بعد قرار إغلاق الصالونات الرجالية
الليلة الأخيرة للحلاقين «شعر أو لحية... اختار ما في وقت»
- الزبائن هجموا على الصالونات بعيد صدور القرار
- الازدحام أحدث ربكة بين الخوف من مخالفة المفتشين وخسارة الزبائن
- بعض الحلاقين مستعدون لتقديم الخدمة للزبون في منزله وبنفس التكلفة
فيما كان المؤتمر الصحافي لمجلس الوزراء يُبث مباشرة على شاشات التلفزة ليل السبت، ومع إعلان الناطق الرسمي للحكومة طارق المزرم، عن صدور قرار يقضي بإغلاق الصالونات الرجالية منعا للتجمعات وخوفا من انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، «هجم» الزبائن على الحلاقين الواحد تلو الآخر، كلٌ منهم يريد أن يقص شعره، أو أن يهذب لحيته، وكأنها ليلة العيد... هذا الهجوم استغربه الحلاقون أنفسهم، لا سيما أنهم لم يكونوا على علم بالقرار، فما كان منهم إلا أن يرددوا قائلين: «شعر أو لحية... اختار ما في وقت»، أو «احلق قبل لا نحلق».
قرار منع الحلاقة دخل حيز التنفيذ بمجرد أن انتصف ليل أول من أمس، إلا أن ازدحام الصالونات بالزبائن أحدث ربكة لدى الحلاقين، بين الخوف من دخول الجهات الرقابية عليهم ومخالفتهم، وبين أن يخسروا زبائنهم إن لم يلبوا رغبتهم، ويعودوا لهم بعد فك المنع. هذه الحيرة رافقتها حيلة بأن تغلق الصالونات من الخارج، وينهوا مهمة حلاقة الرؤوس والذقون قبل وصول المفتشين وضبطهم.
بعض الحلاقين أكدوا أنهم لن يتخلوا عن زبائنهم، وأنهم على استعداد لأن يقدموا الخدمة في منزل الزبون وبنفس التكلفة، خصوصاً أن الذهاب للمنزل لا يعتبر تجمعاً.
إغلاق الصالونات جعل عامليها «تحت الطلب»
الحلاقة... «ديليفري»
| كتب غانم السليماني |
في اليوم الأول لتنفيذ قرار إغلاق الصالونات الرجالية، حسب ما جاء في بيان مجلس الوزراء أول من أمس، أغلقت جميع محال الحلاقة في الكويت أبوابها، ضمن الإجراءات الوقائية ضد انتشار فيروس كورونا، لتنشط معها مهنة الحلاقه المنزلية، بعد أن اختار العديد من المواطنين اللجوء إلى الاستعانة بالحلاق في البيت.
قرار الإغلاق الذي نفذ منذ صباح أمس، أوجد نوعاً جديداً من الصالونات، يقوم على الحلاقة المنزلية «ديليفري» وهي حالة كانت سائدة نوعا ما بين المواطنين، إلا أنها أخذت طابعا أوسع أمس، بعد قرار الإغلاق الرسمي، ونشط الحلاقون في تلقي الاتصالات من الزبائن ليحملوا عدتهم، ويتوجهوا لمنازل الزبائن.
«الراي» رصدت اليوم الأول لقرار إغلاق صالونات الحلاقة الرجالية، فوجدت المحال مغلقة، ليتم الاتصال ببعض الحلاقين ممن توافرت أرقام هواتفهم، ليؤكدوا أنهم أصبحوا «تحت الطلب» من زبائنهم، وبدأ البعض منهم بخدمة الزبائن في البيوت، فقال الحلاق السوري عبدالرحمن الخطيب إن «العديد من الزبائن طلبوا الحلاقه داخل المنزل، بعد الإجراءات الحكومية بإغلاق الصالونات كإجراء احترازي ضد تفشي فيروس كورونا، فقمت بتلبية رغبة الزبائن والتوجه إلى منازلهم»، مشيرا إلى انه «بعد انتشار الفيروس، وقبل صدور قرار إغلاق الصالونات، لم أعد أحلق للاشخاص الذين لا أعرفهم، ويقتصر عملي على الزبائن الذين أعرفهم، حيث أصبح الجميع متخوفاً في ظل الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، نتيجة الفيروس الذي أصاب الناس بالهلع والخوف، ومن ضمن هذه المخاوف الابتعاد عن التوجه للحلاقين في محالهم، واستبدال ذلك الامر بالحلاقة المنزلية».
من جانبه، قال المواطن خالد الحميدي الذي يعمل في الطيران المدني، إن «عملي المستمر في الطيران المدني يتطلب مني أن أكون مستعداً بأي وقت نتيجة الظروف الطارئة التي تمر بها البلاد، لذلك اخترت الحلاقة المنزلية بعد قرار الاغلاق». وأكد أن «الحرص مطلوب في هذه الأيام، والالتزام بتعليمات وزار ة الصحة التي تدعو إلى تجنب التجمعات والاحتكاك بالآخرين، لذلك قمت بالاتصال بالحلاق ليأتي إلى المنزل تطبيقا لتلك التعليمات الصحية بقرار الاغلاق».
من جانبه، رأى عبدالوهاب العريفان أن «الحلاقة المنزلية ضرورة ملحة وحاجة في ظل الأوضاع الصحية، لذلك قمت بالاتصال بالحلاق، ليقدم لي الخدمة، وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء».