No Script

«الراي» استطلعت آراء أهل الفن في لبنان عن «التسمية الشائكة»

الدراما المشتركة... ما القواعد التي تحدد ماهيتها؟

تصغير
تكبير

يثار لغط كبير حول ماهية الأعمال المشتركة، فالبعض يرى أنها ترتبط بالإنتاج، ويكفي أن يكون المنتج من جنسية عربية معينة والممثلون المشاركون في المسلسل وكاتبه ومخرجه من جنسية عربية أخرى، ليستحق تسمية دراما مشتركة، بينما يرى آخرون أن هذه «التسمية الشائكة» ترتبط بممثليه الذين ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة، بصرف النظر عن جنسية المنتج والكاتب والمخرج.
ولقد أثارت الكاتبة اللبنانية منى طايع الجدل، عندما اعتبرت أن مسلسل «أولاد آدم» عمل سوري بمشاركة لبنانية، لأن كاتبه ومخرجه ونجومه سوريون، وبطلتيه ماغي بوغصن ودانييلا رحمة لبنانيتان، لتعود بوغصن زوجة منتج العمل جمال سنان صاحب شركة «إيغل فيلمز»، وتردّ مؤكدة أن هذا العمل يصنّف كدراما سورية - لبنانية مشتركة.
«الراي» فتحت الباب على قضية كانت ولا تزال تشغل الوسط الفني في لبنان، لا سيما في السنوات الأخيرة، فاستطلعت آراء عدد من أهل الفن، الذين تفاوتت آراؤهم، كل حسب الموقع الذي يشغله.


والبداية،كانت مع الكاتب طوني شمعون، الذي قال «أخيراً تم الاكتشاف بأن لبنان هو البلد الأدنى تكلفة مادية إنتاجياً، وكل أصحاب شركات الإنتاج، سواء المحلي أو المشترك، لا يمكنهم أن ينتجوا، إلا إذا اشترت محطات الدول العربية أعمالهم».
كما اعتبر شمعون أن «ما يحدد ما إذا كانت الدراما مشتركة أم لا، هو جنسية النجوم المشاركين فيها عندما يكون فيها ممثلون من كل الدول العربية، بصرف النظر عن هوية الإنتاج. وبالنسبة إلى التركيبة الحالية، لنفترض أن منتجاً مصرياً لا يكون تابعاً لمحطة تنتج عربياً، فإنها لا تنتج له دراما مصرية محلية، وهوية المسلسل عندها، مهما كانت جنسيات الممثلين المشاركين فيه، تكون مصرية. ولكن عندما يوضع في مقدمته أنه إنتاج لمحطة عربية، لا تعود هناك أهمية لجنسية المنتج المنفذ. هناك فرق بين المنتج والمنتج المنفذ، فالأول هو الذي يدفع من جيبه والثاني هو الذي ينفذ للمحطة».
ونوه شمعون إلى أنه لم يتابع «أولاد آدم»، ولكن «وفقاً لتفاصيله، الكاتب والمخرج والممثلون هم المشتركون، والإنتاج لبناني، وهذا يعني أنه عمل مشترك بممثليه وليس بإنتاجه».
وعما إذا كان راضياً عن التركيبات التي تحصل في الدراما المشتركة، أجاب «الإنتاج اللبناني المحلي، لا يؤمّن مورد رزق محترماً للممثلين ولا يكفي المنتج. نحن كنا نحلم بان نسوّق أعمالنا اللبنانية عربياً بأدواتنا، ولكن هذا الأمر لن يتحقق بسبب ضعف إمكاناتنا».
الممثل مازن معضم تحدث بداية عن الجدل واللغط الكبير الذي يدور حول الدراما المشتركة، وقال «تحدثت عن هذا الموضوع أكثر من مرة واتهمت بالعنصرية، وبسببها نحن كنجوم لبنانيين في حالة دفاع دائمة عن النفس، ونعلّي الصوت لأننا نجد أن الدراما المشتركة تعاني من خلل، وفيها ظلم وغير عادلة في حقنا. مثلاً، شارك في مسلسل (أولاد آدم) نجمان سوريان، فما الذي كان يمنع أن يكون أحدهما لبنانياً. ومع أن منتجه هو اللبناني جمال سنان، لا يمكن أن نعتبره دراما سورية بمشاركة لبنانية، لأن الإنتاج هو الأساس».
وأضاف معضم «الدراما المشتركة ينقصها العدل، وعدد كبير من النجوم اللبنانيين يستحقون التواجد فيها، كما أن الممثل اللبناني الذي يشارك فيها، يلحقه الظلم، مادياً ومعنوياً. فنحن نسمع أن النجم السوري يتقاضى أجراً عالياً، وعندما يصل الأمر إلى أجر النجم اللبناني، يتعذرون بالميزانية. فلمَ هم يظلمون الممثل اللبناني ولا يبخلون على النجم السوري».
من ناحية أخرى، أشار معضم أن «الدراما المشتركة تحمل هذه التسمية بسبب تواجد بطل سوري، وهو العنصر الوحيد الثابت فيها وكذلك البطلة اللبنانية، أما العناصر الأخرى فهي متراوحة. أما الإنتاج، فلا علاقة مباشرة له، لأن الناس يركزون على اسم الممثل الذي يطل عبر الشاشة».
من جهته، أوضح الممثل فادي إبراهيم، أن الدراما المشتركة ليست جديدة، موضحاً «نحن قدمناها في الثمانينات مع ممثلين من مصر والسعودية وسورية والأردن، ويومها لم تكن هناك أقمار اصطناعية. هي كانت تسمى دراما عربية، وتسميتها اليوم بالدراما المشتركة، ليست سوى بدعة لتسويقها».
كما لفت إبراهيم إلى أن جنسية المنتج لا علاقة لها بهوية العمل، «مثلاً أي عمل يشارك فيه ممثلون خليجيون هو عمل خليجي، حتى لو كان منتجه لبنانياً، ولطالما أنتجت (الصبّاح) أعمالاً في مصر، وكانت تسمى أعمالاً مصرية وليس أعمالاً مشتركة».
واعتبر المنتج مروان حداد أن الدراما تكون مشتركة، عندما تكون العناصر الأساسية في المسلسل كالكاتب والممثل والممثلة والمخرج من جنسيات عدة. وأضاف «يمكن لأي منتج مهما كانت جنسيته أن ينتج دراما مشتركة أو دراما سورية أو مصرية».
كما أكد أن «(أولاد آدم) هو عمل مشترك وليس دراما سورية بمشاركة لبنانية، موضحاً أن اللغط الذي يثار حول الدراما المشتركة يعود الى أنه لا توجد قواعد علمية ثابتة تحدد ماهيتها، ومع الوقت يتحقق ذلك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي