رأي قلمي

من يرغب في الاستمرار...؟!

تصغير
تكبير

من أراد أن يستمر بما كان عليه في رمضان وينعم بنسمات ونفحات الرحمن طول العام، عليه أن يسلك سبيل الاستقامة، بعد أن يوفر له الإطار الذي تتفاعل فيه الخبرات والإنجازات في سنوات مضت وعاد عليه شهر رمضان وفاز بالقبول والرحمة والعتق من النيران.
العقل البشري وبما يتمتع به من طاقات هائلة تظل وظيفته عند بحث القضايا الكبرى أشبه بوظيفة المدير التنفيذي الذي يجهز كل أدوات الرحلة ووسائلها، ولكنه لا يحدد أهدافها، فهاهو شهر رمضان قد مضى فكلف عقلك بتجهيز أدوات الرحلة للاستمرار بما كنت عليه في شهر الرحمات، ما عليك إلا أن تكلف قلبك القائد بأن يحدّد أهدافك ووجهتك في بقية شهور السنة، لا تدع السنة تمضي من دون أن تستغل كل ثانية ودقيقة فيها، مثلما كنت تستغلها في شهر البركات.
أقبل على بقية الشهور بجدية وبنفس الروح والإرادة التي أقبلت فيها على شهر رمضان، وسيوصلك إلى كل أمنياتك، ويحقق لك كل رغباتك، تسابق وتنافس لفعل الخيرات من صدقات مالية وعينية، وإطعام طعام وسقيا، كما كنت تُبدع وتتفنن في شهر رمضان لتجميع الحسنات ورفع الدرجات.
من حكمة الله بعباده دائماً أن جعل لهم الطاعات موصولة بنوع من أنواع النفع، والمعاصي موصولة بشكل من أشكال الضرر، لذا فلابد من وضع مسافة تفصل بين ما نعتقده وما نفعله حتى يتجلى لنا المعنى الحقيقي للإيمان بأن الدنيا مزرعة للآخرة من خلال الالتزام بأحكام الشريعة الغراء وآدابها، فنحن مطالبون بالكفاح الدائم وبشكل يومي من أجل الاستمرار على الطريق الصحيح والتخلص من المعركة الدائرة في جعبة كل مسلم بين الخير والشر والصواب والخطأ، والاستمرار على ما كنّا عليه في شهر رمضان الفرصة الذهبية، للنهوض بالمسؤوليات وإعادة تشكيل حياتنا بمقتضيات المنهج الحق، وفي طياته منعطفات تضيء للمسلم طريق الهداية لبلوغ الجنان وهو الهدف الأسمى، وبلوغ المزيد وهو النظر لوجه الرب العظيم، فلنعش بقية الشهور كشهر رمضان، ونجعل كل أيام السنة آية من آيات الثقافة والريادة والمسؤولية في آن واحد.

[email protected]
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي