أصبوحة

تأثير الأفكار على حياتنا

تصغير
تكبير

نتساءل أحياناً، ما الذي يجعل شخصا ما يستطيع مواجهة أو التغلب على صعوبات الحياة البدنية والنفسية والاجتماعية، بينما غيره من الأشخاص أقل قدرة واستعدادا لمواجهة مثل هذه الصعوبات، رغم أن البشر لا يختلفون في عدد خلاياهم وبنائهم.
كما ننظر بإعجاب لمن استطاع التغلب على الأمراض وهزيمتها، أو النهوض من عثرات الحياة النفسية والاجتماعية والمعيشية، ونصفه بأنه صاحب إرادة قوية، لم تردعه العثرات رغم تكرارها، فأين كمن السر؟
يرى بعض العلماء ومنهم علماء فيزياء الكم، أن الظروف المحيطة، تلعب دوراً كبيراً في حالات الإنسان المختلفة، إلا أن هناك عاملا آخر ذاتيا بامتياز، قد يقلب موازين الأوضاع والأحوال، فالإنسان ليس ذا بعد واحد، بل هو كائن معقد التركيب، بسبب التطور التاريخي لملايين السنين.
وقد اكتشف الجراح الإسباني الكبير أنجل سكوديرو، أن للأفكار والمشاعر ردة فعل مؤثرة بشكل كبير على أجسادنا، وقد لاحظ هذا الأمر عندما كان يحتاج لمخدر من أجل عملياته الجراحية، ولنقص هذا المخدر في إسبانيا في فترة من الفترات، حاول ابتكار طريقة ليجعل المريض يركز على شيء آخر غير الألم، ونجح بنسبة لا بأس بها، وهذا جعله يفكر ويجرب في الأمر بطريقة أعمق.
وتوصل في النهاية إلى أن للأفكار والمشاعر تأثيراً أكيداً على فسيلوجيتنا، وبعد سنوات من الجهد، لاحظ أن الأفكار الإيجابية والسلبية، تغير من حالتنا البدنية وتؤثر على المؤشرات الحيوية، فالأفكار الإيجابية تسبب ردة فعل بيولوجية إيجابية، منها أن الفم يصبح رطباً، وينقبض أو يتقلص بؤبؤ العين، وتنتظم دقات القلب، وينتظم ضغط الدم، وتسترخي العضلات وغيرها من الملاحظات.
أما الأفكار والمشاعر السلبية، فتحدث العكس في جسم الإنسان، أي بشكل عام أن الأفكار الإيجابية تجعل كل شيء في أعضائنا الداخلية وخلايانا تعمل بكفاءة تامة، أما الأفكار السلبية فتسبب ضغطاً على أعضائنا، وهذا قد يسبب الأمراض بما فيها الخطيرة منها.
فالإرادة هنا تعني اشتراك الأفكار والمشاعر والسلوك، وسواء كان الإنسان واعياً لهذا الأمر أم لا، فالتأثير لا يختلف في الإيجابي وفي السلبي، واستخدم سكوديرو هذه الحقيقة في عملياته الجراحية، عن طريق التخدير الذاتي بلا مخدر وكذلك الولادة، ثم طور هذا الأمر بشكل واسع، وسمى هذه النظرية العلاج بالأفكار.
وذهب العالم الفيزيائي الياباني ايموتو، إلى أن الأفكار الإيجابية تؤثر على جزيئات الماء إيجابياً والسلبية تؤثر بالعكس، ولأن في تركيب الإنسان أكثر من 60 أو 70 في المئة ماء، فلنتخيل ماذا يمكن أن تفعل الأفكار في أجسادنا، كما أن ثلثي الكرة الأرضية مغطى بالماء، فلنتخيل ما تأثير الحروب والكراهية والتعصب على كوكبنا.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي