No Script

حوار / «لم أجد النص الذي يشدّني إلى الفن السابع»

منير الزعبي لـ «الراي»: الدراما الكويتية... سَيطرتْ

تصغير
تكبير
  • أنا واثق من نفسي كمخرج ... وأعرف ما يلامس ذائقة المشاهد 
  • معظم الأعمال التي قُدمت هذا العام... كانت ثرية وذات قيمة عالية

«معظم الأعمال التي قُدمت هذا العام كانت ثرية وذات قيمة عالية في طرحها ومضامينها، ويمكنني القول إن الدراما الكويتية...سَيطرتْ»!
هذا ما أكده المخرج منير الزعبي، كاشفاً في حواره مع «الراي» عن أن أصداء النجاح للأعمال المحلية طافت أرجاء الوطن العربي بأكمله، ولم تعد محصورة في نطاق الخليج وحسب.
الزعبي، شدد على سعيه الحثيث بالبحث عن النصوص الجيدة ذات المضامين الثرية في كل عمل يتولى إخراجه، موضحاً أن المشاهد الخليجي يعرف الجيد من السيئ ويُفرِّق بين الغث والسمين، متطرقاً إلى مسلسله الأخير «عبرة شارع» ومشيداً بأبطاله من فنانين وفنيين، كما أثنى على المستوى المشرِّف الذي ظهر به المسلسل، بالإضافة إلى تصدره قوائم الأعمال الدرامية في استفتاءات عدة.


 الزعبي أضاء على نقاط وموضوعات كثيرة، نسرد تفاصيلها في السطور الآتية.

? لأعمالك التلفزيونية بصمة خاصة، تميزك عن غيرك من المخرجين، فما السر الذي يخبئه منير الزعبي خلف الكاميرات؟
- الموضوع لا يكتنفه الكثير من الغموض والأسرار، بل أعتقد أن اختياري للنصوص و- بدقة بالغة - هو ما يميز تلك الأعمال التي أتولى إخراجها على الشاشة الصغيرة، فأنا أحرص دائماً على مضمون العمل، وأبحث في ثناياه عن القيم الاجتماعية والقضايا المهمة لكي أقدمها للناس بأسلوب درامي يلامس الواقع ولا يخدش الحياء، وهو ما تجلى في أعمالي الأخيرة، لاسيما مسلسلي «إقبال يوم أقبلت» مع هدى حسين و«عبرة شارع» لسعاد عبدالله، حيث أبدع الكاتب الدكتور حمد الرومي في نسج هذين العملين.
? إذاً، نستطيع القول إن جودة النص هي إحدى أسرار النجاح بالنسبة إليك؟
- بكل تأكيد، خصوصاً أن المشاهد الخليجي واعٍ وذكي، يُفرِّق بين الغث والسمين، ويعرف النص الجيد من النص السيئ، لذلك تجدني أتعب على النص كثيراً في أعمالي. أيضاً، لا أغفل عن أهمية وقوة الجهة المنتجة التي أتعامل معها، فلا بد أن تكون موثوقة، وتحظى بسمعة طيبة في الوسط الفني. ففي مسلسل «عبرة شارع» على سبيل المثال، كان العمل من إنتاج الفنانة القديرة سعاد عبدالله، لذلك فإنه ظهر في أبهى صورة، كذلك الحال بالنسبة إلى مسلسل «إقبال يوم أقبلت» وهو من إنتاج شركة صبّاح بيكتشرز.
? يقول الكاتب الدكتور حمد الرومي إن منير الزعبي مخرج مبدع، ويمتلك رؤية عميقة وثاقبة في تحريك الشخصيات - التي يكتبها الرومي على الورق - فما تعليقك؟
- الحمد لله، وهذا لأنني أشتغل على الممثل أكثر من اهتمامي بـ «الكادر أو الكواليتي» رغم أهمية الأخيرين، كما لا ينصبّ تركيزي على أشياء ثانوية وهامشية، في حين نتجاهل أهم عوامل النجاح في العمل الفني. فإذا قدم الممثل دوره بالشكل المطلوب وكان «ماسك الشخصية صح»، أداءً وإحساساً، فإن كل شيء سيبدو جميلاً بمظهره وثرياً في قيمته.
? كيف تتعامل مع الممثل إن لم يؤد دوره كما ينبغي، خصوصاً إذا كان من طراز سعاد عبدالله وحياة الفهد أو داود حسين وغيرهما؟
- عادة مثل هؤلاء الفنانين الكبار هم حريصون أكثر من المخرج على أداء الدور المنوط بهم، فهذه القامات الفنية لديها من الخبرة والموهبة الشيء الكثير لتضيفه إلى العمل، من خلال بعض الملاحظات التي تُدونها، والتي عادة ما يأخذها المخرج بعين الاعتبار لتعزيز حبكته الدرامية. مثل هذه الأسماء الكبيرة، لا يمكن أن تمحو تاريخها الطويل بجرة قلم، أو تجامل هذا المخرج أو ذاك على حساب فنها.
? في رأيك، ما أهم العوامل التي ساعدت على نجاح مسلسل «عبرة شارع»؟
- كل العوامل أسهمت في نجاحه، من تأليف وتمثيل وإخراج وتصوير ومونتاج وصوت وموسيقى وغيرها، والفضل لله أولاً ثم لفريق العمل ككل من دون استثناء، فلولا تضافر الجهود كافة لما ظهر «عبرة شارع» بهذا المستوى المشرِّف ولما تصدّر قوائم الأعمال الرمضانية في استفتاءات عدة.
? هل كنت تتوقع أن يحظى العمل بكل هذا النجاح؟
- بصراحة نعم، فأنا واثق من نفسي كمخرج وأثق كثيراً بالكاتب حمد الرومي وبالفنانين والفنيين المشاركين في العمل، كما ومن خلال خبرتي في الفن صرتُ أدرك كل ما يلامس شغف وذائقة المشاهدين، لاسيما وأن المسلسل كان غزيراً بالمتعة والفائدة في آن معاً.
? كيف تستطيع السيطرة على زمام العمل الفني، في حضرة كبار النجوم؟
- لقد مضى على عملي في الدراما الخليجية قرابة 23 عاماً، حتى أصبحت لديّ خبرة ودراية كاملة عن كل شيء في بلاتوهات التصوير، كما بات الجميع يعرفني ويثق بي من الفنانين، سواء الكبار منهم أو الشباب.
? هل التقيت الفنان داود حسين في أعمال سابقة؟
- سبق وأن عملت مع «بوحسين» في العام 2009 من خلال مسلسل الدراما الكوميدية «المقرود»، لكن على الصعيد التراجيدي فإن مسلسل «عبرة شارع» هو أول عمل يجمعنا، وأنا سعيد حقاً بهذا التعاون الناجح والجميل، وعودة حميدة للفنان داود حسين بعد غيابه عن الساحة الفنية لسنوات مضت.
? كيف وجدت مستوى الأعمال الدرامية الكويتية التي جرى تقديمها على الشاشة هذا العام؟
- معظم الأعمال التي قُدمت كانت ثرية وذات قيمة عالية، حيث شاهدنا مضامين جديدة وغير مستهلكة في الدراما التلفزيونية، كما رأينا وجوهاً جديدة من الممثلين والمخرجين ممن ينتظرهم مستقبل واعد في الساحة الفنية، والحمد لله فإن الدراما الكويتية سيطرت هذا العام بشكل مطلق، بل حتى إنها أصبحت مشاهدة في جميع أنحاء الوطن العربي، وليس في دول الخليج فقط.
? أين المخرج منير الزعبي عن الفن السابع؟
- أنا موجود، لكنني لم أجد النص الجيد الذي يدفعني لخوض التجربة في السينما، مع العلم أن الأفلام تبقى في ذاكرة المشاهد لسنوات طوال، على عكس المسلسلات التي لا تدوم في الأذهان أكثر من 3 أو 4 سنوات كحد أقصى. متى ما وجدت النص الجيد، بالإضافة إلى الجهة المنتجة التي تتولى إنتاجه العمل السينمائي، فإنني سأكون جاهزاً لدخول هذا المجال.
? كيف تقّيم مستوى الأفلام الكويتية التي عُرضت أخيراً على الشاشة العملاقة؟
- هناك محاولات جميلة جداً لصناعة سينما كويتية، واتضح ذلك من خلال فيلم «سرب الحمام» وفيلم «حبيب الأرض» وغيرهما من الأفلام الناجحة، التي تحمل قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة وثرية. وأتمنى التوفيق والسداد لكل الزملاء الفنانين والمخرجين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي