عمل مسرحي استضافته «أرض المعارض»
«اليوتيوبر»... قيم أخلاقية تربوية وطرق لباب التنمّر
أسدلت مسرحية الأطفال «اليوتيوبر» الستارة على تقديم عروضها المسرحية في «أرض المعارض»، بعدما سلطت الضوء على مجموعة من القيم والأخلاقيات المهمة في حياة الطفل، مثل ضرورة التعلم والحرص على اختيار الصديق الوفي والصحيح وأيضاً التطرق إلى قضية يعاني منها الكثيرون اليوم وهي التنمر، إذ تم طرحها بأسلوب مبسط ممتزج بعناصر مسرح الطفل.
«الراي» شاهدت أحد العروض، فكانت القصة باختصار تدور أحداثها داخل مدرسة تضم مجموعة طلبة منهم المتفوقون وآخرون غير مهتمين بالتحصيل العلمي أو النجاح حتى، لكن المدرس (يجسد دوره يعقوب عبدالله) يحاول قدر المستطاع جذبهم جميعاً من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات خلال الحصص، ومن ثم النجاح في حياتهم العلمية والعملية، فيواجه معهم العديد من الصدامات، خصوصاً مع تلك الفئة اللامبالية، والتي أيضاً تقوم بالتنمر على زميل لها بسبب مظهره (يجسد دوره دايلر)، الأمر الذي يجعل منه شخصاً منكسراً راغباً في الهروب من واقعه. حينها يحاول صديقاه مساعدته لمواجهة من يهاجمونه باستمرار (حسن العطار وهاني الهزاع) لكن الأمر ينقلب عليهم عكساً عندما قامت تلك المجموعة الشريرة (عبدالرحمن اليحيوح ومحمد الأنصاري) بسرقة ذاكرة الكاميرا الخاصة به، وهنا تقوم شقيقته (صمود المؤمن) بتقديم النصح له وجعله قوياً لمواجهتهم وأيضاً ليحقق حلمه الذي لطالما أراده، متولية إدارة أعماله. وفعلاً، بدأ بعدها في حصد الشهرة الكبيرة التي كان يطمح إليها، لكنه في المقابل أصبح طالباً فاشلاً في دراسته همّه الوحيد أنه بات يمتلك الأموال والشهرة رغم محاولة أستاذه أن ينصحه للعودة كسابق عهده طالباً مجتهداً.
أما والده (ميثم الحسيني)، فهو أيضاً غير مبال، وهمّه الوحيد أن يحصل على المال.
مخرج المسرحية الفنان بدر الشعيبي حاول من خلال رؤيته البسيطة، إيصال المضمون إلى المتلقي (الطفل)، فكان له ما أراد. فهو لم يذهب إلى الديكورات الضخمة التي قد تكون عائقاً في حركة الممثل أو حتى مزعجة للعين، بل اختار ديكوراً بسيطاً عبّر من خلاله عن المكان، كما كان سهل التغيير بسرعة. كذلك، الإضاءة كانت مريحة للعين، وعبّرت عن الحالة. وفي منطقة أخرى، كانت الموسيقى متناسقة ومتماشية مع فكرة المسرحية، خصوصاً أن الطالب الذي تعرض للتنمّر كان طموحه أن يصبح مغنياً مشهوراً. وفي ما يخصّ أداء الممثلين، فكان متجانساً غير مفتعل بعيداً عن الإفيهات التي اعتدنا سماعها في بعض المسرحيات.