حوار / «أحب الأدوار المُركبة التي تُبرز عضلاتي كفنانة»

إلهام علي لـ «الراي»: «مَقْلبتُ» نفسي... تفادياً لـ «الكاميرا الخفيّة»

No Image
تصغير
تكبير

كشفت الممثلة السعودية إلهام علي عن أنها «مقلبت» نفسها بنفسها، خوفاً من الوقوع ضحية برنامج «طبختنا غير» الذي دعيت إليه، واصفة شعورها بعد اكتشافها أن البرنامج كان فعلاً يتعاطى شؤون الطبخ بالقول «شعرتُ بأني ذكية جداً».
علي، اعترفت في حوار مع «الراي» بعدم رضاها عن نفسها كممثلة، وبأنها لا تنفك «تجلد ذاتها» يومياً، لكونها لم تُفجّر كل طاقاتها لغاية الآن، في المسرح والدراما والسينما، مشددة على شغفها بتأدية الأدوار المُركبة، التي ترى أنها تُبرز عضلاتها كفنانة، على عكس الأدوار الأخرى. كما أبدت تشوقها لأداء شخصية السيدة آسيا زوجة فرعون، بالإضافة إلى توقها لأداء دور أوبرا وينفري.

• انتهيت أخيراً من العروض الخاصة لمسرحية «أبو قدحة» فكيف وجدتِ التجربة؟
- أنا سعيدة للغاية بتجربتي في هذا العمل، وبالتعاون مع كوكبة من النجوم المشاركين فيه، من طراز فايز المالكي ومحمد علي وخالد صقر، وغيرهم الكثير، إلى جانب كاتب النص محمد الفهادي والمخرج خالد الباز. مع العلم أن «أبو قدحة» هو أول مسرح جماهيري بالنسبة إليّ في المملكة العربية السعودية، على عكس ما قدمته في السابق بين الكويت والبحرين. وقد تلمست من خلال المسرحية تعطّش الجمهور السعودي لهذه النوعية من المسارح، كما اكتشفت أن هناك شحاً كبيراً في العنصر النسائي، لا سيما وأن عدد الممثلات المسرحيات في المملكة قليل جداً.
• ما هو «الكراكتر» الذي قدمته في المسرحية؟
- ظهرت بـ«كراكتر» جديد كلياً، من خلال شخصية «ياسمين» ابنة خالة «أبو قدحة»، الذي جسد دوره فايز المالكي، وهي دكتورة مثابرة، وتُمثل خط الاتزان في المسرحية. كما أعتبرها رمزاً للنساء في بلادي، حيث أظهرت عمّا لديهن من أحلام وطموحات، بالإضافة إلى إصرارهن على شق طريق النجاح.
• الآن، وبعد انتهاء مسلسل «العاصوف»، هل ترينَ أن شخصية «الهنوف» التي جسدتها في العمل حققت النجاح المطلوب؟
- يمكنني القول إن شخصية «الهنوف» نجحت في تحقيق التفاتة مهمة، وليس النجاح بمعناه الكبير، خصوصاً أن مشاركتي في المسلسل اقتصرت على ظهور خاص. لكن ولله الحمد، لم توّجه لي انتقادات، بل بالعكس فقد حظيت شخصيتي بأصداء طيبة، بالرغم من أنها شخصية صعبة، إذ بدت متطرفة جداً في آرائها الدينية.
• وماذا عن أصداء دورك في مسلسل «عذراء»؟
- كانت مساحة الدور المُسند إليّ في هذا العمل محدودة نوعاً ما، حيث ظهرتُ فيه من باب ضيوف الشرف، كما قدمت من خلاله شخصية «هيا» الشريرة، التي تسعى إلى فرض سيطرتها على السجينات بوسائل شتى، عبر ما تقوم به من تهكم عليهن وتنكيل بهن. بصراحة، أنا راضية عن الدور رغم صغره، ومع ذلك فإنه لم يُرضٍ غروري. فبالرغم من كل الإشادات التي تلقيتها من فنانين ومخرجين ومشاهدين، إلا أنه وصلتني أيضاً «مسبّات» وشتائم، لما أثارته شخصيتي في المسلسل من ردّات فعل عكسية على ما اقترفته بحق السجينات.
• حدثينا عن تجربتك في برنامج «طبختنا غير» على قناة أبوظبي؟
- سأحكي لك قصة طريفة حدثت معي قبل الظهور في هذا البرنامج، وهي أنني خلال تصويري لمسلسل كوميدي في مصر بعنوان «على جنب»، والذي يعد أول بطولة كوميدية فعلية بالنسبة إليّ، تلقيت اتصالاً من فريق البرنامج السالف ذكره للمشاركة فيه، فوافقت على الفور، وحينها كنت على يقين تام بأن هناك «مقلباً» يتم تحضيره لي على نار هادئة، في أحد برامج الكاميرا الخفيّة، خصوصاً أن البرنامج سيعرض على شاشة رمضان، إذ خطرت في بالي فكرة ظننتُ لوهلة أنها فائقة الدهاء، كي أقلب السحر على الساحر. ذهبت إلى البرنامج الذي قيل إنه يُعنى بشؤون الطبخ، وأخذت أبحث في الغرفة المخصصة لي عن مكان الكاميرات التي قاموا بزرعها (وفقاً لقناعتي)، فلم أجدها. ثم بدأتُ أترقب «المقلب» بشغف، وظللت أفكر وأتساءل بصمت: «هل سأكون وجبة كوميدية دسمة للمشاهدين في رمضان!...هل ستحترق الطبخة مثلاً ليشاهدوا ردة فعلي، أم سينفجر الغاز لكي أخاف وتنتابني نوبة هستيرية من الصراخ والبكاء، فأصبح أضحوكة؟». لكن لم يحدث شيء من ذلك أبداً، فقد كان البرنامج بعيداً تماماً عن الكاميرا الخفيّة، وهو بالفعل برنامج يتناول المطبخ العربي، وبالنهاية «مقلبتُ نفسي» تفادياً للوقوع في «المقلب»، الذي لم يكن له وجود بالأساس.
• وكيف كان شعورك بعدها؟
- ضاحكة: شعرتُ بأني ذكية جداً.
• حسناً، ما العروض التي تلقيتها لأعمال جديدة؟
- تلقيت 3 نصوص، اثنان منها لأعمال تلفزيونية سعودية، والنص الثالث لمسلسل كويتي. لكنني لم أوقّع أي عقود لغاية الآن، تمهيداً لقراءة أدواري فيها بإمعان شديد. في سياق آخر، أبرمت قبل فترة عقداً لبطولة عمل جديد، لمصلحة أحد المواقع الإلكترونية، وسيجري تصويره قريباً في جنوب أفريقيا، حيث سيكون الأداء فيه على الطريقة السينمائية.
• ما الذي يهمك دائماً قبل أن توقعي العقد مع الجهة المنتجة؟
- النص ثم النص ثم النص، كي لا أقع في الأخطاء السابقة نفسها. ففي الماضي كنت أستمع إلى تفاصيل الشخصية شفهياً من المؤلف من دون قراءة، وعند تطبيقها في الواقع أجد أن خطوطها تغيرت، وظهرت محاور أخرى بعيدة عن تلك التي استمعت إليها. هناك محاذير أخرى، لا ينبغي تهمشيها كالأعراف والتقاليد والأجور وغيرها.
• بعد هذا المشوار، هل أنت راضية عن نفسك كممثلة؟
- لستُ راضية عن نفسي، فبالرغم من كل الأعمال التي قدمتها في السابق ولاقت إعجاب الناس، إلا أنني ما زلت أجلد ذاتي يومياً، حيث لديّ طاقات لم تُفجّر بعد في الدراما والسينما والمسرح.
• ما هي الشخصية التاريخية التي توّدين تجسيدها؟
- أتمنى أن أجسد شخصية السيدة آسيا زوجة فرعون، التي تبنّت سيدنا موسى عليه السلام، وصبرت على ظلم وجبروت زوجها. أما في العصر الحديث، أود تقديم دور أوبرا وينفري مع أنه لن يكون سهلاً على الإطلاق لناحية الشكل والمعاناة، التي كابدتها من اغتصاب ومشكلات جمة في حياتها، حتى أصبحت امرأة عصامية مُلهمة لكثير من الأجيال.
• ما الأدوار التي تنحازين إليها أكثر «الشريرة، اللعوب، المعقدة» أم غيرها؟
- لا تستهويني الأدوار العادية والسهلة، بل أحب الأدوار المُركبة التي تعمل على إبراز عضلاتي كفنانة لما تحتويه من صعوبة شديدة التعقيد، وفيها لعب كثير في الشخصية والأحاسيس. أميل إلى الشخصية «المعقدة» التي تناقص شخصيتي في الواقع، والمهم ألا أقدم دوراً عادياً، كأدوار الفتاة الطيبة والجميلة.
• لماذا تحاولين إزاحة شقيقتك الفنانة مي علي عن الساحة الدرامية، رغم أنها تمتلك موهبة التمثيل؟
- بالعكس، أنا من أوائل الداعمين لها، لكن مي تهوى الغناء كثيراً، وتُفضّله على التمثيل، ودائماً ما كنتُ أرشح اسمها ضمن الوجوه الجديدة في الساحة الدرامية، لكي تكون بجانبي في أحد الأعمال، وهذا الأمر يسعدني حقاً.
• بماذا تنصحينها؟
- أنصحها بالمضي قدماً في الغناء وفق خطوات ثابتة ومدروسة، وعدم الاستعجال في النجاح أو اللهث وراء الشهرة والماديات، وهي مستمعة جيدة وتعرف مالها وما عليها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي