قدما ليلة مُبهرة في القاعة المستديرة ضمن فاعلية «موسيقى الإثنين»
خان وديو ألهبا جمهور مركز جابر... على الطبلة والسيتار الهندي
أرشد خان: «موسيقى السيتار» أشبه بالروائح العطرية ... وكل الناس تتذوقها وتستمتع بسماعها
على «الطبلة والسيتار»، ألهب العازفان الهنديان أرشد خان وموكندراج ديو حماسة الجمهور الكويتي، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن فاعلية «موسيقى الإثنين»، التي احتضنتها القاعة المستديرة أول من أمس، بحضور كوكبة كبيرة من عشاق الموسيقى التراثية والفنون الشعبية، ممن تسمروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل، الذي امتد لساعة ونصف الساعة.
وشهدت الأمسية تفاعلاً وانسجاماً منقطعي النظير من جانب الجمهور الذي عجت به القاعة، مع العزف الأخاذ للموسيقي الهندي أرشد خان على آلة «السيتار» التي تعود أصولها إلى عقود مضت وتاريخ طويل في الفن الموسيقي الهندي، حيث تعتبر هذه الموسيقى الكلاسيكية من الفنون العريقة، إذ قُدمت عبر فن وأنامل عازف السيتار البارع أرشد خان، الذي أبدع في تقديم موسيقاه وفقرات عروضة بطريقة عفوية، وعبّر عن حالات وأحاسيس مرهفة فور عزفه واندماجه مع آلته الموسيقية، ويكمن السر وراء تقديمه وقدرته على أن يفتن جمهوره بموسيقاه، من خلال انغماسه في علم وروحانيات موسيقى «الراغا» الهندية والتي تساعده على سبر أغوار الألحان وإظهار جوهرها الحقيقي.
أما العازف موكندراج ديو، فهو واحد من أبرز ضابطي الإيقاع على الطبلة الهندية، حيث سبق وأحيا العديد من الأمسيات في المحافل الدولية والمحلية، كما أتحف الجمهور الكويتي بالعرض المنفرد حيناً، وبالمشاركة الثنائية مع خان في أحيان أخرى.
بدوره، عبّر عازف «السيتار» أرشد خان عن سعادته الغامرة لتواجده في دولة الكويت التي وصفها بـ«الجميلة»، كما لم يُخف شعوره بلقاء جمهور مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وأكمل قائلاً: «سوف نقدم العزف على الآلتين الطبلة والسيتار، وهما مثيرتان للاهتمام، فكل منهما تحتاج إلى الدقة الفائقة في الأداء، وحين يبدأ العزف ستلاحظون صوت الإيقاع في الخلفية، وأطلب منكم التفاعل مع العزف الموسيقي».
ولفت خان إلى أن «هذه الموسيقى أشبه بالروائح العطرية وكل الناس يتذوقونها ويستمتعون بسماعها في أي قارة في العالم، وهي ذات مقامات قديمة وتعتبر الأقدم على مستوى العالم، وستلاحظون خلال العزف مدى الانسجام بين الإيقاعات والمقامات التي سوف ننتقل من خلالها في هذه الليلة».
وتابع خان: «شخصياً، أعتقد أن أفضل مايسترو هو الآلة الموسيقية المضبوطة تماماً، ونحن لدينا هنا آلات موسيقية يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة آلاف سنة وهي تاريخ الآلات».
في غضون ذلك، اشتعلت القاعة المستديرة بالأنغام الكلاسيكية، التي قدمها كل من خان وديو، حيث تفننا بمجموعة من الألحان المبهرة والغريبة والملفتة في لحنها. ولم يكتفِ خان بالعزف فقط، بل قدم شرحاً وافياً عن تلك الألحان قبل كل مقطوعة، كما أوضح للجمهور عن طريقة ضبط الإيقاعات والعزف، وشرح لهم طريقة كل لحن ومقاماته الموسيقية.