رأي قلمي

نُشفق على حالهم...!

تصغير
تكبير

بعض الأشخاص في علاقاتهم الإنسانية يتغذى على الأخطاء والتجاوزات والظلم الاجتماعي وضياع الحقوق، غالباً يتصيّد الأخطاء وإن كانت من غير قصد وحدثت بحسن نية من الطرف الآخر، له محاولات متكررة في التجاوز على الآخرين سواء كان تجاوزاً لفظياً أو نفسياً وأحياناً يكون تطاولاً باليد، يظلم يضيّع حقوق الآخرين ولا يبالي،! كل ما يهمه هو نفسه وحقوقه وإن كانت مسلوبة أو مأخوذة بالإكراه من غيره.
إن مشاعر العجز والدونية والنقص كثيراً ما تهيمن على هؤلاء الأشخاص، قد يكون لأنهم لم ينالوا الحظ الأوفى من التعليم والثقافة الذاتية، وفي الغالب يكونون في أسفل السلم الاجتماعي، لسوء تعاملهم مع غيرهم، وإصدار أحكامهم على الناس إما بناءً على أوهام وتخيلات في أذهانهم، وإما فهم خاطئ لأفكار وألفاظ وسلوكيات من حولهم، لذا فإن هذا الشخص يندفع من باب تعويض النقص إلى ازدراء الآخرين، وتصيد الزلات، وسلب الحقوق والتعامل مع الناس بأسوأ الأساليب الممكنة، ليثبت من خلالها ذاته وقدرته على سد مشاعر العجز والدونية والنقص.
يشعر معظم هؤلاء الناس بأنهم مقهورون مظلومون، مغلوبون على أمرهم، لذلك يكره ويرفض أفكار وسلوكيات الآخرين، ودائما يظن أن من حوله يكيدون له، ويكنّون له مشاعر الكره والبغض، ويتقصدون إيذاءه، وهذا نتيجة لما يحمله في نفسه من مشاعر مختلطة ومتناقضة تجاه الآخرين، إنه يحمل مشاعر الكُره والإعجاب معاً، الكُره بسبب الظلم الذي يعتقد أنه وقع عليه، والإعجاب بسبب ما يراه في غيره من قوة وتمكن وضبط مشاعر وسلوك، في الوقت ذاته يشعرون بكسر الإرادة والإذلال والإهانة، فتتولد مشاعر الحقد في قلوبهم، وتشتعل مشاعر الغيرة والحسد في صدورهم وتطيش عقولهم، فيتصرفون بغوغاء، تصرفات لا مسؤولة تكشف عما بداخلهم.
في الحقيقة لا تخلى أسرة أو عائلة أو طائفة من أمثال هذه الشخصيات المزعجة، إنهم موجودون بكثرة في حياتنا، لو التفتنا يميناً ويساراً لوجدناهم في كل ركن وزاوية من يومياتنا، وما علينا إلا أن نشفق على حالهم، ونتجنبهم قدر المستطاع، وندعو لأنفسنا بأن الله يكفينا شرورهم ويجعل كيدهم في نحورهم.

[email protected]
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي