No Script

حروف مبعثرة

رسالة من القمر إلى الكويت

No Image
تصغير
تكبير

ظلام وبرد لا تحجبه بدلة سميكة وخوذة لامعة تضع ثقلاً على أفكاري بسبب وزنها! 173 درجة تحت الصفر مساء، من يستطيع العيش في هذه الظروف! عانقت بدلتي.
ما سر هذا الكوكب الذي يضيء ليالينا، لكن سماءه سوداء موحشة! القمر دخل في كل أساليب الغزل. وجه جميل يسامر مجالسنا ليلاً!
«مثل القمر»، «وجهها مثل البدر»، من استمع إلى هذا المديح سيصاب بخيبة أمل من سطح القمر القبيح!


كل شيء جميل عن بعد من دون سبر أغواره. لكن عن قرب... تتفاجأ بأمور خارج نطاق مداركك!
ألقيت نظرة من حولي ورأيت كوكبي المحبب جميلا، مضيئا لامعا بألوانه وخطوطه المتعرجة. أجمل بكثير من القمر ويزداد جماله كلما اقتربت منه بسبب طبيعته وتنوعها خلافاً للقمر وسطحه الأصلع المزين فقط بحجارة داكنة بألوانها، وكأن الكوكب ارتدى زياً موحداً! لا يشبه كوكبنا ولا بأي شكل من الأشكال! شعرت بالفخر أنني من الكرة الأرضية!
نظرت مرة أخرى إلى كوكبي الدائري المحبب! جزء منه يسطع أكثر من غيره. النور المتصاعد يبدو جميلاً، لكنني تذكرت أن ما يلمع ما هو إلا أدوات قتل اخترنا أن ندمر بها أنفسنا وتمنيت لو أن الوهج المتصاعد ألعاب نارية تعلن عن افتتاح دار للأوبرا أو صرح ثقافي يفيد ولا يبيد. إبادة بيئية، إنسانية، معيشية، صحية، فنية... تعددت وشوهت جمال كوكب!
تعابير الاستسلام واليأس المطبوعة على جبهتي انفرجت عندما تحقّق التمني ولمحت نقطة مضيئة لمعت بجمال مختلف شد انتباهي. نور أَنساني البرق المحمّل برائحة البارود! فإذا بقلبي وبفخر يسبق نظري إلى بقعة مشعة بأعيادها. وكأنني ومن مكاني أسمع أصوات ضيوفها تصدح على مسرح أوبرالي مميز!
فرحة تمنيت دوامها وتوسعها لتشمل منطقة مثقلة بهمومها وأدوات القتل الآدمية فيها.
فخري الأرضي تمدد ليشمل فخري بأن نقطة عودتي إلى حيث الأفراح والاستقرار. سلام أدامه الله على أهلها وكل من يعيش على أرضها.
الكويت... لك من قلبي وبكل فخر محبة واشتياق!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي