No Script

سمو الأمير شمل برعايته وحضوره حفل افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لمكافحة الفساد

مُباركة سامية لإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة

تصغير
تكبير

فهد العفاسي:  الاستراتيجية الوطنية  تعكس تطلعات سمو الأمير ووضوح  إرادته وجديتها  في مواجهة الفساد

خالد عبدالشافي: استراتيجية الكويت  تمثّل نموذجاً متقدماً في مضمونها  وطريقة إعدادها

عبد الرحمن النمش: رعاية سمو الأمير  للمؤتمر تؤكد أنه  الداعم الأول للجهود الدولية والمحلية لمكافحة الفساد وترسيخ النزاهة


كونا - شمل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، برعايته وحضوره، حفل افتتاح مؤتمر الكويت الدولي لمكافحة الفساد «النزاهة من أجل التنمية» على مسرح قصر بيان، صباح أمس، حيث تفضل سموه بافتتاح فعاليات المؤتمر وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد والتوقيع عليها.
وقد وصل سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور فهد العفاسي، ورئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد المستشار عبدالرحمن النمش.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس محكمة التمييز ورئيس المحكمة الدستورية المستشار يوسف المطاوعة، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني وكبار المسؤولين بالدولة.


وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم ألقى وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة كلمة أكد فيها أن الكويت منذ إنشاء «نزاهة» برغبة صادقة من سمو الامير، وهي تسير بخطى تنموية ثابتة تشهد مرحلة نوعية بعزم راسخ وإرادة حازمة لاجتثاث الفساد وترسيخ قيم الشفافية والنزاهة، بدءا من التعريف بالهيئة ودورها واختصاصاتها والتحفيز على التعاون معها، من خلال المبادرة إلى تقديم إقرارات الذمة المالية وتقديم البلاغات والشكاوى، عن وقائع الفساد التي تتصل بعملهم سعيا نحو إدراك الهدف المنشود والمتمثل في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال خلق بيئة اقتصادية واجتماعية خالية من مظاهر الفساد كافة وقادرة على محاربة أسبابه والحيلولة دون انتشاره.
وقال العفاسي إن وضوح إرادة سمو الامير وجديتها في مواجهة الفساد والحد من اثاره، دفعا وزارة العدل من خلال هيئة مكافحة الفساد إلى صياغة رؤية حضارية وخطة استراتيجية تتناسب وتطلعات سمو الامير في التعامل مع ملف الفساد، تحقيقا لعوامل النهوض وتعزيزا للخطة التنموية للدولة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي أصبحت من خلالها معلما مميزا محليا واقليميا وعالميا. لذلك رأت الهيئة أن يكون موضوع المؤتمر الدولي «النزاهة من أجل التنمية» للتعريف بجهود الكويت في ظل التوجيهات والرعاية السامية لمجال النزاهة ومكافحة الفساد.
وألقى رئيس المركز الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خالد عبدالشافي كلمة، هنأ فيها الكويت على مبادرتها في عقد الملتقى الهام، وذلك في وقت أضحى فيه التصدي للفساد أولوية على المستوى العالمي، ليس فقط بالنسبة للدول الفقيرة أو النامية بل للدول كافة حتى الغنية والمتقدمة منها، لأن الفساد بتكلفته العالية بات يصنف كأحد أهم معوقات التنمية المستدامة بمختلف أبعادها، إذ تصل كلفته وفق تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي الى ما يزيد على 6.2 تريليون دولار أميركي سنويا أي نحو 5 في المئة من مجموع الدخل الوطني الإجمالي لدول العالم، وتصل كلفته في المنطقة العربية الى 90 مليار دولار سنويا وفق تقديرات المنتدى العربي للبيئة والتنمية.
وبين عبدالشافي أن استراتيجية الكويت التي نحن على وشك إطلاقها اليوم تمثل نموذجا متقدما في مضمونها وطريقة إعدادها، التي شارك فيها ممثلون عن أبرز الجهات المعنية في القطاع العام، إضافة الى ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني، ونحن على يقين ان إيلاءها الدعم والمتابعة اللازمين لتنفيذها سيكون له مردود إيجابي على جهود دولة الكويت في تحقيق رؤية «كويت جديدة 2035» وتحسين موقعها على المؤشرات الدولية المتعلقة بالنزاهة ومكافحة الفساد.
وفي الختام جدد الالتزام بشراكتهم مع الكويت واستعدادنا لدعم جهودها في تنفيذ الاستراتيجية، مع التطلع الى تعميق التعاون أيضا مع كل الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وتيسير تبادل الخبرات والتجارب في ما بينها، متمنيا لأشغال المؤتمر النجاح وللمسيرة المشتركة نحو تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد المزيد من التقدم.
ثم ألقى رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد عبدالرحمن النمش، كلمة تقدم في بدايتها بخالص الشكر والامتنان لسمو الامير على تفضله برعاية وحضور المؤتمر الدولي واستضافة جلسته الافتتاحية بقصر بيان.
وأكد أن حرص سمو الأمير على تشريف المؤتمر الدولي الأول بالرعاية السامية والحضور المبارك، يؤكد على أن سمو الامير الداعم الأول لكل الجهود الدولية والوطنية التي تهدف إلى مكافحة الفساد وترسيخ قيم النزاهة والشفافية.
وقال النمش «إننا في (نزاهة) وضعنا نصب أعيننا ترجمة تطلعاتكم ورؤاكم السامية التي لطالما اكدتم عليها في كل محفل ومناسبة، ودعوتكم لنا جميعا للمحافظة على المال العام والعمل على مكافحة الفساد والوقاية منه، والتعاون من أجل تحقيق كل ذلك، كما كان رائدنا ونحن نسعى إلى تحقيق توجيهاتكم السامية هو التحقق والتثبت قبل توجيه الاتهام منطلقين في ذلك من حرص سموكم على كرامة المواطنين وعدم التشهيرِ بهم. وإن ما نحققه من نجاح في التصدي للفاسدين يأتي بتوجيهات مباشرة من سموِ رئيس مجلس الوزراء، وتأكيده المستمر على ان الحكومة لن تسمح بأن يكون هناك فساد في أروقتها، وان المسؤولين والقياديين في الجهات الحكومية سيتحملون المسؤولية كاملة في حال وجود فساد، وهذه الخطوة الإيجابية في الإدارة الحكومية دفعتنا إلى العمل بثقة عالية وخطوات ثابتة من أجل صيانة المال العام وكشف الفساد وملاحقة الفاسدين».
واضاف «تناولت الخطب والكلمات التي نددت بالفساد وحذرت من عواقبه الوخيمة على كافة مظاهر الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ما هو أبلغ وأعمق مما ذكرت، لذا فإنني اليوم أريد أن أنتقل بكم من مقام العرض والتنظير الى مقام الفعل والتطبيق، وذلك من خلال الاعلان عن تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه بتدشين الاستراتيجية الوطنية الشاملة للنزاهة ومكافحة الفساد، التي ركنها الركين هو تضافر الجهود الوطنية الحكومية والأهلية ونهوض كل منا بدوره على الوجه الأكمل. تلك الاستراتيجية التي تستهدف في المقام الأول تعزيز سيادة القانون، وترسيخ قيم النزاهة والشفافية والمساءلة، وتدعيم ثقة المواطن في جهود الإصلاح والتنمية الحكومية، ووضع الكويت في مكانها اللائق على كل المؤشرات الدولية المعنية بمكافحة الفساد والتنافسية الاقتصادية، وبلوغ أقصى درجات التكامل والتعاون بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص، وتوفير بيئة اعمال مواتية لتحقيق رؤية الكويت 2035. تلك الاستراتيجية التي حرِصنا في نزاهة ونحن نضع أولوياتها ومستهدفاتها على إشراك كل الرؤي الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، لكي يتحقق في هذه الاستراتيجية معنى الشمول والتكامل، و هما بلا شك ضمانة نجاحها وبلوغ أهدافها، كما حوت هذه الاستراتيجية آليات متابعة تنفيذها والتحقق من نسب إنجازها لكي لا تتحول لوثيقة صماء لا جدوى منها».
وتابع النمش «ها نحن بفضل من الله وتوفيقه ثم بفضل توجيهاتكم السامية نضع قدما ثابتة واثقة في سفينة الإصلاح والتنمية التي رباها سموكم وشراعها النزاهة، من خلال مباركتكم الكريمة لاطلاق الاستراتيجية الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد، لنبحر تحت رايتكم نحو آفاق أرحب من التنمية والاستقرار والتقدم في ظل حكمكم الرشيد. واسمحوا لي حضرة صاحب السمو حفظكم الله ورعاكم في ختام كلمتي بالأصالة عن نفسي ونيابة عن اخواني أعضاء مجلس الأمناء وأبنائكم في (نزاهة) أن نجدد العهد لكم بتنفيذ توجيهاتكم السامية في شأن محاربة الفساد وملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا الوطن أو التعرض لأمواله العامة».
بعدها تم عرض فيلم حول أهداف المؤتمر. وتفضل سمو الأمير بافتتاح فعاليات المؤتمر وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد والتوقيع عليها. كما تم تقديم هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة. وقد غادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي