ضمن فعاليات «المسرح الأكاديمي 9»

«الخروج إلى الحياة»... عرضٌ «تمت رؤيته مسبقاً»

تصغير
تكبير

هل مررت بموقف، سبق وأن عشته من قبل؟
هذا ما طرحه العرض المسرحي «الخروج إلى الحياة»، أول من أمس، ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المسرح الأكاديمي، الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية في الفترة من 7 ولغاية 14 من شهر فبراير الجاري، على خشبة مسرح «حمد الرجيب» في مقر المعهد.
«الخروج إلى الحياة» تعتبر ضمن قائمة أعمال الكاتب الأميركي الشهير وليم سارويان، وقد تناول موضوعها الطالب فيصل الصفار، الذي سبق وأن شارك في العرض نفسه في الدورة الماضية لمهرجان الإسكندرية المسرحي. وقام بتمثيل العرض، كل من فهد الشمايخي وعلي محمد وإسماعيل كمال وغدير حسن وشملان العميري وعلي المهيني.


تربط مسرحية «الخروج إلى الحياة» شيئاً من دروب الواقع، ذلك لأنها بطريقة أو بأخرى ظهر بها بعض الملامح الواضحة لظاهرة «الديجا فو» أو بالفرنسية (Déjà vu)، وتعني «تمت رؤيته مسبقاً»، حيث تفسر سبب شعور الإنسان بمروره بموقف مشابه عاشه من قبل.
تدور الأحداث في دائرتين، الأولى تضم ثلاثة أشخاص، أولهم الزوج، أو ما سوف يكون عليه مستقبلاً، والذي يعاني من ضعف الشخصية نتيجة تراكمات تربوية خاطئة من أبويه، والشخصية الثانية هي زوجة ذلك الرجل المستقبلية والتي ستعاني في مستقبلها من العقم، ما دفعها إلى تعويض ذلك النقص بإغواء الرجال. وتكتمل الدائرة الأولى بالرجل الذي تحبه الزوجة، وهو في حقيقة الأمر لم يبادلها الشعور قط، وإنما انقاد وراء المغريات، حيث اعتمدت شخصيته على حب الشهوات.
أما الدائرة الثانية، فكانت عبارة عن شخصين فقط، أحدهما هو نفسه ذلك الرجل الذي أحبته المرأة، ولكن مكانته في الدائرة الثانية تختلف، حيث لعب دور بائع الصحف، قبل أن يلتقي بشخص تربّى في الملجأ بعد موت والده، وبعدما يشب عوده يعمل بتجارة المخدرات والخمور، فيسوق ذلك المسكين بائع الجرائد إلى عالم الخمور والمخدرات حتى يلقي به في الجحيم.
العمل في مجمله، كان عبارة عن عرض تراجيدي بامتياز، وحمل في ثناياه صراعاً نفسياً من الدرجة الأولى، ثم تحول الصراع إلى اجتماعي، وتجلى ذلك منذ المشهد الأول للمسرحية، حيث نرى مشهداً أشبه بمستشفى للأمراض العقلية، وفي الدائرة الأولى كان الصراع الأساسي بين الزوجين، حيث كانت الزوجة تعاني من إحساسها بالنقص نتيجة الحرمان من الإنجاب، والتي تعتبر أعظم هبة قد تحصل عليها المرأة في حياتها، فتحاول أن تُعمي عينها عن معاناتها بالدخول في حالة من العشق، وذلك ما أدى إلى دخول زوجها في صراع نفسي، بسبب ضعف شخصيته وعدم قدرته على حل تلك العقدة، فلم يفلح في إقناعها بحبه ولا حتى الخروج من تلك الدائرة.
وفي الجانب الآخر، نرى الصراع في الدائرة الثانية متمركزاً في الأساس على الشخصية التي عملت في تجارة الخمور، حيث يدخله الصراع النفسي بسبب تأنيب ضميره له، فيبدأ ينكر تلك الأفعال عنه، ويرجع فيقول أنا إنسان، وكأنه يحاول أن يوقظ نفسه الإنسانية بعدما ارتكب أفعالاً وحشية تجاه البشرية.
بشكل عام، كان مسار المسرحية به بعض من الغموض، سواء من خلال عدد السنوات التي سوف تعيشها تلك الشخصيات بعد الخروج إلى الحياة والتي أفصحت عنها بعض الشخصيات، أو حتى في طريقة ترتيب الأحداث نفسها، والتي أدخلت بعضاً من التشويش على الفكرة الرئيسية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي