No Script

إضاءة للمستقبل

صباح الخالد وجاستن ترودو

تصغير
تكبير

لم يكن البرلمان يوماً من الأيام سبباً في تعطيل التنمية، وكل الأزمات السياسية التي تحدث في البلاد سببها الرئيسي هي الحكومة وتخبطاتها المستمرة.
لم تقم الحكومة أبداً في تقديم خطة عمل أو حتى برنامج عمل يحاكي الواقع الذي نعيشه، للوصول إلى مستقبل مدروس تم التخطيط له، رغم ضخامة الأجهزة الحكومية والقدرات البشرية والمادية!
كل ما سبق من عمل حكومي هو اجتهادات شخصية، جاءت كردات فعل للأحداث اليومية التي تحدث في الداخل والخارج... هي قصاصات ورقية مهملة في أدراج مجلس الوزراء تمت إعادة صياغتها على ورق جديد ووضعت كخطة عمل أو برنامج حكومي، على سبيل المثال لا الحصر الأزمة الإسكانية في الكويت بقت لسنوات وتعاملت معها الحكومة بشكل بدائي، حتى أن منطقة صباح الأحمد التي تعتبر من أحدث المناطق السكنية غرقت وتعرض الأهالي لمشاكل مادية وبشرية.


اليوم يتسلم دفة رئاسة الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد الصباح والناس تعلق عليه آمالاً كثيرة...أعضاء مجلس الأمة يتمنون أن يأتيهم الرئيس الجديد بخطة طوارئ حكومية تعالج ما تعج به الكويت من تجاوزات وتخبطات، وقادرة على حلحلة المشاكل العالقة في الحالة السياسية الكويتية، وأولها ملفات الفساد التي صارت مقصلة لرؤساء الحكومات... سمو الشيخ صباح الخالد عليك أن تختار فريقك الخاص بعناية، ناهيك عن الفريق الحكومي الذي يجب أن يأتي متماشياً مع ما تحتاجه الكويت من معالجات، فاليوم لا أخفيك نحن بأمس الحاجة لإعادة بناء أساسات جديدة بدلاً من الترميم (الترقيع) الذي لا ينفع، وبعد بناء الأساسات عليك أن ترسم خارطة متقنة لتطوير البلاد والعباد، فالكويت ما زالت متأخرة جداً مقارنة ببعض دول الخليج، ونهضتها لا يمكن أن تكون إلا بتطوير البشر من خلال إعادة وتنظيم التعليم لدينا، وهذا يحتاج إلى مجهود جبار جداً.
جاستن ترودو هو رئيس وزراء كندا، وكان في مقابلاته الإعلامية أو لقاءاته الرسمية يلفت النظر من خلال ارتداء جوارب غريبة جداً من حيث الشكل واللون، ولا تليق برئيس وزراء فصار مثار ضحك واستهزاء، ولما سئل عن السبب تفاجأ الجميع وزاد احترامه لدى العامة، فقصة هذه الجوارب جاءت لدعم رجل أعمال شاب مصاب بمتلازمة الداون يسمى جون كرونين، الذي أسس شركة لتصنيع الجوارب الغريبة عام 2016، وكان أكبر الداعمين لها هو رئيس الوزراء جاستن ترودو... اليوم يا سمو رئيس الوزراء لا نريد منك أن تدعم أحداً من المعاقين أو حتى متلازمي الداون، ولكننا نريد منك الالتفات إلى النجاحات الشبابية التي صارت تحظى باهتمام كبرى الشركات العالمية.
سمو الرئيس لدينا شباب كويتي قادر على تطوير البلد، ولكنهم بأمسّ الحاجة إلى خلق بيئة صحية جاذبة لمهاراتهم وإبداعاتهم، وكم أتمنى أن يحظى هؤلاء ببعض الحقائب الوزارية، فالوصول لهم جداً سهل بدلاً من تكرار السيناريوهات التي يتم من خلالها اختيار الوزراء، وعليك أيضاً يا سمو الرئيس غربلة الوزارات كافة من وكلاء ووكلاء مساعدين حتى على الأقل تكون البداية صحيحة.
إضاءة: سمو الرئيس صديقُك من صدَقَك لا من صدَّقك، إذا حظي الأصحاء ببعض الاهتمام فمن الطبيعي أن يحظى بعض أصحاب الإعاقات بالاهتمام نفسه، والكويت ولادة وتستحق الأفضل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي