حوار / «لا أعبأ بكل الضرب الذي أتلقاه في ظهري»

زهرة عرفات لـ «الراي»: بحرينية الجنسية... كويتية الروح

تصغير
تكبير

إما أن أكون متواجدة بالشكل الذي يرضيني... وإما لا

غيابي عن الدراما لم يكن مقصوداً... و«كان خالد»على «OSN»

الغربة تعلم الشخص وتصقل شخصيته... من يكن ثابتاً في محيطه لا يتعلم

 

«الغربة، ساعدتني على تخطي العقبات قبل حدوثها، ولذلك صرتُ أحب الترحال»!
هكذا - تَفَتّحتْ - زهرة عرفات، وأبصرت الحياة من منظور آخر مختلف عمّا كانت تراه في السابق، بعدما اكتشفت متأخراً قوتها وصلابة جذورها، لافتةً إلى أنها بحرينية الأصل، لكنها كويتية الروح.
عرفات، التي فتحت قلبها في حوار مع «الراي»، لم تُخف حاستها بمعرفة خبايا الناس من النظرة الأولى، مشددة على أن الخبرة وتجارب الحياة صقلت شخصيتها، واستخرجت ما في داخلها من حزمٍ وعنفوانْ. كما أوضحت أنها قضت أجمل سنوات صباها في الكويت، التي اعتبرتها بلدها الثاني.
على الصعيد الفني، عبّرت الممثلة البحرينية عن سعادتها الغامرة بنجاح عروض مسرحيتها الأخيرة «ليلة زَفِّته»، كاشفةً عن جولة خليجية، ستنطلق قريباً مع «قروب البلام» لتجوب الخليج في رحلة فنية جديدة وممتعة على حد وصفها. في حين أفصحت عن ملامح دورها في المسلسل التلفزيوني «كان خالد»، المقرر عرضه في الثامن من شهر ديسمبر الوشيك، مزيحةً الغطاء عن تجسيدها لشخصية تحمل الكثير من التناقضات في أعماقها.

? إذا كنا نتحدث معك في السابق عن أسباب ضعفك وانكسارك، فإن الحديث قد تغيّر اليوم، بعد ما أصبحت «أم محمد» قوية وصلبة، فما هذا التحول الدراماتيكي في شخصيتك؟
- لقد اختلف الوضع الآن. مع العلم أنه منذ بداياتي كنتُ قوية، واكتشفت أنني صلبة جداً، ولكن اكتشافي لهذا الأمر جاء متأخراً.
? كيف اكتشفتِ ذلك؟
- العمر وتجارب الحياة والخبرة، كلها لعبت أدواراً بالغة الأهمية لاستخراج ما فيّ من حزم وعنفوان، فما فائدة الخبرة إذاً ما لم أستفد منها؟ أيضاً، لديّ إحساس لا يخيب أبداً في الناس، حيث أعرف كل شخص من النظرة الأولى، وهذه صفة جيدة، ساعدتني على تخطي الكثير من العقبات قبل حدوثها.
? والغربة، ألم يكن لها دور في تنمية شخصيتك؟
- بكل تأكيد، الغربة تعلم الشخص وتصقل شخصيته، فمن يكن ثابتاً في محيطه لا يتعلم، ولكنني شخصياً بدأت مشواري الفني منذ كنتُ صغيرة، وتغربت وتعلمت الشيء الكثير، إلى حد أنني صرت أحب الترحال.
? لكن غربتك لم تكن غربةً بالمعنى الحقيقي للكلمة، خصوصاً أن هناك قواسم مشتركة كثيرة بين البحرين والكويت، مثل القرب الجغرافي والعادات والتقاليد، وغيرها؟
- هذا صحيح. أيضاً سبق وعشت في الإمارات، غير أنني قضيت أكثر سنوات حياتي في بلدي الثاني الكويت، وأبنائي درسوا وتعلموا هنا.
? فلننتقل بالنقاش إلى أعمالك الفنية، لنسألك عن تجربتك المسرحية مع «قروب البلام» في «ليلة زَفِّته» التي اختتمت عروضها أخيراً ؟
- المسرحية لم تنه عروضها بالمرة، بل سنقدم بقية العروض في جولة فنية خليجية، بعد نجاحها الكبير في الكويت، حيث لاقت العروض إعجاب الجمهور الكويتي. ولا يخفى أن «قروب البلام» له مكانة مميزة في قلوب محبيه، وأتذكر أنه حين عرضنا مسرحية «العظماء السبعة» في السعودية، كان الجمهور غير عادي ورهيب جداً. أما في «ليلة زَفِّته»، فقد حاولنا تفادي كل الملاحظات التي لوحظت في أعمالنا السابقة وإن كانت بسيطة.
? لاحظنا أنه في «ليلة زَفِّته» كان هناك مزيج بين الكوميديا والتراجيديا، بالإضافة إلى طريقة الإخراج التي قُدمت بأسلوب جديد، فيه شيء من المسرح الجماهيري والأكاديمي أيضاً؟
- نعم، وهذه خطوة موفقة تُحسب لـ«قروب البلام» ونحن كطاقم كامل حين نحصد نجاحاً لا نعتمد عليه، بل نفكر في ما هو مقبل، وفي الجديد الذي يميزنا مسرحياً، و«للأمانة» فإن الفنان حسن البلام دائماً ما يحتوينا جميعاً كأسرة واحدة.
? نادراً ما نلاحظ وجود طاقم فني بأكمله يعمل على قلب واحد، ويظل متواصلاً حتى خارج المسرح؟
- بالفعل. وعلى سبيل المثال، أنا بحرينية الجنسية ولكنني كويتية الروح، وأعرف مكانتي عند حسن البلام وبقية «القروب». هناك أشخاص لا يعرفون معنى العلاقة الأخوية النظيفة، ولكننا نؤمن بها كثيراً.
? هل تعانين من الغيرة، كونك ما زلتِ متواجدة على خشبة المسرح منذ سنوات؟
-لا يخفى أنه في فترة من الفترات كنت أعاني من «طعنات في ظهري» من دون توقف، لماذا وما السبب... لا أعلم! علماً أن ظهوري في وسائل الإعلام محدود للغاية.
? في رأيك، لماذا هذا التجريح في الكلام وهذه الطعنات؟
- لفت نظري أحد الأشخاص حين قال لي: «يضربونك لأنك فنانة بحرينية ومع أقوى (قروب) مسرحي في الكويت». هنا ركزت في كلامه، ومن يومها صرتُ لا أعبأ بكل الضرب الذي أتلقاه في ظهري، فالجميع يعرف أنني لا أنظر إلى الحقد والحسد بعين الضغينة والكراهية.
? حسناً، ألم يعتريكِ شعور بالاشتياق لمسرح الطفل؟
- غالباً ما يقدم «قروب البلام» عملين، واحداً للكبار وآخر للصغار، حيث سبق وتحدثت مع حسن البلام عن إمكانية التواجد في مسرح الطفل، لكنه كان حريصاً على تواجدي في مسرح الكبار.
? أي من المسرحين تفضلين.. مسرح الكبار أم الطفل؟
- مسرح الطفل يعتبر أسهل نسبياً من مسرح الكبار، وهو ممتع، كما أن أحداثه عادة ما تكون جاهزة ومسجلة، مثل الاستعراض والأغاني والقصص البسيطة. في حين أن مسرح الكبار «يخوِّف» والخطأ فيه، وإن بدا بسيطاً، لكنه يكون فادحاً ولا يغتفر بسهولة.
? هل ينبغي أن يواكب المسرح أحداث الساعة والقضايا الشائكة التي يتخللها الشارع الخليجي؟
- هذا أكيد. لكن لا بد من مواكبة ذلك بحذر شديد «ونكون فاهمين» الحدث أو القضية بشكل كامل.
? يعزو البعض غيابك عن الموسم الدرامي الماضي إلى حرصك - المبالغ فيه - على جودة العمل ودراسة كل عوامل النص الذي يُعرض عليك؟
- «من حقي»، فإما أن أكون متواجدة بالشكل الصحيح الذي يرضيني وإما لا. وللعلم، فإن غيابي هذا العام عن الدراما التلفزيونية لم يكن مقصوداً على الإطلاق، بل سببه تأخرنا في تصوير مسلسل «كان خالد» للمنتج والفنان نايف الراشد، وهو ما دفعنا إلى تأجيل عرضه، حيث تقرر عرضه أخيراً على شبكة قنوات «OSN» في الثامن من شهر سبتمبر الوشيك.
? ما ملامح دورك في العمل؟
- أجسد دوراً جميلاً، يحمل حالات نفسية وتناقضات ومطبات كثيرة، حيث حرصت على اختياره بدقة بالغة، كعادتي في اختيار أدواري.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي