى وقال: «بارك الله لك في مالك، لكن دلني على السوق». ثم خرج إلى سوق بني قينقاع فجاء بشيء من سمن وأقط، فباع واشترى فربح.وحينما سُئل عن سبب ربحه الكثير، ونجاح تجارته قال إنه لم يرد ربحاً قط، أي مهما كان هذا الربح قليلاً من وجهة نظر التجار، إلا أنه لم يرده، وكان يستغل الفرص. فبدأ في سوق المدينة بشيء يسير فبارك الله له، حتى أصبح من أغنى أغنياء الصحابة. وهذا يدل على أن الفرصة الصغيرة اليوم، قد تفتح لك أبواباً لن تتخيلها غداً، فلا تستهن بربح بسيط أو خطوة متواضعة.لو قام كل ملياردير بالصدقة والتبرّع بـ5 بالمئة من ثروته لمشاريع تخدم الفقراء والمسلمين، لتحوّلت العديد من بلدان المسلمين إلى نموذج يُحتذى به بدلاً من الاستعراض والبذخ، ولأن الصدقة من أسباب نجاح تجارة عبدالرحمن بن عوف، حيث اشتهر عبدالرحمن بن عوف، رضي الله عنه، بالكرم والجود، وكان كثير الإنفاق في سبيل الله. ورُوي أنه باع أرضاً بأربعين ألفاً وأنفقها على فقراء المسلمين، وأمهات المؤمنين.وقال ابن المبارك: أنبأنا معمر، عن الزهري، قال: تصدق ابن عوف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، وحمل على خمس مئة فرس في سبيل الله، ثم حمل على خمس مئة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة.والحياة التجارية لعبدالرحمن بن عوف، جمعت بين الورع والفطنة، والصدقة والكسب الحلال، والصدق والذكاء التجاري، ولم يخشَ الخسارة أو الإنفاق يوماً. ومن أجمل ما قيل عن هذا التاجر الصادق الصدوق:«أهل المدينة جميعاً شركاء لابن عوف في ماله، ثُلثٌ يقرضهم، وثُلثٌ يقضي عنهم ديونهم، وثلثٌ يصِلهم ويُعطيهم».

د. عيسى محمد العميري

... وسقط قناع الحقد الأسود
... وسقط قناع الحقد الأسود الذي لطالما عاث في الأرض فساداً وعلى منصات التواصل الاجتماعي الإلكترونية... فانكشف الغطاء الذي كانوا يتسترون به، ويمعنون بمهاجمة الأشراف. ويتلطون كما أسلفنا وراء حجج ومتاريس وهمية دون أن يظهروا أنفسهم إن كانوا فعلاً مقدّرين، ولكنهم بالنهاية هم أدوات لغيرهم هدفهم المصلحة المادية فقط دون غيرها، دون أن يتسموا باحترام أنفسهم.أولئك هم مَنْ كشفهم موقع إكس، وقدرهم تقريباً بأكثر من 23 ألف حساب وهمي استهدفت دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية. واستخدموا في حربهم كل الأدوات القذرة. واستخدموا الأقنعة الواهية من دول خارج دول الخليج العربي.ولكن نقول، بأن الحقيقة واضحة كالشمس، حيث إن المراقب لأوضاع منطقة الخليج العربي والأحوال الاجتماعية فيها يجد أن الأوضاع هي على عكس ما روج له أولئك الذباب الإلكتروني خلال الفترة الماضية ومازال البعض.وبالتالي فإن استقرار الأحوال الاجتماعية هو سمة واضحة وظاهرة لكل مَنْ يزوّر المنطقة، ويرى مدى تطور الحياة الاجتماعية والرفاه الذي وفّرته الدول الخليجية للمواطن، بل ووفرت العيش الكريم وفتحت أبوابها للوافدين إليها وإلى كل مَنْ يرغب بكسب لقمة عيشه فيها.وبالتالي نقول، بأن تلك الجهود من قبل الذباب الالكتروني لا قيمة لها سوى الخزي والعار. وكانت جميع محاولاتهم لبث الإشاعات والفوضى باءت بالفشل وسواد الوجه، واصطدمت بواقع ثبات المجتمع الخليجي والرفاه الذي يعيشه والجهود التي قامت بها دول الخليج لما فيه مصلحة مواطنيها، فهي أكبر سد منيع لوحدة شعوبها ضد جيش الذباب الالكتروني.وفي الختام هنا نقول، بأن محاولات الخبثاء الذين تسوؤهم رؤية الاستقرار الاجتماعي في دول الخليج العربي كما يسوؤهم أن يروا مواطني دول الخليج العربي في أفضل حال، وبذلك هم يسعون لتدمير ذلك. وبالتالي فإن المحاولات لن تقف عند حد معين، فكلما حققت دول الخليج العربي التطور والنهضة والتنمية بأعلى معدلاتها، كلما رأينا ذلك الذباب الإلكتروني يزداد في فجوره وأذاه. حفظ الله دول الخليج العربي. والله الموفق[email protected]