No Script

حوار / «لا يمكنني إقناع ولديّ بالبقاء في وطننا»

راغب علامة لـ «الراي»: «الله لا يوفّق السياسيين في لبنان»

u0631u0627u063au0628 u0639u0644u0627u0645u0629
راغب علامة
تصغير
تكبير

 للمرة الأولى أشعر بأني لا أستطيع أن أضع صوتي على الموسيقى بسبب الذهول الذي أصابني 

 «داعش» أعظم كارثة كانت ستحل على لبنان لو نجح مشروعه... يليها كارثة انفجار المرفأ ومن ثم العدو الصهيوني

 «داعش» يتقدّم على الصهاينة... لأن إسرائيل عدو ظاهر وداعشهم صهاينة بلباس إسلامي

 إذا فقدت الأمل في لبنان فلن أفقده بالله... وهو وحده القادر على إنقاذ الشعب اللبناني

 طالما أن الطبقة الفاسدة هي التي تجلس على الكراسي... لا ماكرون وترامب أو غيرهما يمكن أن يغيّر الأوضاع السائدة في لبنان

 «تويتر» مزدحم بالنفايات البشرية... وهؤلاء المغرّدون موظفون عند السياسيين وكل هدفهم إحداث فتنة

 بعض الإعلاميين موظفون عند زعماء ومرجعيات ومصرفيين... وهم يتقاضون المال عبر منابرهم للدفاع عن الفاسدين

 للشعب اللبناني أقول: اصح! أنت تأخذ 100 دولار من السياسيين وتدفع لقاءها 100 ألف دولار

 

عبارات من العيار الثقيل، وجّهها الفنان راغب علامة إلى الطبقة الحاكمة في لبنان، لا تخلو من الشتائم والدعاء بالموت، من هول الجريمة التي دمّرت بيروت قبل نحو أسبوعين.
ويبدو أن انفجار المرفأ جعل علّامة يتخذ قرارات حاسمة تتعلق بولديه لؤي وخالد، فهو يشجعهما على السفر، بعدما تبين له أن لا أمان ولا مستقبل لهما في لبنان، موضحاً في حوار مع «الراي» أن «الله وحده هو الذي يستطيع أن يخلص الشعب اللبناني من الطبقة الحاكمة ومن فسادها».
إلى ذلك، يشعر علامة من شدة الصدمة، بأنه غير قادر على وضع صوته حتى على أغنية وطنية، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يعيش فيها تجربة مماثلة.

• هل من دور للفنان في الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، أم أنكم تشعرون بالعجز نتيجة الشعور بالاشمئزاز بسبب تفاقم الأزمات وتراكمها؟
- للمرة الأولى أشعر بأني لا أستطيع أن أضع صوتي على الموسيقى بسبب الذهول الذي أصابني من المشاهد المرعبة التي تُعرض وشاهدتها بأم العين.
• عايشت الحرب اللبنانية، وحروب إسرائيل على لبنان، فهل تفجير بيروت هو أعظم كارثة حلت عليه؟
- نعم، ولا شك في ذلك على الإطلاق. أعظم كارثة كانت ستحل على لبنان هي داعش لو أنه نجح مشروعه، ويليها كارثة انفجار المرفأ ومن ثم العدو الصهيوني.
• ألا ترى أن داعش والصهاينة متساويان بإرهابهما؟
- بل إن «داعش» يتقدم على الصهاينة، لأن إسرائيل عدو ظاهر وداعشهم صهاينة بلباس إسلامي.
• هل فقدت الأمل بلبنان؟
- ليس كلياً! في النهاية يوجد إله يُعبَد، والله، هو وحده القادر على إنقاذ الشعب اللبناني الذي يدفع منذ 40 عاماً ثمن طبقة تاجرت بالدم، بالحروب، بالدين، بالطائفة، بالشعارات المزيفة وبكل ما هو«وسخ»، وكل همها أن تعيش هي وعائلاتها.
• هل تندم أحيانا لكونك لبنانياً؟
- بل أنا أتشرف بأني لبناني، ولكن لا تشرفني هذه الطبقة الحاكمة، لأنها طبقة مزوّرة للحقائق ومتآمرة على الوطن. كلن يعني كلن لا أستثني أحداً.
• كم تشعر بالحسرة لأن الكثير من المبدعين اللبنانيين، بمن فيهم الفنانون، يحققون إنجازات في الخارج ووصل بعضهم إلى العالمية، وهل يمكن أن تتبدد إنجازتكم وأحلامكم في ظل ما يحصل في لبنان؟
- بل إن إنجازات اللبنانيين في الخارج تستمر، والشعب اللبناني مبدع بعيداً عن هذا النظام المجرم. وعندما يتوافر له قانون عادل، هو من أهم شعوب العالم، ولكن عندما يعود إلى الوطن، فإنهم يعملون من أجل إخافته من أخيه من الطائفة الأخرى، وتلتفّ حوله الأحزاب، وتزوّر له الحقيقة، وهي أن الوطن أكبر منهم جميعاً.
• هل تتوقّع أن تتغير الأوضاع بعد التدخلات الأجنبية فيه؟
- طالما أن الطبقة الفاسدة هي التي تجلس على الكراسي، لا ماكرون وترامب أو غيرهما من زعماء العالم، على وجه الكرة الأرضية، يمكن أن يغيّر الأوضاع السائدة في لبنان.
• ومن يمكن أن يغيّر هذه الطبقة الفاسدة؟
- لا أحد غير الله سبحانه وتعالى، ثم همة المواطن اللبناني، مع أنه سيعيد انتخابهم في الدورة المقبلة، لأنهم يرسمون القانون حسب ما تقتضيه مصلحتهم.
• هل ترى أن الناس يملكون الوعي الكافي للتغيير، خصوصاً أن ما نراه عبر «تويتر» مثلاً لا يبشّر بالخير؟
- يوجد على «تويتر» الكثير من الحسابات الوهمية، وهو ليس ميزاناً، وهو يصبح كذلك عندما يكون اسم الشخص وصورته، وعندما يعبر عن رأيه بشكل علني.
«تويتر» مزدحم بالنفايات البشرية، وهؤلاء المغرّدون ليسوا ميزاناً، بل كل هدفهم إحداث فتنة، وهم موظفون عند السياسيين لتحقيق هذا الهدف.
• حتى بعض الإعلاميين هم مثلهم؟
- طبعاً، وهم معروفون. كلهم موظفون عند زعماء ومرجعيات ومصرفيين، وهم يتقاضون المال عبر منابرهم للدفاع عن الفاسدين.
• برأيك لماذا فك الحصار الاقتصادي عن لبنان بعد انفجار المرفأ. بما أن الشعب اللبناني، هو المتضرر الوحيد قبل الانفجار وبعده؟
- الشعب اللبناني بعد الانفجار يمر في محنة غير عادية. في الأساس الحصار لا إنساني، لأنه إذا كانت مشكلتهم مع فئة من الأحزاب، لا يحق لهم محاصرة كل اللبنانيين، وهذا ما كان يفعله المجتمع الدولي مع الشعب اللبناني، وهو كان يعاقبنا بسبب مشكلته مع فئة من الأحزاب.

• ولماذا بعد الانفجار صار المجتمع الدولي إنسانياً؟
- الانفجار تسبّب بكارثة كبيرة أبطلت مفعول الحصار.
• ما هي الكلمة التي توجهها للسياسيين؟
-«الله لا يوفقكم وينتقم منكم»، وأن نشاهد بأعيننا ما يحصل في بيوتكم وعائلاتكم كما حصل مع الشعب اللبناني، بحسنة كل طفل وكل امرأة وكل رجل مدني أو من الإطفاء أو الدفاع المدني أو الجيش، وكل مواطن بريء في لبنان.
• وللشعب اللبناني، ماذا تقول؟
- اصح! أنت تأخذ 100 دولار من السياسيين وتدفع لقاءها 100 ألف دولار.
هم يعطونك 100 دولار مقابل التصويت لهم في الانتخابات، ثم يأخذوها منك من دون أن تشعر، من ثمن علبة حليب لطفلك، والمحروقات، ورغيف الخبز، وتسجيل الدراجات النارية والسيارات والبيوت. حتى إنهم يأخذون منك روحك ومستقبلك.
• هل يمكن أن تطرح أغنية تعبر عن مأساة لبنان خلال الفترة المقبلة؟
- لا أستطيع! أشعر بالعجز تماماً في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان.
• بعد انفجار مرفأ بيروت، أعلنت أنك تشجع سفر لؤي وخالد والعيش خارج لبنان، ومن المعروف أنك متعلق بهما كثيراً، فكيف تقبل بسفرهما؟
- كل حياتنا سفر، وإذا كان خالد ولؤي في مكان آمن سياسياً، ولا يوجد فيه هذا المستوى المتدني من السياسيين، المجرمين والفاسدين الذين يتحكمون بأولادنا، فهذا أفضل لهما ولمستقبلهما. بإمكانهما أن يزوراني أو أن أقوم أنا بزيارتهما ولا مشكلة في ذلك، ولكنني لا يمكنني إقناعهما بأن يبقيا في لبنان بوجود طبقة حاكمة سارقة، مجرمة وبلا أخلاق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي