No Script

حروف نيرة

بالمولد محتفلين!

تصغير
تكبير

يستعد بعض الدول الإسلامية خلال هذه الأيام للاحتفال بالمولد النبوي، وكما قال ابن تيمية في الفتاوى: «تعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون لهم فيه أجر عظيم لحسن قصدهم وتعظيمهم لرسول الله». ومع تلك الذكرى تبدأ مراسم الاحتفال بقراءة القرآن الكريم والصلاة على النبي ومجالس الذكر والإنشاد وغيرها من قربات.
يقول ابن القيم في مدارج السالكين: «الاستماع إلى صوتٍ حَسن في احتفالات المولد النبوي أو أيّ مناسبة دينية في تاريخنا لهو مما يدخل الطمأنينة إلى القلوب»، ومن الطرق التي يتم الاحتفال من خلالها بالمولد النبوي، إعطاء الحلوى للأطفال والطعام للفقراء والتجمعات العائلية والوجبات الاحتفالية؛ فإن المولد النبوي مناسبة اجتماعية ودينية.
 وجاء من يضيّق عليهم ويحارب مجالسهم في القول أو العمل؛ كالذي يلقي محاضرات ويصل بكلماته إلى تكفيرهم، ويبيح تفجير مجالسهم لإيمانه بأنها أماكن شركية يُقام فيها ما لم يشرعه الإسلام، ويفتي بأنهم مشركون، وفتاوى أخرى تحل قتلهم، ولم ينظروا إلى أقوال قدماء الفقهاء التي تحترم الفكر والاعتقادات، وإن أنكرت لا تُكفّر؛ فإن الإسلام بريء مما تعانيه الأمة اليوم من فتن.


ومهما كانت تلك الشعائر التي تقام؛ فلا يحق لأحد أن يمنع الناس من الذكر ويهاجم ويقوم بعمليات إرهابية تزهق الأرواح وتنتهك حرمة المساجد، وقد حصل ورأينا في هذا الزمان من يبذل ويسعى في هدم مساجد وخرابها ومنع عبادة الله فيها، ولا أحد أظلم وأشد جرماً من هؤلاء، يقول تعالى: «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها».
ومن كان مخالفاً لفكرهم فله إبداء الرأي فقط لا أن يهاجمهم ويُذبّح ويفجر المعابد، وحتى لو أنكرتَ فليس لك إلا النصيحة لا التعنيف، والعاقل إن رأى فساداً لا يصلحه بما يزيده، فإن التفجير والإرهاب لا يغير الاعتقاد بل يحدث الفتنة والفرقة.
وستظل الاحتفالات والذكر والدعاء والأناشيد وغيرها من شعائر ظاهرة، فالأطفال يفرحون بالزينة والحلوى والألوان، والعجائز يتبركون بمولد خير الأنام، ويدوم التذكير بسيرة سيدنا رسول الله يوم مولده وسائر الأيام، عليه أفضل الصلاة والسلام.

aalsenan@hotmail.com                         
aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي