رأي قلمي

تَفاءَلْ وامرح...!

تصغير
تكبير

صحّ في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي»، التفاؤل شعور داخلي، في الغالب ينتج من رؤية الجانب الأفضل والأجمل مما يدور حولنا من أحداث، وما نعيشه من أوضاع وأحوال، وقد كان رسولنا الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يعجبه الفأل الحسن، والحقيقة أن التفاؤل نوع من حسن الظن بالله تعالى، وأنه سيجعل بعد العسر يسراً، وبعد الضيق مخرجاً، قليل من التأمل في تعاقب أحداث الحياة لوجدنا أن لذة الشعور بالراحة لا تكتمل إلا بتعاظم مقدار التعب، ولذة الشعور بالعافية على مقدار ما نتذوقه من آلام المرض، ولذة الشعور بالنجاح تكون أعظم عندما تتكرر حالات الفشل، فدعونا ننظر إلى كل الأشياء والأحداث والمواقف غير السارة، على أنها مؤشرات ومقدمات وأسباب للأحداث السارة.
أما قوت الروح فهو المرح، وبما أن الأحداث اليومية فيها كثير من النكد والانزعاج، فإن الحاجة إلى ما يوازن ذلك في حياتنا أصبحت ملحّة وضرورية، من يتميز بالعفوية والتلقائية فهو شخص مرح، ويمارس النقد الذاتي، ويبتعد عن مديح نفسه، ودائما يحاول أن يوصل رسالة لكل من يجالسه بأن حياة أقل صرامة وجدية، هي حياة هانئة وسعيدة، وأن هناك أبواباً عديدة للسعادة المجانية تظل مفتوحة في كل الأحوال والظروف، وصف بعض الصحابة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، بأنه كان أكثر الناس تبسماً، وكان يمازح أصحابه، ويباسطهم حتى إنه ليبدو وكأنه واحد منهم.
فلنساهم في تخفيف ضغوطات الحياة، والعيش في زمان كثير الأعباء، من خلال البسمة والمزحة والطرفة والتعليقات خفيفة الظل، نتفاعل مع الأشخاص المرحين، ونظهر لهم الامتنان، ونقدم لهم الشكر بصورة غير مباشرة، فلنتفق بأن ليس للمرح سن معينة، بل إن كبار السن أحوج من الشباب إلى أن يكونوا مرحين، وإلى أن يخالطوا أشخاصاً مرحين، لكن للمرح حدوداً يجب أن يتوقف عندها كل شخص، أي علينا أن نُبقي المرح في دائرة التوازن، فتوازن الشخصية يتطلب التوازن في كل المواقف والأنشطة.

[email protected]
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي