No Script

حوار / «بعيدة عن الإعلام حتى إشعار آخر»

منى أبو حمزة لـ «الراي»: لقمة العيش... الحرب الأصعب

u0645u0646u0649 u0623u0628u0648 u062du0645u0632u0629
منى أبو حمزة
تصغير
تكبير

«حديث البلد» توقف نهائياً... من النادر جداً أن يستمرّ برنامج منوّعاتٍ بالاسم نفسه والتركيبة 9 سنوات

بعض الزملاء صاروا يريدون التحدث في كل المواضيع مع أنه ليس ملعبهم

إنها ثورة شباب وصبايا... وأولادي «أكلوا كفّين» عن طريق الخطأمع أنهم كانوا مُسالِمين

 

في ظل الأزمة المزدوجة التي يعيشها لبنان، مالياً - اقتصادياً، ونتيجة جائحة «كورونا»، نال الإعلام نصيبه من تداعيات هاتين الأزمتين، وتوقّفت بعض البرامج عن الهواء وابتعد عدد من الإعلاميين عن الشاشات، بينهم منى أبو حمزة التي قالت في حوار مع «الراي» أن لا شيء قريباً يدور في الأفق بعدما أرجئ برنامجها الجديد.
وفيما اعتبرت أبو حمزة، أن الحرب الأصعب هي حرب لقمة العيش، لفتت إلى أنها لا ترى ما يبشّر بالخير في لبنان، مستدركة «لكن اللبناني مُحارِبٌ شرِس ويستطيع أن يدبّر أمورَه بأقلّ ما يمكن رغم أن الوضع خانق، علماً أن الوضع الاقتصادي سيئ في المنطقة وفي العالم كله».

• ما مخططك كإعلامية للمرحلة المقبلة في ظل التحدي الذي يعيشه لبنان في هذه المرحلة، خصوصاً مع توقف غالبية البرامج وعدم توافر الإنتاجات الجديدة؟
- الأزمة المالية - الإقتصادية التي يعيشها لبنان انعكستْ علينا تماماً كما هي حال كل لبناني، وكذلك أزمة «كورونا» التي يعانيها كل العالم. لسنا بمنأى عما يحدث، خصوصاً أن الإعلام والبرامج تحتاج إلى إنتاج، فريق عمل، واستوديوهات. بعض البرامج لا تزال مستمرة «من قريبو» وبكلفة متدنية قدر المستطاع، لأن الأزمة انعكست على المُعْلِنين الذين يغذّون المحطات مادياً.
ولا توجد إنتاجات أو برامج جديدة، لأن أي فكرة جديدة تتطلب ديكوراً، فريق عمل، فريق إعداد، ولذا هناك تجميد لأي برنامج جديد، كما في أي مجال آخر. وتحاول المحطات أن تستمر بالموجود وبالبرامج التي كانت تُبث على الهواء.
• محطة «mtv» أوقفت بعض البرامج الجديدة وتحديداً برنامجيْن كانت باشرت بعرضهما في ظل الأزمة؟
- هذا الوضع لا يقتصر على «mtv»، بل هو يشمل كل المحطات، وهناك برامج تغيّرت هويتها ومضمونها وصارت تركز على الوضع الأمني والصحي والاقتصادي.
• هل سيكون لك برنامج في دورة الخريف المقبل، خصوصاً أن محطات التلفزيون تعوّل كثيراً على هذا الموسم؟
- كنا بصدد التحضير لبرنامج جديد، كان يفترض أن يكون على الهواء في شهر فبراير 2020، ولكن مع تحركات 17 أكتوبر 2019 في لبنان وجدنا أن الظرف لم يَعُدْ مُناسِباً، وحصل التأجيل والتجميد كما هي حال أي شيء في لبنان. التلفزيون، ليس قطاعاً منفصلاً عما يحصل في لبنان، بل هو أول قطاع يتأثر بنبضه اقتصادياً وسياسياً.
• وهل سَتُطِلّون في الخريف؟
- لا شيء قريباً، لأن كل المؤسسات الإعلامية تسعى لأن تظل مستمرّة كي تتمكن من تلبية مصاريف موظفيها الأساسيين والثابتين، ولذا هي لن تقوم بتنفيذ إنتاجات جديدة على حساب مصاريفها الأساسية.
• هل هذا يعني أنك ستبقين غائبة حتى استقرار الأوضاع في لبنان، أم يمكن أن تطلّي عبر فضائيات عربية؟
- هناك مشاريع خارج لبنان نقوم بمناقشتها، ولكن لبنانياً علينا أن نقبل بالواقع كما يحصل مع أي لبناني في أي مؤسسة. وأفضّل الغياب على أن أطلّ في برنامج لا أستطيع معه تأمين فريق الإعداد الذي أريده أو تقديم المضمون الذي أتطلّع إليه أو الذي لا يمكنني من خلاله تقديم الجديد. على الأقلّ يجب أن أكون قادرة على تأمين العنصر البشري كما التقني لضمان إطلالةٍ تأتي بصورة جميلة وبديكور مقبول. يهمّني أن يكون برنامجي مكتملاً وأن أقدّم الجديد عبره، ولا يهمّني أن أقدّم برنامجاً بالمواضيع ذاتها، لأن في ذلك نوعاً من الاستنزاف.
• هل توقف «حديث البلد» نهائياً؟
- نعم. استمررنا لمدة 9 سنوات، ومن النادر جداً أن يستمرّ برنامج منوعات بالاسم نفسه والتركيبة كل هذه الأعوام. الزملاء يقدّمون برامج متشابهة، ولكنهم يعمدون الى تغيير اسم البرنامج وتركيبته كل عام أو عامين. «حديث البلد» أدى دوره حتى النهاية وكان سبّاقاً، وعندما كنت أحضّر لبرنامج جديد كنت أحرص على أن يكون سبّاقاً وجديداً ولم يُقَدَّم مثله.
• وهل «الفورما» أجنبي بالنسبة إلى البرنامج الجديد؟
- بل يمكن أن يكون بـ«فورما» لبناني. الأساس أن تكون الفكرة جديدة ولم يتم التطرق إليها كثيراً. الناحية الأهمّ هي «الزاوية» كي نتمكن من تقديم مادة تتماشى مع العصر. التلفزيون مُتَغَيِّر، ويجب تلبية ما ينتظره الناس، خصوصاً أننا في عصر التكنولوجيا، وعدم تقديم مادة جديدة يُدْخِلُنا في الرتابة، ولذا كنا نشتغل على فكرة جديدة يتطلّب تنفيذها إمكانات كبيرة.
• هل توافقين على أن الاعلام في هذه المرحلة هو في أدنى مستوياته؟
- لا أعرف ما هي أعلى مستوياته. نعاني حالة تقهقر على المستويات كافة، حتى على مستوى المجتمع. وفي النهاية الإعلام هو مجال من مجالات أخرى في البلد.
• وهل توافقين أن لا مكان للمنافسة الإعلامية مع غياب المضمون والمستوى الراقي؟
- بصرف النظر عن الأشخاص، المضمون مفقود وهناك اجترار. في موضوع الثورة مثلاً، تم التطرق إلى مواضيع مهمة، وكان المُراسِل والمحلّل السياسي في الصدارة، ولكن صار الكل يريد أن يتحول إلى مراسل ومحلل سياسي ويتعدى على دور غيره. وهذا ما لا أحبّذه، بل أفضّل أن يبقى كل شخص ضمن اختصاصه ونقاط قوته. وفي هذه المرحلة أعتقد أن مُراسِلاً على الأرض مفيدٌ أكثر مني، بينما يحين دوري عندما تكون هناك حركةٌ ثقافية، ليحلّ حينها دور المراسل في الدرجة الثانية، إذ يكون البلد في حالة استقرار. اليوم، لستُ أولوية للمُشاهد اللبناني الذي تهمّه لقمة عيشه ومستقبل البلد، علماً أن ليست كل البرامج التي تتناول هذه المواضيع تحافظ على مستواها، بل هناك تعدٍّ على الاختصاصات، وهذا ما يؤدي إلى وقوع الخطأ. بعض الزملاء، صاروا يريدون التحدث في كل المواضيع، مع أنه ليس ملعبهم.
• هل تشجعك هذه الأوضاع على النزول إلى الأرض؟
- أولادي وأخوتي لم يتركوا الساحة. ليس بالضرورة أن ينزل الجميع رغم أن الأزمة طالت كل اللبنانيين، والأرض هي للتعبير عنها.
أعبّر عن رأيي بطرق مختلفة، وليس بالضرورة من خلال التواجد على الأرض، مع أن وجود شخصيات معروفة يشجّع الناس على ذلك، وبعضها نزل ثم انسحب خوفاً من التعرّض لأذى جسدي. الثورة هي ثورة شباب وصبايا، وأولادي «أكلوا كفّين» عن طريق الخطأ مع انهم كانوا مسالمين، وربما لو كنتُ مكانهم لمكثتُ في السرير لفترة من الزمن. الثورة ليست نزهة، خصوصاً عندما تحوّلت إلى مواجهات. كل إنسان يشتغل من موقعه، وأنا أركّز في المرحلة الحالية على العمل مع الجمعيات، وأستخدم وسائل التواصل لدعمهم، أو مثلاً يمكن أن أقدّم حفلاتهم لجمع التبرعات، مع أنني لم أكن أفعل ذلك سابقاً. أنا فاعلة اجتماعياً، وأتوقع أن أنضم إلى العمل التطوعي مع الوقت، في حال اشتدّت الأزمة أكثر. نحن نعيش حرباً اقتصادية وهي حرب في نهاية المطاف. حالياً، الجمعيات تقوم مكان الدولة ولبنان يعتمد عليها وعلى المبادرات الفردية. منذ أن كنت أقدّم «حديث البلد»، كنا ندعم جمعية معينة في كل حلقة، ونحن استقبلنا 250 جمعية خلال 250 حلقة، أي في كل حلقات البرنامج.
• إلى أين يمكن أن تصل الأزمة في لبنان؟
- لا أريد أن أكون سلبية، ولكن لا يوجد ما يبشّر بالخير. قبل أيام طردوا مئات الموظفين من الجامعة الأميركية، وهذا الأمر سينسحب على مؤسسات أخرى، هذا عدا المؤسسات الصغيرة التي لا نسمع بها. لبنان يقوم على قطاع الخدمات، ولكن كل ما له علاقة به متوقّف.
• هل تتوقعين حرباً؟
- لا أحد يعرف. وفي رأيي أن الحرب الأصعب هي حرب لقمة العيش. مَن عاشوا الحرب الأهلية وأنا منهم، يردّدون أن المال كان متوافراً وقتها في لبنان، لأن هناك دولاً عدة كان من مصلحتها التمويل، أما اليوم فالبلد يحتضر اقتصادياً. لكن اللبناني مُحارِبٌ شرِس ويستطيع أن يدبّر أمورَه بأقلّ ما يمكن رغم أن الوضع خانق، علماً أن الوضع الاقتصادي سيئ في المنطقة وفي العالم كله.
• كيف عشتِ أزمة «كورونا»؟
- أخذتُ الاحتياطات اللازمة وما زلتُ، وسلّمتُ أمري لله.
• هل كتبتِ في هذه الفترة؟
- كلا. الكتابة تحتاج إلى صفاء، في حين أن كل إنسان في بيته يعيش معركةً من أجل الاستمرار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي