بسبب حاجة أميركا والصين إلى النفط
بإمكان دول المنطقة الاستفادة من الحرب التجارية بين «العمالقة»
رأى تقرير نشرته مجلة «غلف بزنس» أن دول منطقة الشرق الأوسط بإمكانها أن تستفيد من الخلاف التجاري بين أميركا والصين.
وقال التقرير «بغض النظر عن سبب الحرب بينهما، لا تزال كلا الدولتين بحاجة إلى النفط، إلا أنه قد تكون هناك مشاكل في حال طال أمد الحرب التجارية، وبلغت نقطة من شأنها أن تؤدي إلى حدوث انكماش لاقتصاد البلدين وتقليل وارداتهما النفطية».
وبحسب التقرير، فإن التنبؤ بكيفية تأثير الحرب التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الاقتصادات في الشرق الأوسط، ليس بالأمر السهل، معتبراً أن التأثيرات المحتملة يبدو أنها تتغير بشكل متكرر مثل العناوين الرئيسية، والتي تتغير بوتيرة مواقف وتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نفسها.
وأشار التقرير إلى أنه «وعلى الرغم من الخلاف الطويل بين أكبر اقتصادين عالميين، والذي أدى إلى انعدام الثقة، فإن هناك بعض الأمور التي تبدو متسقة بين كلا الطرفين، فهم شركاء تجاريون رئيسيون، وكلاهما بحاجة إلى الآخر لشراء سلع بعضهما البعض، وبالنظر إلى أنهما أكبر اقتصادين على هذا الكوكب، فإن العالم يحتاج إلى التبادل التجاري بين الدولتين».
ووفقاً لمحللين، فإنه لن يكون هناك رابح من هذا النزاع في حال استمرت هذه الحرب التجارية بين «العمالقة» لفترة أطول.
وبحسب تقرير صادر عن معهد «إيفو» الألماني، فإن تبادل الصين والولايات المتحدة فرض التعريفات الجمركية، يعني أن هناك دولاً أخرى من المحتمل أن تستفيد من الفجوات الموجودة في السوق، لافتاً إلى أن أوروبا تحديداً ستستفيد من ذلك، إذ إن كلاً من الصين والولايات المتحدة ستحتاجان لحجم كبير من الواردات من طرف ثالث للإبقاء على استمرارية اقتصاداتهما.
من جانبها، أوضحت الباحثة في «إيفو»، مارينا ستيننغر، أنه في حال زادت الحواجز التي تتشكّل نتيجة رفع التعريفات الجمركية بين واشنطن وبكين، فإن مستوى التبادل التجاري سيقل بينهما، معتبرة أن مستوى الطلب على المنتجات الأساسية للإنتاج سيبقى ثابتاً بخلاف المنتجات الأخرى، لكن ستحاول كل دولة إيجاد طرف آخر بديل للشراء منه.
من ناحية أخرى، لفت التقرير إلى أن هناك عاملاً آخر يشير الخبراء إلى أنه قد ينشأ نتيجة الحرب التجارية، وهو التحوّل في منشآت التصنيع من قبل الشركات التي تبحث عن ملاذات آمنة، وبينما تتطلع تلك الشركات إلى دول أخرى لإدخال سلعها، يمكن لدول منطقة الشرق الأوسط الاستفادة إذا قررت اختيار المنطقة كمكان لبناء المصانع فيها.
وفي هذا السياق، بّين التقرير أن هناك حالة تجريبية تتمثل في شركة تصنيع الحقائب ومستلزمات السفر الأميركية «Litegear» والتي نقلت عملياتها من الصين إلى كمبوديا في جنوب شرق آسيا.
وأضاف التقرير «مع وجود أخبار تتعلق بمواقف السياسة الأميركية الواضحة التي تبدو وكأنها تخرج بشكل مفاجئ يومياً، على غرار الاهتمام الجاد من قبل ترامب بشراء جزيرة غرينلاند بأكملها من الدنمارك، فمن المستحيل التنبؤ بمعرفة ما قد يحدث في الحرب التجارية». وأشار التقرير إلى أن كل ما يمكن أن تفعله الشركات والأفراد في الشرق الأوسط ربما هو الأمل في تجاوز «العاصفة».