No Script

«بصدد التحضير لأغنية وطنية... أتمنى أن تبصر النور قريباً»

وائل جسار لـ «الراي»: طفح الكيل... وربما أغادر لبنان مع عائلتي

No Image
تصغير
تكبير

يواصل الفنانون في لبنان التعبير عن غضبهم وسخطهم بعد انفجار مرفأ بيروت، خصوصاً وأن الفاجعة كانت كبيرة جداً، وطالت كل الناس من دون تمييز... كما كان لبعض الفنانين نصيباً منها في ممتلكاتهم وأرزاقهم، عدا تعرض البعض منهم لإصابات جسدية.
الفنان وائل جسار، انضم إلى الفنانين الذين يفكرون بالهجرة، بعدما وصل إلى قناعة، كشف عنها عبر «الراي» بعدما «طفح الكيل»، أن لا مستقبل لأولاده في وطن، يحكمه الفساد، سرقت مصارفه أموال الناس، ولا يتردد سياسيوه عن إفقار الناس أو حتى التسبب بقتلهم.
ولكن وائل جسار، لا يلبث أن يتمنى أن تتغير الأوضاع نحو الأفضل، وهو بصدد التحضير لأغنية وطنية جديدة، سوف يطرحها خلال الفترة القريبة المقبلة.

* كثير من الفنانين عبروا عن رغبتهم بمغادرة لبنان عقب انفجار المرفأ، فهل تفكّر مثلهم؟
- أنا متمسك بلبنان كثيراً، ولكنهم سرقوا منا حتى النَفَس، ولا يوجد فرحة أو طموح أو مستقبل في هذا البلد. ما الذي تركوه لنا لكي نبقى فيه. نحن نتعلقّ بلبنان لأنه بلد أجدادنا وأهلنا، وأنا أفتخر لكوني لبنانياً، ولكن السياسة فيه جعلتنا نشعر بالاشمئزاز وأوصلتنا إلى مرحلة التفكير بمغادرة الوطن، وهذا التفكير الذي ما كان يفترض أن نفكر به أبداً.

* يبدو أنك تفكر بالمغادرة مع عائلك؟
- نعم.

* وفي أي بلد قررت الاستقرار؟
- لا اعرف. ربما مصر أو أي بلد آخر. لم أقرر حتى الآن. فكرة المغادرة واردة، ولكنها ليست حاسمة.

* ألا تحمل جنسية أخرى إلى جانب الجنسية اللبنانية؟
- كلا.

* كلامك هذا يعني أنك تشجع الفنانين الآخرين على السفر وأن قرارك ليس مجرد «فشة خلق»؟
- هذا القرار يرتبط بظروف كل فنان، وبحسب ما تمليه عليه. لا أشجع أي فنان على مغادرة لبنان ولا أشجع حتى نفسي على ترك لبنان، بلدي الأم، الذي نشأت وكبرت وتربيت فيه، وكل نقطة من ترابه ترتبط بذكرى عندي، لكن لا أعرف ماذا يمكن أن يقال في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، أو ما الذي يريده منا حكام لبنان، وما هي مخططاتهم، وهل يريدون أن يغادر كل اللبنانيين الوطن، وهل يريدون أن يحكموا الحجر! فليفعلوا ذلك.

* ماذا تريد أن تقول للشعب اللبناني وللسياسيين في لبنان؟
- للسياسيين أقول منحناكم فرصة لمدة 30 أو 40 عاماً لكي تقوموا بإصلاحات وليس يوماً أو يومين. كنت طفلاً وأنتم كنتم في السلطة، واليوم أنا أب ولدي أطفال ولم نتقدم، بل عدنا 40 عاماً إلى الوراء. كل دول العالم تتقدم وتتطور وتفكر في مصلحة شعوبها، إلا أنتم تفكرون بجيوبكم فقط ولا تهتمون سوى لمصالحكم الشخصية، وكم تريدون أن تسرقوا وتنهبوا وتقتلوا وتشردوا. طفح الكيل. أما للشعب اللبناني، فأقول أنت تحملت مثل هؤلاء الحكام، ومن حقك أن تثور وأن تشتم السياسيين.

* تشغل منصب سفير النوايا الحسنة والأب القدوة في الأمم المتحدة. ما هو دورك في أزمة كالتي يمر فيها لبنان حالياً؟
- أشكر منظمة الأمم المتحدة التي منحتي اللقب، ولقد شاركت في مداخلات عدة وقلت إنه يجب أن نحب بعضنا وأن نتساند في المحن، وأن نبتعد عن التفكير بأنانية، ولكن المصائب التي نعانيها في لبنان، لا تسمح لي بأن أقوم بما هو أكثر.

* ما رأيك بمواقف الفنانين في هذه الأزمة؟
- بحسب موقف كل فنان. أهم شيء أن يكون قريباً من معاناة الناس، ومن يتحدث عن وجع الناس، أؤيده بشكل مطلق، ومن يتحدث عن السرقات التي أقدمت عليها المصارف في لبنان فأنا معه أيضاً. كل ما يفعله الفنان أو يقوم به أو يعبّر عن وجع الناس ويصب في مصلحتهم، أنا معه، ومن يفعل عكس ذلك، فأنا ضده.

* بعض الفنانين يعلنون عن موقفهم مع فئة ضد أخرى، ألا ترى أنه من الأفضل أن تكون رسالة الفنان وطنية وتصب في مصلحة الوطن؟
- طبعاً. الأولوية للوطن، ونحن نمر بمرحلة دقيقة جداً. ممنوع الولاء للأحزاب. مشكلة الشعب اللبناني أنه منقسم، ولكن الوجع واحد، وأنا لا أستطيع أن أستوعب هذا الأمر.

* الوجع لم يوحد اللبنانيين، بل زادهم انقساماً؟
- هذا صحيح.

* في مثل هذه الظروف العصيبة، هل يشعر الفنان بأنه لا يستطيع العطاء أم أن واجبه الوطني يفرض عليه أن يقدم أغاني وطنية؟
- أنا بصدد التحضير لأغنية وطنية، وأتمنى أن تبصر النور قريباً. أتمنى أن تزول هذه الأزمة قريباً. نحن نعيش أزمة «كورونا»، ثم حصل تفجير المرفأ وأتمنى أن يحل الفرج قريباً، وأن نجدد نشاطنا وأن ندخل الفرحة إلى قلوب الناس، وأن نعطيهم الأمل بالحياة والمستقبل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي