من المهم في الاحتفالات الوطنية أن تكون مفيدة وتحمل رسائل إيجابية، تحث المجتمع والأجيال الصاعدة على معانٍ وقيم تساعد في تطويره وفي برمجته إيجابياً، ومن المهم أن تكون الاحتفالات ذات رسائل مهمة وبشكل منظم يعطي الوجه الحضاري للبلد، وكذلك يدخل البهجة على النفوس من غير فوضى وهدر!
لذا من الضروري دراسة وعلاج الظواهر السلبية التي تصاحب الاحتفالات الوطنية كل سنة، ومن أهمها الظاهرة المتكررة العجيبة والغريبة وهي «رش الماء المتبادل»، ورمي (بالونات) الماء من بعض الصغار والمراهقين المشاغبين، وبشكل عشوائي وفوضوي في الطرقات وفي المناطق المختلفة، من دون حسيب أو رقيب ومن دون رقابة أو توجيه من أهاليهم ومن دون تشريعات أو جهات رسمية تردعهم.
فالبعض يأخذ الاحتفالات الوطنية ذريعة لإشاعة الفوضى ومهاجمة السيارات المارة، وكأنه إنجاز - للأسف - وكأنه بطل في معركة وهمية ويرجم فيها الأعداء! وهو في حد ذاته يمثل احتفالا «هستيريا» عند البعض - إن جاز التعبير - بحيث لا يهتم بمعاني الاحتفال الوطني بقدر اهتمامه بإشاعة الفوضى المائية، ولم يكفهم حصى الشوارع المتطاير، بالإضافة إلى جانب آخر وهو الزحام غير المبرر في الكثير من الطرق والأماكن الحيوية، واختناق المداخل والمخارج، خصوصاً بالقرب من الواجهة البحرية والعاصمة، ومن ثم امتلاء الأماكن والأرصفة بالمخلفات، والتي تصلح من كثرتها لمصانع إعادة التدوير! وتعطي صورة سلبية - للأسف - عن بعض الأوضاع المصاحبة للاحتفالات الوطنية، وهو في حد ذاته يمثل برمجة ذاتية سلبية ينشأ عليها هذا الطفل أو المراهق، وكذلك ما حصل يمثل هدراً كبيراً جداً للمياه.