أثرى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بـ «الذكريات» ضمن «حديث الإثنين»
محمد المسباح: الجهات المعنية بالتراث... لا تريد إحياء الموروث الغنائي الكويتي
محمد المسباح وأحمد الصالحي
جانب من «حديث الإثنين»
المسباح يهم بكتابة كلمات للمعجبين
- «فيلكا» هي البيئة التي نشأتُ فيها... وكان لها بالغ الأثر في تكويني الفني
- حاولت قدر الإمكان تقديم الأغنية الكويتية الصرفة... والابتعاد عن الإيقاع العدني
- ينبغي الحرص على إعادة إحياء الموروث وتجديده باستمرار
قال الفنان القدير محمد المسباح إنه منذ العام 1998 وإلى يومنا هذا، ظلّ يطالب الجهات المعنية بتجديد الأعمال التراثية الكويتية، «لكنهم لا يريدون التجديد وإعادة إحياء تراثهم، واليوم حتى أغانينا لا نعلم تحت أي مظلة أصبحت، فأين هي أعمالنا التراثية؟».
كلام المسباح أتى خلال استضافته، أول من أمس، ضمن فاعلية «حديث الإثنين»، في أمسية حوارية بعنوان «التراث الموسيقي في الأعمال الجديدة»، احتضنتها القاعة المستديرة بمركز الشيخ جابر الثقافي وأدارها الدكتور أحمد الصالحي.
وكان المسباح استهل «حديث الإثنين» بالتنويه إلى أنه من سكان جزيرة فيلكا حيث ترعرع فيها منذ طفولته، واصفاً المكان بأنه يسوده الهدوء، وهو ما جعله يرتبط بـ«فيلكا» كثيراً ويشعر بها في وجدانه، متطرقاً إلى بداياته الفنية، خصوصاً إلى ألبومه الغنائي الأول «تمون» الذي طرحه في العام 1988.
وتابع قائلاً: «لا شك أن البيئة التي نشأت فيها كان لها بالغ الأثر في تكويني الفني، وما زلت أتذكر تلك الحياة الجميلة التي عشتها في كنف الأسرة وبين الأصدقاء والتي أثرت حياتي الفنية، وكان لأخي صالح (رحمه الله) دور كبير في حبي للفن، خصوصاً في مطلع السبعينات من القرن الماضي، وقد أثرت بي فنون عدة في تلك الفترة منها فن (المالد) والأناشيد الدينية، ومن ثم دخلت علينا الأغنيات ذات اللون العدني، وكان شقيقي الراحل شغوفاً بالعزف على آلة الكمان».
وعرج المسباح على فترة دراسته، قائلاً: «المدرسين وقتذاك كانوا يعملون بحرفية وبمستوى عالٍ للغاية، وكنت حينها أعزف على آلة (الأكورديون)»، مكملاً: «وأتذكر أنه في تلك الفترة كان الإعلام الكويتي متأثراً بالحس الشرقي وبالسينما المصرية وما تقدمه من أفلام عربية». وزاد: «ومن ثم دخلت تدريجياً على مرحلة العزف على العود، ومضيت في هذا الدرب أعزف العدنيات، إلى أن استمعت إلى مدرسة جميل بشير في العزف، وخلال الممارسة لمست اختلافاً عن المدرسة الشرقية والعدنيات».
وأضاف: «لقد كان هناك نقاش كبير في كيفية إعادة الأغنية الكويتية الخفية من خلال أغنية (تمون) وهي من الإيقاع العدني، وبحثنا عن إمكانية إيصالها إلى شرائح مختلفة من الجمهور، ممن اعتادوا على سماع نمط معين من الأغاني»، منوهاً إلى أنه كان قريباً جداً إلى الأناشيد الدينية وفنون القادري والبحري والقادري الرفاعي.
ومضى يقول: «حاولت قدر الإمكان تقديم الأغنية الكويتية الصرفة والابتعاد نوعاً ما عن الإيقاع العدني، وكانت فرقة التلفزيون تسعى إلى الهدف نفسه، بجهود الراحل مرزوق المرزوق والراحل خالد الزايد والملحن غنام الديكان. كان كل شيء مدروساً في ظل محاولتهم الدفع بالذوق العام إلى الإيقاع الكويتي وبالمفردة الكويتية».
وتوقف المسباح عند محطة مهمة في مشواره، وهي إعادة تقديمه لأغنية «آه يا جاسي»، حيث قال: «دائماً ما نربط بين البيانو والعزف الغربي والإيقاعات الغربية، وأغنية (آه يا جاسي) تنتمي إلى السامري، والفنان يوسف الدوخي (رحمة الله عليه) ذهب بالأغنية السامرية إلى اللون الشرقي بصورة أكبر، ولا ننسى أن الدوخي وغيره، قدموا هذه الاعمال ليس بهدف تداولها لفترة محددة، في الستينات أو الخمسينات وحسب، وإنما قدموها لتشكل جزءاً من موروثنا، الذي ينبغي أن نحرص على إعادة إحيائه وتجديده باستمرار، مع الحفاظ على الأصل والقيمة، علماً بأنني سبق وقدمت إعادة من مقطع لأغنية (لسه فاكر) لكوكب الشرق أم كلثوم».
وألمح المسباح إلى أنه كان يفكر بإعادة أغانيه الخاصة مجدداً مثل أغنية «جاني بعد وقت» وغيرها إذا أمكن، حسب الإمكانات المادية المتاحة، وتحديثها بإدخال العود والتخت. مختتماً:«هناك نية للاستمرار في تجديد الأغاني الشعبية والحفاظ عليها، وسأعمل على ذلك، متى سنحت الفرصة».
ويعتبر المسباح من الفنانين المخضرمين في ساحات الغناء الكويتي والخليجي على السواء، لا سيما وأنه يسير في درب فني خاص به يميزه عن غيره من الفنانين، وهو أحد أبرز من طوّر الأغنية القديمة والتراثية، من دون المساس بها أو التقليل من قيمتها. أيضاً، قدم الكثير من الأعمال الوطنية والعاطفية والرياضية وأغاني أخرى في مناسبات شتى، بالإضافة إلى أغانيه المصورة والخالدة، مثل «جاني بعد وقت» و«غدر الزمان» و«آخر كلامي لك» وغيرها الكثير.