No Script

كلمات من القلب

«بلوك»... لكل السفهاء في حياتنا!

تصغير
تكبير

امتلأ زماننا اليوم بمَن لا خلاق لهم مِن الجهلاء والسفهاء، الذين يدعون بالتعالم والعلم والفهم، فهم يحسبون أنفسهم يعلمون ويعرفون في كل شيء، ويتكلّمون ويجادلون في كل الأمور، وقد تجد البعض منهم لا يكتب ولا يقرأ، وعندما تناقشه في بديهيات الأمور يعارضك ويصرّ على رأيه، فلا يثوب إلى رشده. بل هو لا يعقل كلام من يناقشه، يقف على رأيه، ويظن الجهلاء والسفهاء أنَّهم العقلاء وغيرهم جهلاء، وأنهم الألمعي وغيرهم الغبي، فالسفيه لا يقبل كلام من يرشده، ولا يقبل أن يصحح خطأه. وصدق الشاعر في قوله:
إذا غلب الشقاء على سفيه
تنطع في مخالفة الفقيه
وقال أبو حاتم بن حبّان -رحمه الله-: (مِن علامات الحمق - سرعة الجواب، وترك التثبّت، والإفراط في الضحك. والوقيعة في الأخيار والاختلاط بالأشرار. وإن مِن أعظم امارات الحمق في الأحمق: لسانه، فإنه ما خطر على قلبه نطق به لسانه). الوقيعة بالأخيار تحت مسمى المقالب والضحك. والبلاء الكبير في السفهاء هو لسانهم فلديهم لسان سليط ومسيء وكاذب لديهم القدرة على تشويه الحقائق وقلب الموازين. وقد يصل الأمر بالسفيه بأن يعتقد بأنه معصوم من الخطأ (وكأن الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه) ويتطرق لأمور الدين وقد واجهت إحدى الشخصيات العربية واعتبرتها من السفهاء تشكّك في أمور دينية واضحة، وعند مناقشتها أوقعت نفسي مع شخصية سليطة اللسان للأسف لا أعرف كيف أواجهها بالمثل.
في الحقيقة أي انسان عاقل لا يطيق مجاراة السفهاء لأن الحديث والنقاش معهم سفاهة، فهم فقط من يتكلمون ويديرون الحوار والحديث وأنت تستمع فقط وعندما تداخلهم بالحديث يقطعون عليك الكلام، إما بإنكار معلوماتك أو بإضحاك الناس عليك، لأنهم هم فقط مصدر كل معلومة بالكون وإن حاججتهم بالرأي والحجة يتجرأون عليك بألفاظ غير لائقة، إما بالشتم أو قبيح الكلام، ولديهم سهولة جدا بأن يضَحكوا الحضور عليك ويجعلوا كلامك وحجتك باطلة ومضحكة، فهم لا عقل لهم ولا دين، وأصحاب لسان لا يتوقف عن الكلام... في الحقيقة أن مخالطتهم بلاء وتجنبهم شفاء ودواء للعقل.
حتى وهم يمزحون فإن مزاحهم سخيف وفيه طيش وقلة عقل فهم يتفننون بعمل المصائب والمقالب، التي قد تفقدك عمرك وعقلك ويقولون لك إنها مزحة ومقلب فكاهي.
وقديما قالوا: إذا ابتلي فاضلٌ بسفيه فلا يجاره؛ لأن مجاراة السفيه تقود العاقل إلى مشابهته، والسفيه لا يريد مِن العاقل إلا ذلك؛ لأن السفيه لا يَملك إلا هذه الوسيلة للانتصار لنفسه، ولو كان يعرف مسلكاً غيره لينتصر لسلكه كما يفعل العقلاء؛ فما أحسن الإعراض عن السفيه وسفاهته!
الإعراض عَنِ الْجَاهِلِينَ يكون بالترك والإهمال وعدم الدخول معهم في جدالٍ لا ينتهي إلى شيءٍ، إلا إضاعة الوقت والجهد، فمَن أعرض عن السفهاء حمى عرضه، وأراح نفسه، وسلم مِن سماع ما يؤذيه، فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الانسان عزة وكرامة نفسه... كما جاء في قوله تعالى في سورة الأعراف
الآية 199: (... وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ).
وأخيرا حاول الإبقاء على مسافة كافية بينك وبينهم، إن لم تكن مضطرا للتعامل والاختلاط بهم وقد يكون ضغط زر «البلوك» على أرقام هواتفهم فيه راحة وهدوء فأنا مع بلوك، بلوك، بلوك لكل أحمق وجاهل وسفيه في حياتي.

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي