No Script

صنّاعها ومؤدّوها كشفوا لـ «الراي» عن سر خلودها

«كراكترات فنية» اشتهرت في رمضان... وعاشت لأجيال

تصغير
تكبير

«كراكترات» فنية وشخصيات متعددة، أطلّت على شاشة رمضان، فعاشت مع الأجيال لعقود من الزمن ورسخت في الذاكرة...

«الراي» تستعرض مجموعة منها، متحدّثة مع صانعيها ومؤديها عن سر خلودها إلى يومنا هذا، رغم تقلب المزاج الفني العام، من جهة المشاهد، كما يتم تسليط الضوء أيضاً على بعض المعلومات الفنية، التي ظلّت غامضة ومتوارية عن خارطة الفن لفترات طويلة.

«المشاهد أحبّ حيزبونة»

زهرة الخرجي: كنتُ وجهاً جديداً في «مدينة الرياح»

مرّت أكثر من 35 عاماً، منذ عرض المسلسل التلفزيوني «مدينة الرياح»، ولا تزال شخصية «حيزبونة الشريرة» التي جسدتها الفنانة زهرة الخرجي، حاضرة في ذاكرة رمضان، كما لو أن عقارب الساعة قد توقفت في ذلك الزمن الجميل.

فبعد مضي كل هذه السنين، تحدثت الخرجي لـ «الراي» عن سر الخلود لـ «حيزبونة» في أذهان المشاهدين حتى يومنا هذا، قائلة: «كنتُ حينها وجهاً جديداً على الشاشة، إذ يعتبر (مدينة الرياح) أول مسلسل تلفزيوني في مشواري، خصوصاً وأن بداياتي كانت من خلال المسرح».

وأكملت: «صحيح أن (حيزبونة) شخصية شريرة، ولكن المشاهد أحبها بشدّة، بسبب (الكراكتر) غير المألوف الذي قدمته، فضلاً عن خفتها وأسلوبها ومكرها، فكانت من ضمن الشخصيات المؤثرة في العمل».

وتابعت قائلة: «لكل زمان خصوصيته وأجوائه، فلربما لوعاد بي الزمن لأجسد الدور ذاته وأنا في هذا العمر، لما تحقق النجاح إياه، لذلك أعتبر نفسي محظوظة».

وذكرت أن المشاهد الداخلية للعمل تم تصويرها في «ستوديو 800» في مبنى التلفزيون بوزارة الإعلام، في حين جرى تصوير المشاهد الخارجية في منطقة الخويسات، موضحة أن فترة التصوير انطلقت قبل شهر رمضان بشهر واحدٍ فقط، «حتى دخل علينا الشهر الفضيل ونحن نستكمل التصوير أثناء الصوم، فكان الأمر متعباً للغاية».

«ملاحظات» رباب على «الغرباء»...

ودخول «الصوت الجريح» على الخط!

ذكر «شيخ الملحنين» الملحن القدير أنور عبدالله لـ «الراي» أن الفنانة الراحلة رباب كان لديها بعض الملاحظات على لحن «تتر» المسلسل التراثي «الغرباء» إنتاج العام 1984، وهو ما دفع «الصوت الجريح» الفنان القدير الراحل عبدالكريم عبدالقادر للدخول على خط المنافسة، بعدما طلب الأغنية لكي يؤديها بصوته.

وأضاف «بالرغم من أن رباب رحبت بغناء (التتر) في بادئ الأمر، لكنها أبدت بعض الملاحظات على اللحن، وطلبت مني تعديلها، وهنا سمع (أبوخالد) بالموضوع، فطلب مني الأغنية لكي يقدمها كما هي، غير أن رباب أصّرت على غنائها، وقدمتها باللحن الذي قمت بتلحينه من دون أي تعديلات».

يُذكر أن الأغنية من كلمات الشاعر القدير عبداللطيف البناي، حيث تم تسجيلها مع فرقة الإذاعة للموسيقى، إذ حازت في حينها أصداء واسعة النطاق.

«شحيت ومحيت... والقاعد ورا البيت»

يعتبر مسلسل «شحيت ومحيت» للكاتب بدر محارب والمخرج فاضل البلوشي، أحد أهم الأعمال التي قُدمت للطفل في منتصف التسعينات من القرن الماضي، إذ تدور أحداثه حول شقيقين هما «شحيت» و«محيت» (الفنانان داود حسين وعلي جمعة)، اللذان يرثان بيتاً كبيراً من والدهما ثم يؤجران بعض الغرف.

ففي كل حلقة يبدآن مشروعاً جديداً تصيبه مشاكل وعراقيل، ثم ينتهي بالفشل بسبب اندفاعهما وتسرعهما.

وتحدّث مؤلف العمل الكاتب بدر محارب لـ «الراي» قائلاً: «مضى على كتابة مسلسل (شحيت ومحيت) قرابة الثلاثين سنة، ومازلت أتذكر الكثير من المواقف التي حصلت خلال فترة كتابتي له، أو أثناء تصويره، بعضها مع طاقم العمل، على غرار داود حسين وعلي وجمعة وعبدالناصر درويش وحسن البلام وحسين نصير وشعبان عباس وفيصل بوغازي، وغيرهم الكثير من نجوم الكوميديا، ممن تربطني بهم صداقة وثيقة».

وأكمل: «من المواقف التي مازلت أتذكرها، هي التأخير في تنفيذ العمل، إذ كان النص يصل إلى الفنانين في (لوكيشن) التصوير، فكان الجميع يقرؤون أدوارهم، ومن ثم يقومون بالتنفيذ مباشرة، من دون بروفات مسبقة».

وذكر محارب أن العديد من الأعمال قدمت فكرة مشابهة لمسلسل «شحيت ومحيت»، موضحاً أن الفنانين داود حسين وعلي جمعة كانا ثنائياً ناجحاً في تلك الفترة، وطلبا منه كتابة عمل كوميدي خصيصاً لهما، حتى يؤكدان هذه الثنائية.

ولفت إلى أن اختياره لعنوان العمل جاء بعد تفكير بعناوين موسيقية في الوجدان الشعبي، مثل «زوير وعوير» و«زيد وعبيد»، و«عنبر وبلال»، و«لكنني في النهاية اتجهت لكتاب الأمثال للشيخ عبدالله النوري، وبدأت البحث عن أمثال شعبية، فوجدت المثل القائل: (شحيت ومحيت، والقاعد ورا البيت)، فأعجبني واخترته عنواناً للعمل، كما أصررت على كاتب الأغاني الشاعر ساهر بأن يكتب المثل كاملاً في مقدمة الأغنية».

«أخطاء وعثرات»

عمّا إذا كان العمل سيحقق النجاح ذاته، لو تم عرضه في الوقت الحالي؟... لم يُخفِ بدر محارب أن «شحيت ومحيت» تعرض للكثير من العثرات وقت تنفيذه، منها الاستعجال في التنفيذ، وعدم إتاحة الوقت الكافي للممثلين في رسم الشخصيات، «ولكن لو قُدم الآن برؤية جديدة وبتأنٍ، فبكل تأكيد سيحقق نجاحاً أكبر من ذي قبل، خصوصاً لدى صغار السن».

وحول إمكانية تقديم جزء ثان للعمل، ردّ قائلاً: «ممكن، ولكن بشرط موافقة الفنانين داود حسين وعلي جمعة، لأن المسلسل قائم على هذين البطلين، وأتوقع أنه لو تم تنفيذ الجزء الثاني، فسوف نقوم بتصحيح الكثير من الأخطاء التي حدثت في السابق».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي