لبنان: مسافرون كويتيون ألغوا حجوزاتهم... والسوق العقاري «مشلول»

No Image
تصغير
تكبير
  • كمال كبشة: أثر سلبي  على المدى القصير لقرب  موسم سفر منتصف العام 
  • محمد المطيري: 3 فئات رئيسية  من المواطنين ظلّت تسافر  بعد الصيف 
  •  وليد موسى: الوقت ليس للبيع  بل للشراء... الأسعار انخفضت نحو 40 في المئة 
  • روبير حايك: إذا استمرت الأوضاع الحالية لفترة أطول فسيبحث محبو السفر لبيروت عن وجهات أخرى

وصف خبراء، السوق العقاري في لبنان بـ«المشلول»، وأن هذه الحال ممتدة منذ فترة ليست بقصيرة جراء ما تشهده البلاد من أزمات متلاحقة، أثّرت على معنويات المستثمرين الأجانب.
وأضافوا أن الركود العقاري بلبنان خفّض الطلب إلى مستويات متدنية جداً، هوت بالأسعار بنحو 40 في المئة، ما خلّف آلافاً من الشقق تبحث عن مشترين، ومشاريع ضخمة قيد البناء في مناطق حساسة توقفت.
من ناحيته، نصح الرئيس العالمي للاتحاد الدولي العقاري، وليد موسى، المستثمرين بعدم البيع في الوقت الراهن بل التوجه نحو الشراء بسبب هبوط الأسعار، مستشهداً بالمثال الإنكليزي القائل «حيثما توجد دماء اشتري عقار».


وأفاد أن العقارات في لبنان هبطت ما بين 30 إلى 40 في المئة منذ 2013، بسبب تراجع معدلات طلبات الشراء مدفوعة بارتفاع فوائد القروض، وعدم دعم مؤسسة الإسكان للشباب ذوي الدخل المحدود، إلى جانب معنويات المستثمرين المتأثرة بحالة البلاد السياسية.
ولفت إلى أن الكويتيين هم أكبر مستثمر بالعقارات في لبنان، واصفاً إياهم بالمستثمر الذكي بفضل أنهم لا يبيعون عقاراتهم بأقل من أسعارها الحقيقية، مبيناً في الوقت نفسه إلى وجود العديد من رجال الأعمال الذين يبحثون دائما عن الفرصة.
أما الباحث العقاري، عبد الرحمن الحسينان، فلفت إلى أن البيع والشراء في لبنان شبه معدوم نتيجة تخوّف المستثمرين الأجانب من الشراء من الأزمات المتتالية، والتي كان آخرها التظاهرات الواسعة التي شهدتها البلاد والتحذيرات من وقوف البلاد على شفا هاوية الانهيار الاقتصاد، إلى جانب تراجع الطلب المحلي، ولا سيما بعد تعليق المصرف المركزي منح قروض سكنية مدعومة لذوي الدخل المحدود.
وأشار إلى أن كثيراً من المستثمرين الخليجيين يعرضون عقاراتهم للبيع منذ فترة كبيرة لكن لا أحد يشتري، مؤكداً في الوقت نفسه أن هناك خللاً كبيراً في العرض والطلب، إذ إن هناك آلاف الشقق معروضة للبيع في مختلف مناطق لبنان ومنها في حيوية جداً.
وأكد أن كثيراً من أصحاب العقارات خفضوا الأسعار بنسب متفاوتة في محاولة منهم لجذب المشترين، في حين يلجأ آخرون إلى طرق ثانية للبيع، حيث يقومون بإبرام اتفاق مباشر مع المشتري من دون البنك على أن يدفع المشتري دفعة أولى (تتراوح ما بين 10-50 ألف دولار) ومن ثم تقسيط الباقي على دفعات شهرية أو فصلية.
أما على صعيد السفر والسياحة، فيوضح رئيس اتحاد مكاتب السفر والسياحة، محمد المطيري، أن الأحداث الأخيرة في لبنان لن تترك أثراً كبيراً على معدلات السياحة الكويتية إلى لبنان على المدى القصير، خصوصاً وأن موسم السفر إلى هناك انتهى منتصف سبتمبر المنصرم.
وأشار المطيري في تصريح لـ«الراي» إلى أن لبنان ما زال يحتل مكانته كوجهة للكويتيين، وخصوصاً العائلات خلال فترة العطلات، مبيناً أنه شهد إقبالاً كثيفاً خلال موسم السفر الماضي سواء لحجوزات العطلات أو حجوزات الطيران للأفراد والعائلات على حد سواء.
ولفت إلى أن السفر إلى لبنان ظل مستمراً بعد منتصف سبتمبر، ولكن بمعدلات منخفضة لا تُقارن بمعدلات السفر صيفاً، إذ إن هناك نحو 3 فئات رئيسية من المواطنين أبقت على نشاطها بخصوص السفر بعد انتهاء موسم الصيف وتحديداً من يملك منازل هناك، إضافة إلى رحلات رجال الأعمال الذين لديهم مصالح تجارية تتطلب المتابعة هناك، وهاتان الفئتان قد يستمران بالسفر في ظل الأحداث الحالية للضرورة القصوى فقط.
وأوضح أن الفئة الثالثة تتمثل في المواطنين الذين يرغبون في قضاء إجازة سريعة تبدأ من الخميس وتنتهي صباح الأحد، وغالبيتهم من الشباب، مشيراً إلى أن تلك الفئة قد تشهد تغييرات في خططها إذ قد تلجأ إلى وجهات أخرى أبعد نسبياً مقارنة بالمسافة إلى لبنان أو تغيير الخطط لقضاء إجازة موسمية أطول في عطلة منتصف العام في وجهات أخرى.
من جهته، قال مدير عام مجموعة بودي للطيران، روبير حايك، إن كثيراً من المسافرين إلى لبنان طلبوا إلغاء حجوزاتهم جراء ما تشهده معظم مناطق البلاد من أوضاع غير مستقرة.
ولفت إلى أن الفترة الحالية (سبتمبر وأكتوبر وديسمبر) تعتبر موسم انخفاض الطلب بالنسبة للمسافرين إلى لبنان، وهذا ما يفسر الأسعار الرخيصة لتذاكر السفر والفنادق هناك، مؤكداً أن الأسعار لن تنخفض أكثر من ذلك لأنها وصلت إلى الحد الأقصى.
وأكد حايك أنه إذا ظلت الأمور على هذه الحالية لفترة طويلة فسيتوجه محبو السفر إلى لبنان إلى وجهات أخرى، وحتى اللبنانيين أنفسهم سيقومون بذلك، ما سينعكس سلباً على سوق السياحة والسفر هناك، موضحاً أن لبنان شهد خلال عطلة الصيف نمواً في عدد المسافرين إليه مقارنة بالعام الماضي.
من ناحيته، أكد الخبير السياحي كمال كبشة، أن الأثر المتوقع من تطورات الأحداث في لبنان على قطاع السياحة والسفر بالكويت ضئيل جداً، ويكاد لا يذكر، خصوصاً وأن الأحداث هناك بدأت بعد انتهاء موسم السفر الصيفي في الكويت الذي يُعد المؤشر الرئيسي في معدلات السفر إلى هناك.
وشدّد كبشة على أن المواطن الكويتي الراغب في السفر خلال الوقت الراهن من النوعية التي تبحث عن قضاء يومين أو 3 على الأكثر كل أسبوع أو أسبوعين لتجديد النشاط، وغالبية هؤلاء المسافرين يكونون من الأفراد وليس العائلات، ما يُعني أن قيمة الفاتورة التي يدفعها المواطن على تلك الرحلة انخفضت بصورة كبيرة جداً عن مثيلاتها خلال أشهر الصيف.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن أفضلية الوجهات لدى الأفراد تتسم بإمكانية تغيرها بسرعة، وهو ما بدأ يحدث بالفعل بعد بدء الأحداث في لبنان، موضحاً أنه لم يعد هناك توجه للحجز على لبنان سوى حجوزات الطيران للمضطرين إلى السفر لقضاء أمور مهمة، وليس حجوزات العطلات.
ونوه كبشة إلى أن الأمر قد يترك أثراً سلبياً على المدى القصير مع قرب موسم سفر منتصف العام، وذلك إذا لم تستقر الأوضاع هناك، إذ سيبقى خيار السفر إلى لبنان مشوباً بحال من القلق، وقد يتعمق الأثر السلبي على المدى المتوسط حال حلول موسم الصيف دون استقرار الأوضاع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي