No Script

أصبوحة

باقون حتى آخر رمق

تصغير
تكبير

تحل علينا ذكرى الغزو الغاشم على بلادنا، ونحن لما نبرأ من جرحنا الغائر، فبعد مرور ثلاثين عاماً على طعنة الغدر، ما زال جرحنا نازفاً حتى لم يبق في جسد الوطن دماء، فالغزو لم يستمر سبعة شهور كما كنا نظن، بل ما زال يغرس سكين الغدر والخيانة.
لقد أطلق الغزو العراقي عام 1990، ذئاباً من نفس جنسنا ومن نفس ثوبنا، وجدتها فرصة لنهش جسد الوطن وامتصاص دمائه، لم يكن غزواً عسكرياً بل كان خيانة سافرة، لوطن الآباء والأجداد.
أثناء الاحتلال وبعد التحرير، سال لعاب من كان يرى أن الكويت نفط وفرص، وانفتحت شهية كل لص وخائن لا يعرف معنى الوطنية، ولا يهمه من الأرض سوى ما في باطنها، واكتسب هؤلاء مهارات وفنونا في السرقة والنهب، التي اشترك فيها المتنفذ والباحث عن الربح السريع، وفاقد الشرف والضمير والأخلاق، وأصبحت الكويت ساحة للعب الوافد الذي استغبى محدثي النعمة.
إن جرح الكويت النازف منذ ثلاثين عاماً، هو في رقبة الحكومات المتعاقبة، التي زينت للمسؤولين الطارئين على المسؤولية، أن يستغلوا مؤسساتنا وشعبنا مسلوب الإرادة والحرية، لامتصاص ما تبقى من قطرات النفط.
فهل يعقل أن تنهار الدولة الوطنية، دولة المؤسسات والقانون، وأن ينتشر في أحشائها الدود، ولا تجد من يتحرك ضميره نصرة للشعب والبلد، فنحن استطعنا أن نتصدى لغزو الخارج، لكن كيف نتصدى لأنفسنا لعدو منا وفينا، وهو أخطر وأقل وضوحاً من المعتدي الخارجي.
فبعد مرور ثلاثين عاماً على كارثة كادت تمحي الوطن من الخريطة، نجد الخراب في كل زاوية وأين ما التفتنا، تزوير وسرقة وبيع لهوية الوطن، وموطئ قدم لدول خارجية تسرح وتمرح في شراييننا، وتجد من خونة الداخل من يمد لها يده، ويتحالف معها لانتهاك واغتصاب الوطن.
نستجير بمن؟... وإن كان بعض القيادات الأمنية هو الخصم والحكم، ولا خوف من محكمة التاريخ، الجميع وجد الخزائن مفتوحة وبلا مفتاح، المتنفذ والصغير والوافد.
ويقولون أين الشعب الحي الذي سطر بطولات في مواجهة الغزو؟ نقول إنكم اخترعتم قوانين تكمم الأفواه وتعاقب كل رأي حر، وجعلتم الدستور الذي ناضل أهلنا في سبيله عقوداً وسنوات، مجرد حبر على ورق.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي