وداع سعود المسلم ترجم تراحم أسرة الكويت الواحدة

بحشود كبيرة من المشيعين، ودعت الكويت أمس الفقيد المواطن سعود المسلم الذي توفي بعد رحلة غوص، فقد على إثرها حتى عثر على جثمانه أول من أمس الجمعة في منطقة أرياق، حيث خيم الحزن على أجواء التشييع لاسيما لدى بكاء والده الذي أبكى من حوله من المشيعين.
فقد احتشد المئات من المواطنين لتوديع الفقيد في مقبرة الصليبخات عقب صلاة عصر امس، في مشهد يؤكد على روح التراحم والتلاحم الوطني بمشاركة أبناء الكويت أهل الفقيد بمصابهم، وبين معدن أهل الكويت في تلاحمهم وتكاتفهم وبأنهم أسرة واحدة تجمعهم المودة. وتقدم المعزين في المقبرة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، حيث قدّم واجب العزاء لذوي الفقيد.
وقال الغانم، في تصريح صحافي لدى تقديمه واجب العزاء، ان حادثة غرق المسلم حلقة في سلسلة الحوادث العامة في الدولة والتي تبين مدى تلاحم الناس بكل أطيافهم وشرائحهم وقت الشدائد، وأن معدن الكويتيين مصقول ويظهر في اوقات الازمات، مترحما على الفقيد.

وأضاف أن «ما حصل حدث جلل وجميعنا فجعنا به سائلا المولى عزّ وجلّ ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان»، مؤكدا ان الحادثة جسدت تلاحم ووحدة الشعب والقيادة ممثلة بمؤسساتها، حيث ذهب الكل للبحث عن الفقيد على مدار ثمانية ايام راجيا الله عزّ وجلّ ان يجعل سعود المسلم من الشهداء، مضيفا «الحادثة وإن كانت مؤلمة هي مؤشر خير له»، مثنيا على ايمان والد الفقيد وتسليمه للقضاء والقدر.
من جانبه، اكد الشيخ محمد العبدالله انه رغم الحدث المؤلم الا انه بين معدن الشعب الكويتي في تلاحمه وتماسكه مع بعضه البعض. واشار العبدالله خلال تقديمه العزاء لاسرة الشهيد المسلم إلى «اننا لانستطيع ان نقول في هذه الحادثة الا ان نسأل الله له بالرحمة ويسكنه فسيح جناته».
وكانت الكويت استنفرت للبحث عن الفقيد فور فقد أثره في البحر، حيث شارك في عمليات البحث كل من فرق البحث والانقاذ المكونة من القوة البحرية والجوية وخفر السواحل بوزارة الداخلية، والانقاذ البحري التابع للادارة العامة للاطفاء، وشركة نفط الكويت، ومتطوعين وبمشاركة قوة حرس الحدود التابعة للمملكة العربية السعودية الشقيقة وعدد من زوارق الجيش الاميركي. حتى عثر على جثمانه طافيا على سطح الخليج في «ريق الدرة».