مركز الشيخ جابر الثقافي... الكويت مجدّداً «جوهرة الخليج»
- عبدالعزيز إسحق:
- - المركز يشكّل استحضاراً للهوية الكويتية وإعادة تشكيلها بالوسائل الهندسية الإبداعية الحديثة
- - الإدارة الهندسية في الديوان استنبطت الفكرة من تاريخ الكويت وحاضرها ومستقبلها
- أضخم المشاريع الثقافية الحضارية على مستوى المنطقة زاره منذ انطلاقه مليون و500 ألف زائر
- 250 فعالية ثقافية وفنية شارك فيها أكثر من 6 آلاف فنان وفنانة من 35 دولة
- إنشاء مدرسة الموسيقى لغرس بذور تثمر فنانين كباراً بالتعاون مع فريق من المحترفين
كونا - أربع ماسات تقبع قبالة شواطئ الكويت متلالئة بتحفة فنية، تشهد على تميز هذه الأرض وإبداع أهلها معماريا وثقافيا وحضاريا، تتمثل هذه التحفة بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
افتتح الصرح الثقافي برعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في 31 أكتوبر العام 2016، ليصبح واحداً من أضخم المشاريع الثقافية الحضارية على مستوى الكويت والمنطقة.
وقال رئيس الشؤون المالية والإدارية بالديوان الأميري رئيس اللجنة التنفيذية لإنشاء وإدارة المراكز الثقافية عبدالعزيز اسحق، إن الكويت لطالما كانت سباقة في ميادين الثقافة والفنون والآداب ووجود هذا الصرح الحضاري على أراضيها إنما يشكل استحضارا للهوية الكويتية وإعادة تشكيلها من خلال الوسائل الهندسية الإبداعية الحديثة.
وأضاف اسحق أن الفضل ينسب في فكرة إنشاء المركز وخروجه بهذا التصميم الإبداعي إلى الإدارة الهندسية في الديوان الأميري، التي استنبطت من تاريخ الكويت وحاضرها ومستقبلها، باعتبارها كانت ولا تزال جوهرة الخليج، ومركز إشعاع حضاري في المنطقة وعاصمة للثقافة الإسلامية.
ومنذ انطلاقه إلى اليوم، شهدت فعاليات المركز حضور مليون و500 ألف زائر. كما شهدت مسارحه وقاعاته أكثر من 250 فعالية ثقافية وفنية، شارك بها أكثر من 6 آلاف فنان وفنانة ما بين موسيقيين ومغنين وراقصين ومحاضرين، مثلوا أكثر من 35 دولة.
وتباينت المباني الأربعة للمركز من حيث الغرض الذي صممت لأجله، فكان أكبرها مبنى المسارح، ويتكون من مسرح رئيس (المسرح الوطني) ويتسع لحوالي 2000 شخص، إضافة إلى مسرح الدراما بـ 700 شخص، ومسرح الاستوديو (للبروفات) بـ 200 شخص.
أما المبنى الثاني فهو (مركز الموسيقى)، يضم قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية، تتسع لـ 1200 شخص والقاعة المستديرة لحوالي 600 شخص، فضلا عن مكتبة ومدرسة الموسيقى وتضم مساحات متنوعة مخصصة للتدريبات والأنشطة التعليمية الجماعية.
وخصص المبنى الثالث من المركز للمؤتمرات، ويحتوي على قاعة سينما تتسع لـ 430 شخصا وقاعة متعددة الأغراض لـ 520 شخصا، إضافة إلى قاعة مخصصة للمحاضرات بسعة 122 شخصا.
واشتمل المبنى الرابع على قاعة المكتبة والمستندات التاريخية وقاعات ملحقة بها ومسرح متعدد الأغراض يتسع لـ 354 كرسيا وقاعة اجتماعات. وتشكّل نافورة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي إضافة جديدة إلى المعالم السياحية والجمالية في الكويت حتى باتت إطلالتها الساحرة بألوانها الزاهية وتشكيلاتها الجميلة مقصدا يجذب إليه أنظار زوار المركز.
واليوم يمثل المركز نقطة تحول كبيرة في الحياة الثقافية في الكويت، حيث احتضن جملة من العروض والمسرحيات والمؤتمرات والحفلات والمهرجانات (والأوبريتات) الغنائية، لاسيما أنه يتمتع بضخامة التجهيزات والتقنيات والقاعات المصممة بشكل مدروس وعلمي.
وشهدت القاعات المسرحية في المركز عروضا مسرحية مميزة، بالإضافة إلى عروض أفلام سينمائية، كما استضاف المركز العديد من نجوم الأدب والثقافة من الروائيين والشعراء، إلى جانب تنظيمه للكثير من الأمسيات الحوارية.
وحاليا يقوم مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بإحداث (مدرسة الموسيقى) التي تسعى لغرس بذور تثمر في المستقبل فنانين كبارا، وذلك بالتعاون مع فريق مميز من المعلمين المحترفين، لتقدم للأطفال والناشئة من سن 6 إلى 12 سنة فرصة تعلم الموسيقى وفق منهج تربوي معاصر.
ويستقطب المركز خلال موسمه الثالث نخبة من أهم العروض والفنون العالمية التي قدمت في أكبر المسارح العالمية وتستحق أن يتم تقديمها للجمهور في الكويت على مسارح وقاعات المركز المختلفة، ومن بينها «سيرك 1903» وباليه «جيزيل» الذي تقدمه فرقة مسرح لاسكالا للباليه في يناير 2020 في أكبر ظهور لها في الشرق الأوسط كواحدة من أهم دور الأوبرا في العالم.
جوائز إقليمية وعالمية
فاز المركز بالعديد من الجوائز للابداع في التصميم، حيث فاز في يوليو 2017 بجائزة المباني في المنطقة العربية والإفريقية التابعة لجائزة المباني العالمية عن فئتي أفضل مشروع هندسي وأفضل مشروع عن فئة الهندسة الداخلية لفئة مباني القطاع العام.
حصل المركز في أغسطس 2017 على جائزة (ميرت) لأفضل المشاريع العالمية والتي تمنحها مجلة (أي ان ار) الأميركية المتخصصة في قطاع الهندسة المعمارية.
وفي سبتمبر 2017 حقق المركز إنجازا جديدا بفوزه بجائزة أفضل تصميم داخلي في مباني القطاع العام بمهرجان التصميم الداخلي التجاري بدبي.
حصل المركز على جائزة (مجلة ميد العالمية) كأفضل صرح ثقافي وتراثي في منطقة الخليج العربي لعام 2018، وذلك من الناحية المعمارية والإنشائية.
كسوة التيتانيوم
... الأولى في الشرق الأوسط
تم إكساء مباني المركز بمادة التيتانيوم التي يتم استعمالها للمرة الأولى في الشرق الأوسط، من خلال نحو 120 ألف متر مربع استعمل نصفها لتغطية الواجهات الخارجية، لأنها مادة غير قابلة للصدأ ومقاومة للعوامل الجوية لعشرات السنين، من دون أي تغير في اللون أو الخواص، إلى جانب الصلابة وتحمل الأوزان وخفة الوزن والمتانة
.