إسدال الستار على عروض «المسرح الأكاديمي 9»

«غزالة» في غابة البشر... و«التيه» مسك الختام

تصغير
تكبير

عرضان مسرحيان شهدهما مسرح حمد الرجيب، يومي الخميس والجمعة الماضيين، في آخر عروض الدورة التاسعة لمهرجان المسرح الأكاديمي، الذي انطلقت فعالياته في الثامن من شهر فبراير الجاري واختُتمت عروضه في الرابع عشر من الشهر نفسه.
وكانت مسرحية «التيه» لطلبة جامعة الكويت مسك ختام العروض الرسمية للمهرجان، وهي من إخراج نصار النصار، وتأليف عباس الحايك، وتمثيل سعود الرشود وخالد الطراد وأحمد الشواف وأحمد الفيلكاوي.
تروي المسرحية حكاية أربعة أشخاص في عرض البحر، هاربين من القرية التي سرقوا منها اللؤلؤ بسبب الفقر وظلم تجار القرية لهم، فنجدهم تائهين في البحر لا يعرفون طريق الذهاب إلى الهند ولا طريق العودة إلى القرية مجدداً، فينتابهم شعور بالخوف والندم على ما فعلوه. وبدأ كل واحد منهم يسترجع ذكرياته... وهنا يبدأ الصراع بين الشخصيات حول اللؤلؤ المسروق، فكل منهم يريد حصته منه، وبسبب هذا يرمي ابن النوخذة اللؤلؤ في البحر بعد أن ضجر من هوسهم به، وإيماناً منه بأن اللؤلؤ لا قيمة له الآن وهم تائهون.


تطرقت الفكرة الأساسية للنص إلى هوس المال والثراء الذي يجعل الإنسان يترك كل شيء خلفه لأجل المال، فهروب الشخصيات من القرية التي يعيش فيها أبناؤهم وزوجاتهم لسرقة اللؤلؤ وضياعهم في منتصف البحر تذكرنا بقصة النبي موسى عليه السلام مع قوم إسرائيل حينما خالفوا أمرا من أوامر الله وهو «الجهاد» فعاقبهم الله بالتيه أربعين سنة.
الفكرة الأخرى، هي التفاوت الطبقي بين الشخصيات، فشخصية «ناصر» ابن النوخذة، الذي كان يأمر وينهي وكأنه لا يزال فعلياً يملك السلطة، فيواجه الصراع بينه وبين الشخصيات الأخرى كونهم لوحدهم في البحر، وهم جميعهم سواسية ولا فرق بينهم.

«غزالة»
وكانت عُرضت يوم الخميس الماضي مسرحية «غزالة»، من إخراج الطالب في الفرقة الرابعة عمير أنور، ومن تأليف الكاتب العماني محمد خلفان.
تدور أحداث المسرحية في بلد يسوده الفساد والدمار والحروب، بوجود تنظيم إرهابي يقوده زعيم يدعى «السبع»، وكان هناك عاشقان يناقضان ذلك الجو بحبهما البريء، وفي ليلة زواجهما قتل «السبع» الزوج طامحاً بالحصول على الزوجة «غزالة»، حيث لعب على وتر السيطرة على شقيقها «غزيل» الذي كان تابعاً له، وقد أدى ذلك لاعتداء «السبع» على «غزالة»، التي ماتت مقهورة، ففجر «غزيل» نفسه ومن معه بعد رؤيته لجثة شقيقته وما حصل بها.
«غزالة»، «غزيل»، «السبع»، جميعها مسميات توحي وكأن المكان هو غابة قانونها البقاء للأقوى، فإما أن تكون مع التنظيم أو لا تكون أساساً. وقد تجسدت «غزالة» من خلال مشاعر مختلطة ما بين الحزن والغضب على مصاب زوجها، وأثبتت أنها شخصية قوية وصامدة أمام محاولات الجميع لإقناعها بالزواج من «السبع»، وكانت مؤدية هذه الشخصية هي الطالبة في الفرقة الثانية هيا السعيد. أما «السبع»، فكان يتسم بجميع السمات التي لا تمت للأخلاق بصلة، فهو يتسم بالجشع والطمع والخوف وكان مؤدي هذه الشخصية الطالب في الفرقة الثانية شهاب المشايخي، في حين أدّى شخصية «غزيل» الطالب في الفرقة الرابعة فيصل الصفار.
وقد نجح العرض ببساطته لناحية الفكرة رغم عمقها، كما أضاف الحس الكوميدي روحاً جميلة لهذا العرض، فكان هناك تناغم وتناسق بين المشاهد التراجيدية والكوميدية، غير أن العرض لم يخلُ من بعض العيوب التقنية مثل مشاكل الصوت لبعض الممثلين، فالكثير من الحاضرين في الصفوف الخلفية من المدرجات عبّروا عن استيائهم من هذه المشكلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي