هذا أنا / «لا أقف أمام المرآة»

رويدا عطية لـ «الراي»: على المسرح أصبح شخصاً آخَر

u0631u0648u064au062fu0627 u0639u0637u064au0629
رويدا عطية
تصغير
تكبير
  • لستُ راضيةً عن بعض أعمالي... لكن أقول إنها مضت وأنسى الموضوع
  •   نشأتُ في بيتٍ كانت والدتي فيه هي الأم والأب

سنوات العمر تمضي، ومعها يكبر ذلك الطفل الذي خزّن في داخله الكثير من قَصاصات الذكريات المليئة بأفراح وأحزان... آمال وآلام.
وقْفةٌ أمام المرآة في الكبر، قد تعيد ذلك الطفل الصغير، أو قد تكشف الوجه الآخَر الذي يُخْفيه صاحبه عن محيطه الخاص والعام... قد تنطلق محادثة مع الذات، يحاورها، يتأمّلها، يلومها في بعض الأحيان وفي أخرى يكافئها... ليقول في النهاية «هذا أنا» أو «لست أنا».
«الراي»، منحت الفنانين الفرصة للوقوف أمام المرآة والانطلاق بالبوح بكل ما يجول في خاطرهم والغوص داخل أعماق النفس. فماذا تقول الفنانة رويدا عطية؟

• عندما تقفين أمام المرآة مَن ترين أولاً، الفنانة أم الطفلة التي كبرت وأصبحت ما عليه الآن؟
- لستُ من النساء اللواتي يقفن طويلاً أمام المرآة، بل أنا مُقِلَّة جداً في ذلك، وفي حال فعلتُ أشاهد ما أنا عليه اليوم وأشكر ربي على ما وصلتُ إليه.
• عادةً، ماذا تتحدثين مع نفسك؟
- كيف بدأتُ مشواري الفني وكيف حاربتُ من أجله، وكيف وصلتُ إلى برنامج «سوبر ستار» وتمكّنتُ من تحقيق الانتشار بفضله. أقول بيني وبين نفسي أين كنتُ وأين أصبحتُ، وأشكر رب العالمين على كل حال.
• على ماذا ندمتِ في مسيرتك الفنية؟
- لستُ راضيةً عن بعض أعمالي، ولكن أقول إنها مضت وأنسى الموضوع.
• عندما تلتقين بأصدقاء الطفولة، هل تنسين معهم أنك فنانة مشهورة؟
- رفيقات الطفولة ما زلن رفيقاتي، وهن لا يشعرن أبداً أنني فنانة مشهورة، بل هن يَقُلْنَ لي دائماً: أنتِ لم تتغيّري أبداً. وبشكل عام عندما أجلس مع أي شخص لا أجعله يشعر بأنه يجلس مع فنانة مشهورة، بل أتصرّف بشكل طبيعي وأُشْعِرُهُ بأن لا شيء يميّزني عنه إلا عندما أكون على المسرح.
• كل إنسان أخطأ في حياته خلال مرحلة الطفولة أو الشباب وفعل أموراً طائشة. هل تخافين أن يتحدّث بها أحدٌ ما اليوم أمام الآخَرين؟
- لا شك في أنني ارتكبتُ أخطاء، ولكنها أخطاء صغيرة ولا تضعني في موقف مُحْرِج أمام الناس. نشأتُ في بيتٍ كانت والدتي فيه هي الأم والأب بعد وفاة والدي، ولم نكن نتمتع، أنا وإخوتي الأربعة، بحريةِ الخروج من البيت والعودة إليه أي ساعة نشاء. وهذا الأمر استمرّ بعد زواجي، لأنني لستُ من الأشخاص الطائشين.
• ما الشيء الذي تحبين القيام به، لكن كونك فنانة لا تستطيعين ذلك؟
- لا يوجد شيء. أعيش حريتي بالطريقة التي أشاء ما دمتُ لا أزعج أحداً.
• أي حياة تشعرين بأنها أفضل... ما قبل الشهرة أم بعدها؟
- كل مرحلة لها جمالها. الشهرة رغم جمالها لها ثمنٌ كبير يأخذ من راحتي وراحة جسدي بسبب السهر والضغط الدائم في العمل. قَبْلها كانت الحياة أكثر راحة، ولكن ما دمتُ نجحتُ في تحقيق التوازن عندما أكون تحت الضوء أو خارجه فلا مشكلة في ذلك.
• متى قلتِ «ليتني لم أدخل المجال الفني»؟
- لم أَقُلْ هذه الجملة يوماً، لأنني دخلتُ المجال وأنا في كامل قواي العقلية ولأنني أحبه، وكنتُ أرغب في أن يتعرّف الناس على صوتي وأن أحقق الانتشار.
• متى شعرتِ بأن الفن أنْقذك من شيء سيئ؟
- لم يحصل مثل هذا الأمر معي، وأعتبر أنني أعطي الفن وهو يُعْطيني في المقابل.
• ما موقفك في حال كنتِ في مكان ما، ولم يتعرّف عليك أحد؟
- غالبية الناس لا يعرفونني، لأنني أختلف تماماً في حياتي العادية عن الشكل الذي أظهر عليه أمام الكاميرا. أسمع الناس وهم يشكّكون عندما يرونني ويتساءلون هل هذه رويدا عطية أم لا؟ ويضيفون: هذه أصغر سناً وحجماً وأكثر نعومة. وهذا مردّه أن الكاميرا تزيد 8 كيلوغرامات، والماكياج والإضاءة تُغَيِّران كثيراً في الشكل. لا مشكلة عندي في حال عرفني الناس أم لا، لأنني متصالحة مع نفسي.
• في العادة، كيف تكافئين نفسك؟
- بعد كل نجاح أحقّقه وألمس من خلاله محبة الناس لي، أكافئ نفسي بشراء شيء ما لي وكأنني أهدي نفسي بنفسي.
• في المقابل، كيف توبّخين نفسك إن أخطأتِ؟
- كلنا معرَّضون للوقوع في الخطأ، ولكنني أحاول أن أتجنّبه قدر المستطاع كي لا أندم، لأن الندم هو الخطأ الثاني الذي سأقع فيه.
• ما الذي تغيّر في شخصيتك مع مَن هم حولك بعد دخول الفن؟
- لا شيء، وأصدقائي هم أنفسهم منذ أن كنتُ صغيرة وحتى اليوم، والأصدقاء الجدد الذين تعرّفتُ عليهم بعد «سوبر ستار» لا يزالون أصدقائي أيضاً. أنا لا أغيّر تَعامُلي مع أي شخص ولا أجعله يشعر بأنه مع شخصٍ الأضواءُ مسلطة عليه.
• متى تنسين أنك فنانة؟
- عندما أنهي عملي في الاستوديو أو على المسرح، أعود كأي شخص عادي. لا أعيش شخصية المطربة 24 ساعة في اليوم، وأَفْصل بين حياتي العادية وحياتي الفنية.
• هل تشعرين أحياناً بانفصام في الشخصية بين شخصيتك الحقيقية والفنية؟
- نعم. عندما أكون على المسرح أنا شخص آخَر مختلف. وحتى أصدقائي القريبون يقولون لي: كيف يمكن أن تكوني معنا قبل ساعة من صعود المسرح وأنت تضحكين وتمرحين وتلعبين، ثم تتحوّلين إلى شخص آخَر عندما تعتلينه. المسرح له احترامه ولا يمكن أن أستهين بالمكان الذي أقف عليه. وفي الأساس رسمتُ حلمي كي أصل إلى هذا المكان، ولذا أحترم الناس الذين يأتون لمشاهدتي كما أحترم موهبتي. عندما أكون على المسرح أنسى كل شيء، مَرَضي ومشاكلي وأصبح شخصاً آخَر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي