No Script

أصبوحة

جدار البيت الأبيض

تصغير
تكبير

أثار السياج الذي وضعه الرئيس دونالد ترامب حول البيت الأبيض، جدلاً وتعليقات من المواطنين الأميركيين ووسائل الإعلام الداخلي والخارجي، لعل بعض أكثرها تداولاً: «ان ترامب وعدَ في بداية حكمه ببناء جدار على الحدود الأميركية - المكسيكية، لحماية الأميركيين من المهاجرين المكسكيين، لكنه انتهى ببناء جدار ليحمي نفسه من الأميركيين».
وقد أشاد ترامب بالإجراءات «الرائعة» لجهاز الخدمة السرية في البيت الأبيض، قائلاً: لو تسللوا (المتظاهرون) إلى مقر الرئاسة، لواجهوا الكلاب الأكثر شراسة، وحسب علمنا أنها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس للولايات المتحدة، ببناء جدار حول مقر الحكم وهو البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، خوفاً من الشعب الأميركي الذي خرج في مظاهرات سلمية، رغم كذبة الحرية والديموقراطية الكبيرة.
مثل هذا الجدار أو التحصينات حول قصور الرؤساء، يدل على أن الحاكم لن يستطيع أن يحكم كما كان يفعل، وأن الجماهير لم تعد ترضى بطريقة الحكم، أو بتعبير آخر فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم، وخوف الحاكم من شعبه الذي يحكمه.
ونقلت وكالات الأنباء العالمية صوراً وأفلاماً، عن تحويل هذا الجدار إلى لوحات وشعارات احتجاج، ضد التمييز العنصري من قبل الشرطة ضد الملوّنين، بل ضد نهج العنصرية الأميركية منذ اكتشاف الأميركتين، وشعور المستعمر الأبيض بتفوقه على الأعراق الأخرى.
ومع المطالبات العديدة لإصلاح المنظومة الأمنية والشرطية في أميركا، إلا أن حوادث قتل الشرطة للمواطنين من أصول أفريقية تكرّرت في ولايات عدة، مما يشي بأحد أمرين إما أن الشرطة تخشى من انتقام السود، وتشعر بالريبة والخوف من كل رجل أسود، وإما أن الشرطة البيض دخلوا حرباً شبه مفتوحة ضد السود، وهم مستمرون بسلوكهم العنصري العنيف، بتشجيع وضغط من الجماعات اليمينية المتطرفة.
هذه الهبة الأميركية والتي انتشرت عدواها إلى مدن العالم، قد تكون إيذاناً بضعف وتراجع سياسة اليمين المتطرف في أميركا وأوروبا، والذي ساد في السنوات القليلة الماضية، ما قد يؤدي إلى نهاية النظام العولمي والنيوليبرالية، خصوصاً بعد أن أثبت هشاشة في الأنظمة الصحية والاقتصادية، ما يعني أيضاً تحولات مرتقبة في النظام العالمي والتقسيم الدولي.
لعل هذا يدفع دولنا العربية إلى الخروج من تحت العباءة الأميركية، وتنويع علاقاتنا مع دول وأنظمة أخرى، واعتمادنا على تنمية ذاتية شبه مستقلة، من خلال تنويع مصادر الدخل، واستغلال مواردنا الطبيعية والبشرية أمثل استغلال.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي