طوارئ بلدية حولي أخذت تعهدات وحذّرت من العقوبات
تشميع «غُرز» الشيشة... فوراً
لا ترخيص تجارياً لمزاولة النشاط وتعديات يشيب لها الرأس
الأمر يحتاج لقرار جريء من البلدية لإزالة المقاهي المخالفة عن بكرة أبيها
رمضان لـ «الراي»: ثبت طبياً انتقال فيروس كورونا المستجد عن طريق النفس
«الطوارئ» تعتبر إحدى الجهات الرقابية... ونعمل جاهدين لتطبيق القانون
تداول الشيشة مخالفة لا يجوز فيها الصلح وتستوجب غلقاً إدارياً
غرامة بما لا يقل عن 500 دينار ولا تزيد على 1000
35 تعهداً و4 محاضر خلال يومين لمقاهي منطقتي السالمية وحولي
بدأت «ماكينة» فرق بلدية الكويت، بالتوغل إلى عقر دار المقاهي المخالفة في منطقة حولي، التي لم تلتزم بقرار وزارة الصحة منع تقديم الشيشة نهائياً خلال الوقت الراهن، بهدف توجيه تعهدٍ نهائي، يتبعه تشميع فوري، وإغلاق إداري، لا سيما أن العديد من المواطنين والمقيمين الغيورين وصفوا بعض تلك المقاهي بـ«الغُرزة» نظراً لطبيعة الجو السائد فيها، وحجم مخالفاتها، وعدم وجود ترخيص تجاري يسمح لها بمزاولة أي نشاط يذكر، إضافة لتعديها على الأملاك العامة والخاصة بشكل يشيب له الرأس.
الأمر، كما أكد البعض، يظهر أن الحاجة باتت ملحة لقرار جريء من الإدارة العليا في البلدية، يقضي بإزالة المقاهي المخالفة عن بكرة أبيها، من دون أي تردد، معربين عن ثقتهم بالمدير العام المهندس أحمد المنفوحي، والمسؤولين في فرع المحافظة.
«الراي» رافقت فريق طوارئ فرع بلدية محافظة حولي أول من أمس، في حملة تفتيشية موسعة، امتدت لـ6 ساعات، وشملت المقاهي المخالفة التي استمرت بتقديم الشيشة للزبائن رغم قرار حظرها، حيث قال رئيس الفريق أحمد رمضان، إن «الطوارئ تحركت بأمر وتعليمات مباشرة من مدير عام البلدية المهندس أحمد المنفوحي، وتوجيهات نائب المدير العام لقطاعي حولي والأحمدي المهندس فهد الشتيلي، ومدير محافظة حولي المهندس أحمد الهزيم، إذ كانت التوجيهات بالتشديد على عملية الكشف، ومراقبة المقاهي، واتباع تعليمات وزارة الصحة، وتطبيق قانون البلدية لما تقتضيه المصلحة العامة للبلاد».
وأشار إلى أن الإدارة العليا في البلدية، شددت على «عمالة المقاهي لبس الكمامات والقفازات، واستخدام المنظفات والمعقمات، بالإضافة إلى منع تداول أو استخدام الشيشة في المناطق العامة، كالمطاعم والمقاهي بشكل تام، حيث ثبت طبياً انتقال فيروس الكورونا المستجد عن طريق النفس»، مؤكداً أن الإجراء يأتي من منطلق الحرص على سلامة المواطنين والمقيمين من انتشار المرض، وفقاً لما حذرت منه وزارة الصحة.
وقال رمضان «نحن كفريق طوارئ نعتبر إحدى الجهات الرقابية في المحافظة، ونعمل جاهدين لخدمة البلد من خلال تطبيق القانون، منع تداول أو استخدام الشيشة، نظراً لما تشكله من خطورة على صحة وسلامة الجمهور، استناداً إلى كتاب وكيل وزارة الصحة الموجه إلى مدير عام البلدية».
وأوضح أن مخالفة البلدية ستكون وفق لائحة تراخيص المحلات 87 لسنة 2015 الماده 17 بند 13، والتي تنص على تشغيل المحل على نحو يهدد بخطر داهم على صحة وسلامة الجمهور، مؤكداً أن «تداول الشيشة في المقاهي في الوقت الحالي تعد من المخالفات التي لا يجوز فيها الصلح، وتعتبر من المخالفات الجسيمة التي يستوجب عليها إصدار قرار غلق إداري، وغرامة مالية يحددها القضاء بما لا يقل عن 500 دينار ولا تزيد على 1000».
وبيّن رمضان أنه تم توجيه 35 تعهداً لمقاهٍ في محافظة حولي (السالمية - حولي)، تتضمن تشديدات على عدم تداول وتقديم الشيشة خلال فترة المنع إلى أن يتم تقييم الوضع الصحي في البلاد، مشيراً إلى أن الفريق قام بتحرير 4 محاضر وفق لائحة المحلات، إذ تبيّن وجود مخالفات عدة، وعدم تجديد الترخيص التجاري.
لديّ أيتام... كيف أطعمهم؟
لدى دخول فريق طوارئ لإحدى المقاهي المخالفة (لا ترخيص تجارياً - تعدٍ على أملاك الدولة - تقديم شيشة)، قالت إحدى المواطنات (صاحبة المقهى)، «كيف يتم إلغاء تقديم الشيشة، وجميع إيراداتنا منها، كما أن لديّ أيتاماً، فكيف سأطعمهم؟». وبرّرت سبب تقديمها للشيشة، قائلة «لم أسمع عن قرار المنع نهائياً»، ليرد عليها المفتش موضحاً أن «المقهى مخالف من النواحي كافة، لا رخصة تجارية، واستغلال لأملاك الدولة بشكل مخالف وبمساحات كبيرة، إضافة لتشغيل عمالة (خدم)».
مقهى رفض التوقيع... «جيبولي الدورية»!
رفض صاحب أحد المقاهي التوقيع على التعهد بعدم تقديم الشيشة، إلا في حالة حصوله على نسخة منه، ورغم شرح المفتشين قرار وزارة الصحة وما جاء فيه، كرر رفض التوقيع، إلى أن تدخل رئيس الفريق، مؤكداً له أنه يحق تصوير التعهد ولا مانع من ذلك. وقال صاحب المقهي إنه سيقاضي الجهة المعنية بسبب هذا القرار، لما لحقه من ضرر نتيجة منع الشيشة.
هروب العمالة
بمجرد وصول فريق الطوارئ إلى أحد الموقع، فرّ غالبية العمال من المقاهي، منهم من توارى عن الأنظار، وصعد السلالم، ومنهم من دخل (الحمامات النسائية) وأوصد الأبواب خلفه، رغم تأكيد مفتشي البلدية أن هدفهم التوعية والتنبيه وليس العمالة.
عمالة نسائية بين الرجال!
كان من المستغرب أن بعض المقاهي الواقعة في شارع العثمان، والتي يرتادها العزاب، كانت نساء يقدمن الشيشة والمشروبات للزبائن، علماً أنه سبق لأجهزة البلدية في فرع حولي رفع كتاب مستعجل إلى الإدارة العليا في البلدية لإغلاقها وإزالتها فوراً، وإلى الآن لم يصدر قرار بذلك، تحت حجة انتظار الرأي القانوني.
«غُرزة»... وليست مقهى!
أثناء مرور فريق الطوارئ بجانب أحد المقاهي، أوقفهم مواطن ليتحدث مع المفتشين، مشيداً بالإجراءات التي تقوم بها البلدية، مشيراً إلى وجود مقاهٍ عدة تحولت إلى شبه «غُرز» وليست مقهى فقط، وهذا التشبيه يؤكده كل من يمر بجانبها. وطلب من الإدارة العليا في البلدية إزالتها، لا سيما أنها غير مرخصة نهائياً، ولكن لملاكها نفوذ قوي.
«طفي الفحم... الحين»
حرص المفتشون على أن يقوم عاملو المقاهي بإخماد الفحم، قبل أن يخرجوا من المقهى، وأن يرفعوا الشيشة المقدمة من الزبائن أيضاً، ودائماً ما كانت العمالة تراوغ، إذ كانوا ينتظرون خروج الفريق ليعودوا مجدداً لتقديم الشيشة، وكانت جملة المفتشين «طفي الفحم الحين» عنوان الجولة.