No Script

حوار / «اللبنانيات سبقن السوريات في (الزنطرة) ... والرجال (Trendy) أكثر»

سلافة معمار لـ «الراي»: تربّينا على فيروز ... والرحابنة جزء من نسيجنا

تصغير
تكبير
• لكل فنان بصمة خالدة ... ودور عمري جسّدته في «زمن العار»

• لا يمكن شراء منزل في لبنان ... لأن الأسعار مرتفعة جداً

• لستُ ضد الإغراء ... أنتقي الأدوار ذات الخصوصية والتي تطرح قضايا شائكة

• جمال سليمان ليس «ابن مبارح» في التمثيل

• عندما كنت زوجة سيف سبيعي ... كنا نفضل أن يعمل كل منا منفرداً

• لم يعرض عليّ «صديق العمر» ... لا من قريب ولا من بعيد
بين دور وآخر، تتنقل النجمة السورية سلافة معمار، بحضور طاغ وموهبة فذّة، تاركة بصمتها الخاصة على كل عمل تشارك فيه. بالرغم من ذلك، تعتبر معمار، التي ستطل على جمهور رمضان المقبل، في شخصية جديدة مميزة من خلال مسلسل «بنت الشهبندر»، أن شخصية «بثينة» في مسلسل «زمن العار»، إلى جانب زميلها النجم السوري تيم حسن، تظل ذات جاذبية خاصة، واصفة الدور بأنه «دور العمر»، الذي تعترف بأنها لم تجسّد من بعده دوراً مثله، انطبع في أذهان الناس، ومتمنية أن تكون سعيدة الحظ وأن تتكرر التجربة عبر أعمالها المقبلة. وإلى جانب مسلسل «بنت الشهبندر»، ربما تطلّ معمار في عمل آخر في الموسم نفسه، هي التي ترى أنه لا يوجد ما يحول دون أن يقدم الممثل أكثر من عمل في وقت واحد، لأنها تعتبر أن الناس يشاهدون كل شيء ويتابعون كل شيء.

إلى «الراي» تحدثت سلافة معمار عن نظرتها إلى الجرأة، والمجتمع اللبناني الذي تعيش فيه منذ أعوام عدة. كما تحدثت عن علاقة الشعب السوري بفيروز والرحابنة وزياد، معتبرة أن فيروز والأخوين رحباني، يشكلون جزءاً من ثقافة ووجدان الشعب السوري.


• عندما يُذكر اسم سلافة معمار، يحضر على الفور في أذهاننا مسلسل «زمن العار»، كيف تفسرين ذلك، بالرغم من أنك قدمتِ من بعدهما الكثير من الأعمال؟

- كل فنان يقدم خلال مسيرته الفنية دوراً يُعرف بدور العمر، ويكون محظوظاً لو تكررت التجربة أكثر من مرة على مرّ السنوات. ودائماً هناك دور معين عند الممثل ينطبع في أذهان الناس أكثر من غيره.

• وهل تتساءلين بينك وبين نفسك عن السبب الذي حال دون تكرار تجربة «زمن العار» في أعمالك التي تلته؟

- كلا. لأن الأمر يرتبط بالنصوص التي تُقدم لا أكثر ولا أقل. فعندما يُطرح اسم روبيرت دينيرو مثلاً، نستحضر دوره في فيلم «Taxi Driver» أو «Once Upon a Time in America»، وعندما يذكر اسم آل باتشينو نستحضر أدواره في فيلم «العراب» أو فيلم «Scarface»، وهذان نجمان كبيران ومسيرتهما الفنية أطول من مسيرتنا الفنية. أما ميريل ستريب فتُعتبر حالة استثنائية، لأنه لا توجد ممثلة في العالم تحلم بأن تكون مثلها، لأن كل أدوارها نوعية، وهذا الأمر متوافر لها لأنها تعمل في السينما، وتتاح أمامها الفرصة لاختيار الأنسب الذي يُبرِز قدراتها بشكل مميز. وهذه الناحية ليست متوافرة عندنا، بل نحن نحاول أن نختار الأفضل من بين النصوص التي تُعرض علينا.

• لماذا يُطرح اسمك دائماً عندما يتم التحدث عن أدوار جريئة وقوية؟

- ربما لأنني أنتقي دائماً أدواراً فيها خصوصية، وتطرح قضايا شائكة اجتماعياً في مجتمعاتنا، بالرغم من أنه تمّ تَجاوُزها في المجتمعات الغربية. هم ينظرون إلى معيار الجرأة من هذه الناحية، ولكنني لا أحب هذا المفهوم، بل أجد أن الفن والدراما يتناولان مستويات متعددة من المواضيع، بعضها يذكر الأشياء بأسمائها وبعضها يركز على أمور معينة، ولكن الفن في ذاته يجب أن يتمتع بقوة الفكرة وجرأتها. طرح الفكرة بشكل ذكي وقوي أهمّ من التحدث عن «أدوار الجرأة»، وهناك خلط بين مفهوم الجرأة ومفهوم الإغراء، بينما الأول له علاقة بالمضمون، فيما أدوار الإغراء في مجتمعنا، تتعلق بإظهار أجزاء من الجسد، وتقديم تعبير له علاقة بشيء حميمي.

• وهل أنتِ معها؟

- لستُ ضدها. هناك أعمال مهمة قُدمت في صلب هذا النوع من الأدوار بشكل رائع.

• وهل ترين أن تقديمك لهذا النوع من الأدوار يزيد من الهجوم عليك؟

- لا أشعر كذلك، ولم أفكر في يوم من الأيام أن تقديمي لدور معين، يمكن أن يعرضني للهجوم. عندما يقنعني الدور الذي أقرأه وأتخذ قراراً بتقديمه، أفعل ذلك من دون أن أفكر بهذه الطريقة.

• هل صحيح أن مسلسل «صديق العمر» عُرض عليك ولكنه سُحب منك لأنك تأخرتِ في الرد قبولاً أو رفضاً؟

- أبداً، وأنا فوجئت عندما قرأتُ كلاماً عن هذا الموضوع. هذا المسلسل لم يُعرض عليّ على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد.

• لكن ما الهدف من ترديد هذا؟

- لا أعرف. ربما من كتب عن هذا الموضوع قرأ بشكل خاطئ أو ربما سمع معلومة ما.

• كيف وجدتِ الفنان جمال سليمان في هذا العمل؟

- بصراحة أنا لم أشاهده، ولكن جمال سليمان ليس «ابن مبارح» في المهنة.

• هناك مَن رأى أن العمل فشل فشلاً ذريعاً؟

- ربما لم يتم تسويق العمل بشكل جيّد.

• في تجربتك الفنية مع طليقك المخرج سيف الدين سبيعي هل يفضّل عادة التعامل معك دون سائر الممثلات؟

- كلا. عندما كنا متزوجيْن لم نكن نتعامل بهذه الطريقة، بل كنا نفضّل أن يعمل كل واحد منا بعيداً عن الآخر، كي لا نقع في الفخ الذي وقع فيه الآخرون، وأيضاً كي يبني كل واحد منا اسمه بعيداً عن الآخر، وهذا الأمر صبّ في مصلحتي وفي مصلحة سيف، وهو كان قراراً عقلانياً صحيحاً. لكن عندما يكون هناك دور مناسب لي، ويشعر بأنه لا توجد ممثلة غيري يمكن أن تقدمه، عندها يمكن أن نعمل معاً.

• تصورين مسلسل «بنت الشهبندر». هل ستكتفين به أم أن هناك عروضاً أخرى قيد الدرس؟

- بل هناك عمل آخر لرمضان، ولكن لا شيء رسمياً حتى الآن.

• ألا ترين أن مشاركة الفنان في أكثر من عمل رمضاني، يلحق الأذى بتلك الأعمال، ولا ينفع الممثل بسبب زحمة المسلسلات، التي تُعرض في هذا الشهر؟

- هذا الأمر لا يحصل دائماً، ويرتبط بطبيعة الأدوار والأعمال التي يشارك فيها الفنان. مثلاً في مسلسل «قلم حمرة» تعمدتُ ألا أشارك في عمل آخر إلى جانبه، بينما هناك مسلسلات أخرى يمكن أن أقدم أعمالاً إلى جانبها، من دون أن يلحق الأذى بـ «الكاراكتير».

• ليس المقصود إلحاق الأذى بالكاراكتير، ولكن كثرة الأعمال يمكن أن تتسبب في نجاح عمل على حساب آخر، وخصوصاً أن الجمهور لا يمكنه متابعة كل الأعمال التي تُعرض في رمضان؟

- بل الناس يتابعون كل شيء. هناك وجوه تتكرّر في مجموعة من الأعمال والناس يشاهدونها جميعاً. الناس تابعوا عابد فهد في رمضان الفائت في مسلسليْ «لو» و«قلم حمرة»، وقبل عامين في مسلسلات «الولادة من الخاصرة» و«سنعود بعد قليل» و«لعبة الموت».

• تقيمين في لبنان منذ أعوام عدة، لماذا لم تشتري بيتاً في بيروت، هل لأنك لا تملكين ثمنه، أم لأنك تقيمين في لبنان بشكل مؤقت؟

- طبعاً أنا أقيم في لبنان بشكل مؤقت. لكن لا شيء يمنع من أن أمتلك بيتاً فيه. ولكن لا يمكن ببساطة شراء منزل في لبنان، لأن أسعار الشقق مرتفعة جداً. ربما في المستقبل أفكر في امتلاك بيت.

• ما الذي أعجبك في لبنان أكثر من سورية بصرف النظر عن أن سورية هي بلدك؟

- لا يمكن قياس الأمور بهذه الطريقة. لكنني أحب المدن الساحلية. أنا من سكان الشام وهي مدينة داخلية ولا تقع على شاطئ البحر، وطبيعتها مختلفة تماماً. كنت أقول دائماً إنني أريد أن أملك بيتاً في مدينة بحرية أمضي فيه شيخوختي وبقية حياتي، وشاءت الظروف أن يتوافر هذا الخيار وأن أستمتع به، لأنني أحب هواء البحر ومطر المدن الساحلية وطبيعتها.

• كيف وجدتِ المجتمع اللبناني من خلال معايشتك له. قبل إقامتك في لبنان، كنت تعرفينه عن بُعد، وكان يقال عنه إنه مجتمع جريء ومنفتح، ونساؤه أكثر تحرراً و«زنطرة» من سواه من المجتمعات العربية. فهل وجدتِ أن هذا الكلام حقيقياً، وهل ترين أن المرأة السورية تضاهي اللبنانيات من هذه الناحية؟

- يتمتع المجتمع اللبناني بجرأة يسبق فيها المجتمع السوري، على مستوى التفاصيل التي لها علاقة بـ«الزنطرة»أو الملابس، وهذه الناحية تختلف من منطقة إلى أخرى سواء في لبنان أو سورية. المجتمع اللبناني يتميز بالجرأة منذ أعوام بعيدة، بشكله وتفاصيله وبشكل المرأة كما الرجل. حتى الرجل في لبنان «Trendy» (عصري) أكثر من الرجل السوري، ومفهومه لتقديم شكله ليس تقليدياً، كما هي الحال بالنسبة إلى الرجل السوري. لكن بقدر ما أن المجتمع اللبناني متحرر وجريء، بقدر ما هو أيضاً ليس متحرراً وجريئاً، وهذا الأمر يعكس ازدواجية نجدها في كل المجتمعات الشرقية وليس في لبنان فقط.

• لكن من خلال متابعتنا للدراما السورية التي تعكس واقع المجتمع السوري، نلاحظ جرأة كبيرة في المسلسلات؟

- هناك جرأة في طرْح الأفكار طبعاً.

• وجرأة في الشكل أيضاً؟

- هذا صحيح وهي موجودة بقوة، ولكن على مستوى النسبة والتناسب، نجد أن معيار الجرأة أكبر في لبنان، ربما بسبب طبيعة الحياة، وربما لأن لبنان بلد ساحلي. تماماً كما هي الحال في اللاذقية وطرطوس الساحليتين، إذ مَن يزورهما يلاحظ أن حتى شكل الناس مختلف عن أشكال الناس في الشام أو حلب. وأنا لا أتحدث عن «التزليط» و«التقصير»، بل عن القدرة على أن يكون الشخص «Trendy». مثلاً في دبي، يمكن أن نكون «Trendy» أكثر من لبنان بعشر مرات، في أي وقت وفي أي مكان، بسبب شكل البلد وطبيعته وطبيعة الخليط الموجود فيه.

• من خلال متابعة الدراما السورية، يبدو واضحاً حضور فيروز فيها، هل لأن علاقة المواطن السوري بفيروز أقوى من علاقته بصباح؟

- السوريون يسمعون أغنيات فيروز أكثر مما يسمعها اللبنانيون. في الريف السوري لا يوجد بيت لا يسمع فيروز صباحاً، سواء على التلفزيون أو في الإذاعة. نحن تربّينا على فيروز التي لها والرحابنة مكانة مميزة جداً في سورية، ومثلهم زياد الرحباني الذي فوجئ، عندما قدّم أول حفلاته في قلعة دمشق، كيف أن جيل الشباب يعرف مقطوعاته الموسيقية بالنوتة وكلمات أغناتيه ومسرحياته. الرحابنة يشكلون جزءاً من ثقافتنا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي