المسرحية دشّنت عروض «المسرح الأكاديمي 9»
«من حيث جئت»... قيود الحب والعواطف المدمرة
«من حيث جئت»
انطلقت أول من أمس، العروض الرسمية لمهرجان المسرح الأكاديمي على خشبة «حمد الرجيب» في المعهد العالي للفنون المسرحية، بعرض لمسرحية «من حيث جئت» من تأليف فرح الحجلي وإخراج إسماعيل كمال، والتي تتناول الحب بطريقة ميتافيزيقية.
تدور الأحداث حول شخصية رجل يعاني من قسوة الحياة، حيث تجرد من حياته بأكملها، كي يذهب إلى عالم آخر. وقد بدأ العرض بمشاهد منفصلة وصامتة «بانتومايم» تتناول التحول في الشخصية التي فقدت حياتها بسبب الحب.
وصوّر المشهد الأول الرجل الذي ينتظر موعداً غرامياً، ثم تدخل الفتاة وتبدأ قصة الحب. لكن سرعان ما تحوّل هذا الحب إلى فراق، خصوصاً بعد أن لفها بالوشاح، وكانت دلالة على قيود الحب «حب التملك الذي تسعى إليه شخصية الرجل».
على جانب آخر، فارق الرجل أباه الذي توفي في لحظة، ومرّ بصدمة أخرى تتمثل في طرده من الوظيفة، ثم يبدأ التحول من مشهد واقعي إلى مشهد «ميتافزيقي» من خلال دخول الشخصيات المفقودة، الذين قاموا ينزعون عن الشخصية الرئيسية ملابسه، فكأنهم يجردونه من الحياة الواقعية.
شارك في تمثيل المسرحية كل من هاني الهزاع، رجيب الرجيب، بدر الهندي وعمير أنور، فيما تولى الإضاءة طلال المطيري، الموسيقى محمد الصفار، الأزياء والماكياج استقلال مال الله والديكور أسامة البلوشي.
على صعيد النص، يبدو أن فرح الحجلي كانت متأثرة جداً بالكاتب باولو كويلو، إذ ذكرت أنه مرّ بين ثنايا هذه الصفحات، وهذا ما كان حقيقياً، فلم تكن الأحداث تحاكي الواقع، بل «الميتافيزيقيا». كما نجد أن الروح الإخراجية كانت واضحة على نص فرح، وذلك لدراستها للإخراج المسرحي، إذ ركزت على الإرشادات المسرحية بصورة تفصيلية.
وفي ما يتعلق بالسينوغرافيا، نجح المخرج في استغلال المسرح وتقسيمه إلى طبقتين، الأولى تعبر عن الحياة الواقعية، والأخرى تضيء على العالم الآخر. فحينما ننتقل إلى العالم الآخر، نلحظ أن السينوغرافيا على يمين الخشبة تصور شجرة جرداء، وهي ترمز إلى عالم العاطفة المدمرة والمشوهة. وعلى يسار الخشبة، هناك شجرة ثمارها عبارة عن كتب مفتوحة حيث تمثل العقل أو الواقع.