No Script

ضوء

العولمة واللغة العربية (11)

تصغير
تكبير

من الواضح والجلي، التأثير السلبي للعولمة على لغتنا العربية، لذلك نقدم بعض المقترحات للتقليل من الآثار السلبية للعولمة على اللغة العربية، وهي كالتالي:
1 - إعداد الدراسات والبحوث المعمقة حول العولمة وتأثيراتها الحالية والمستقبلية، على الهوية والثقافة واللغة، وذلك لعدم وجود دراسات وبحوث عميقة حول الظاهرة، وخاصة الدراسات الاستشرافية المستقبلية، لأن أغلب الدراسات الحالية جاءت كردود أفعال على الحدث أو الظاهرة، فالعولمة تم تناولها ومناقشتها كظاهرة طارئة، ولم يتم تناول أسبابها ونتائجها بشكل جذري وعميق.
2 - يؤكد الباحث سليمان الشطي على: تطبيق ما تنص عليه الدساتير العربية باعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية ويحق للمواطن أن يُخاطب بلغته ويتعلم بلغته ويعمل بلغته ويوثق العقود بها وتنطق وسائله الإعلامية بها.


3 - وضع سياسة إعلامية واضحة، والتخطيط الاستراتيجي الإعلامي، ورسم سياسات شاملة للإعلام، لتلبي متطلبات التغيير وتحافظ على التوازن الاجتماعي المنشود، وعلى الإعلام ومؤسساته أن يعتمد على المجتمع كمصدر أساسي لخططه وبرامجه، بالانفتاح على مختلف القضايا التي تهم المجتمع، والتأكيد على الحفاظ على القيم المجتمعية والثقافة الوطنية، وعلى اللغة العربية بوصفها اللغة الرسمية للبلاد، مع الانفتاح على الثقافات الأخرى، بشرط الاهتمام بالتراث الثقافي والفكري الوطني وبحاضر الإنسان ومستقبله.
4 - تشبث الدول العربية بالثوابت الحضارية والقومية والحفاظ على الوحدة اللغوية كتجلي للهوية والوعي النهضوي.
5-مواجهة التهديدات الثقافية واللغوية وخاصة خطر خصخصة وعولمة نظم التربية والتعليم العربي الأمر الذي يفقد الجيل الناشئ عروبته وهويته وكرامته.
 6 - بناء القدرة الذاتية للدفاع عن الهوية واللغة، فلا يمكن حماية المشروع النهضوي العربي من دون تطوير الاتستراتيجيات الدفاعية الذاتية العلمية والتقنية والتنموية.
 7 - ضرورة تعلم اللغة العربية بوصفها مدخلا للتربية على القيم والأخلاق وغرس العروبة والهوية القومية، كما يؤكد الباحث محمد الادريسي على ذلك.
8 - اتخاذ قرار سياسي بفرض اللغة العربية في النظام التعليمي المدرسي والجامعي في التعليم الحكومي والخاص، بوضع سياسة تربوية تعليمية واضحة، والتخطيط الاستراتيجي التربوي التعليمي، ورسم سياسات شاملة لتلبي متطلبات التغيير وتحافظ على التوازن الاجتماعي، والتأكيد على الحفاظ على القيم المجتمعية والثقافة الوطنية واللغة العربية، بوصفها الحاضن الرئيس للهوية الوطنية والانتماء القومي.
9 - العمل على تعريب المصطلحات الأدبية والعلمية والاستفادة من الجهود التي بذلتها سابقا المجمع اللغوي في مختلف الأقطار العربية بتراكم الخبرات والتجارب.
10 - وضع سياسة واضحة لسوق العمل ومتطلباته تضع في عين الاعتبار قيمة اللغة العربية من حيث متطلبات التوظيف والمخاطبات وتوثيق المعاملات العقود.
11 - التكتل المعلوماتي من قبل الأقطار العربية عبر: تطوير برامج تقنية عربية متقدمة تهدف إلى تعريب وترجمة أهم الكتب العلمية، وابتكار محرك عربي على غرار غوغل لجمع كافة المنتجات العربية من علوم وآداب وفكر وفنون، لتلقي وإنتاج المعرفة باللغة العربية، كما يقترح الباحث شهاب جوادي.
12 - الاستثمار في اللغة كعامل اقتصادي بحيث يشترط في العمالة الوافدة اتقان اللغة العربية للاستثمار وفتح مراكز ثقافية في السفارات العربية هدفها تقديم دورات في اللغة العربية للوافدين.
13 - محاربة الفساد وإجراء الإصلاحات الضرورية كالإصلاحات الإدارية والسياسية والتعليمية، وتشمل إصلاح الترهل الإداري في أجهزة الدولة ورفع مستوى التأهيل والتدريب لرفع كفاءة الأيدي العاملة لمواجهة تحديات العولمة. وخلق قاعدة علمية تكنولوجية محلية. وإجراء الإصلاحات السياسية وتعميق الديموقراطية والعدالة الاجتماعية وترسيخ سيادة القانون.
إن موضوع العولمة وعلاقته باللغة العربية في غاية الأهمية، وله علاقة بهويتنا وحاضرنا ومستقلبنا، وكل الأمم جميعا لا تقبل التهاون في أمر هويتها ولغتها القومية، وعلينا أن نسعى للعمل جاهدين على تنفيذ المقترحات المطروحة بأسرع ما يمكن، ويكفي أننا تأخرنا بما فيه الكفاية، لكن أن نبدأ ولو متأخرا خير من ألا نبدأ أبدا، وعسى الله أن يوفق الجميع لما فيه خير الأمة العربية جمعاء.

aalsaalaam@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي