تُقدم عروضها فوق خشبة مسرح «نادي كاظمة»

«زين والأقزام الثمانية»... إبداع مسرحي يحارب التنمّر

تصغير
تكبير

لا ينفك مسرح «زين» في كل عام عن تقديم «عيادي» من نوع آخر إلى جمهوره، ممزوجة بالإبداع السمعي والبصري والحسّي، وهو حال ما شاهدناه في البروفة النهائية من مسرحية «زين والأقزام الثمانية» أثمن عرض مسرحي، التي تُقدم عُروضها فوق خشبة مسرح «نادي كاظمة».
بدأ العرض بعد كلمة ألقتها مدير عام شركة «جوي برودكشن» المنفذة للعمل والمشرف العام على المسرحية مي الصالح، قالت فيها: «نرحب بكم في البروفة النهائية من المسرحية، وفي هذا العام أردنا التركيز على معنى كلمة قزم التي نعني بها قصير الرؤية والهمّة والطموح وليس قصير الطول، كما هو متعارف عليه، وهذه المعاني التي نود غرسها في نفوس أولادنا. والتحدي الحقيقي هو أن نظهر لكم عاماً بعد عام بشيء جديد سواء على صعيد الديكور والألحان والنص، فهذا التحدي الحقيقي لنا وأتمنى ان تحوز على إعجابكم».
بعدها انطلقت أحداث المسرحية التي دارت حول أختين تحبان بعضهما البعض، هما زين جسدتها بإتقان فتحية جعفر، ووردة جسدتها شهد العميري التي أطلّت بشكل مختلف عن السابق وأداء متطور، لكن الغرور يدخل إلى أعماق وردة من خلال المرايا التي قامت بسحرها فكانت سبب الفتنة بينهما وتعكير الأجواء وتوتر العلاقة بين الأختين، حينها تهرب زين إلى الغابة، وهناك تلتقي بمجموعة من الأقزام جسد أدوارهم بشار الشطي، فاطمة الصفي، ونور الغندور، ومروى بن صغير، وحمد أشكناني، وفرقة شيّاب عملوا على مساعدتها وتقديم النصح لها والوقوف إلى جانبها عندما أخذوها معهم إلى مدينتهم وهناك شاهدت الحب والقناعة والسلام التي يعيشون فيها على الرغم من أنهم أقزام. أما أختها وردة فقد وصل بها الحال إلى التخطيط والتفكير بقتل أختها زين، بعد توجيهات زعيم الشر المرتبط بالمرايا، والذي جسد دوره علي كاكولي الذي أشار عليها أن تعطي أختها تفاحة مسمومة، لكن ذلك السحر يبطل مفعوله عندما تمنت زين قبل أكلها للتفاحة أن تعود أختها لسابق عهدها، حينها ترجع الأمور إلى سابق عهدها بين الأختين وينتهي مفعول السحر وخبث المرايا.


عمل يحمل قيماً أخلاقية وإنسانية عالية للطفل، تم طرحه وفق أسلوب عالمي راق ومدروس، فمسرح الطفل يعتمد بالدرجة الأولى على الإبهار لشدّ الطفل لما يدور فوق الخشبة، وهو ما تعتمد «زين» دائماً في أعمالها، إلى جانب التركيز بشكل كبير على المضمون الذي يعتبر الأساس، وبدا واضحاً تناغم الأداء التمثيلي لجميع الفنانين المشاركين من دون استثناء، إذ كانت كمية الاندماج والتعايش مع الشخصيات واضحة، وهو ما جعل الكبار أيضاً يتابعون الاحداث باستمتاع، إلى جانب ذلك أيضاً أذكر جمالية العناصر المسرحية الأخرى التي تعتبر مكملة ومرتبطة مع بعضها بشكل وثيق من الموسيقات واللوحات الاستعراضية وأيضاً الديكور والألوان المستخدمة.
باختصار شديد تبقى «زين» في جميع أعمالها عالماً جميلاً يسعد من يشاهده.
يذكر أن «زين والأقزام الثمانية» عمل مسرحي ذو طابع غنائي استعراضي مستند إلى حدث درامي محبوك بصورة جميلة ومتقنة، من كلمات هبة مشاري حمادة وألحان بشار الشطي وتوزيع ربيع الصيداوي وإخراج سمير عبود، ومن بطولة بشار الشطي، وفاطمة الصفي، ومروى بن صغير، ونور الغندور، وعلي كاكولي، وحمد أشكناني، وشهد العميري، وفرقة شيّاب، وفتحية جعفر.
وعلى هامش العرض، صرّحت الكاتبة هبة مشاري حمادة بأن: «مسرحية (زين والأقزام الثمانية) هي عمل مأخوذ عن القصة العالمية (ثليجة البيضاء والأقزام السبعة) وتم توظيفها لتكون وفق إطار أخلاقي مجتمعي متماش مع أجندة شركة زين للاتصالات، إذ حاولنا قدر المستطاع أن نفعل من خلال هذه المسرحية قضية التنمر والمتمثلة في معنى كلمة القزم الذي نرمز ونقصد بها قصير الرؤية والطموح والفكر وليس قصير الطول، وكما شاهدت في أحداث المسرحية المفارقة بأن الأقزام شديدي السعادة طول الوقت، وهذا يعني أن مجتمعهم خال من الماديات، بالمقابل قمنا بتفعيل المرايا وأنها مصدر الغواية الحقيقي للإنسان، إذ عندما يعجب بشكله ويصبح عقله صغيراً، فهذه هي الفكرة العامة التي أردنا إيصالها للأطفال بصورة غير صريحة وموجهة، بل تركناه بين السطور».
وتابعت حمادة: «شخصياً عانيت من التنمر وأكثر عمل واجهت فيه تنمر هو (زوارة خميس) بشكل غير متوقع ومعقول، لكن اليوم وبعد مرور عشر سنوات على وجودي في المجال الفني أصبحت لديّ مناعة من التنمر، وللعلم لو أن الجدلية لا تحصل حينها سوف أشك في نجاح العمل الذي أقدمه للجمهور، لانني مقتنعة أن الجدلية جزء من نجاح العمل».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في شركة «زين» وليد الخشتي «تقوم شركة زين للاتصالات للسنة التاسعة للتوالي، بعمل مسرحية مميزة وهادفة للأطفال، وفي العام الحالي قمنا بالتطرق إلى الأخوة والعزوة ومبادئ أخرى عدة نحن حريصون على إيصالها للطفل، ومنذ أن فتحنا باب الحجوزات بدأ الجمهور يتهافت بسرعة ووصلنا اليوم إلى عدم وجود كرسي واحد طوال الأيام السبعة الأولى، وهو مؤشر جميل ورائع على نجاح ما نقدمه».
أما الفنان نبيل شعيل الذي يحرص على التواجد في كل عام من أعمال «زين»، فقال: «منذ الوهلة الأولى للمسرحية استمتعت بها على الرغم من أنها للأطفال، لكن الواقع يقول إنه حتى أولياء الأمور سيستمتعون بها أيضاً. ومن ناحية أخرى أرى بأن القائمين على هذا العمل الفني الضخم في كل سنة يتفوقون على أنفسهم ويتطورون إلى الأفضل من جميع النواحي، وهذا الأمر لمسته بنفسي عندما قارنت كل الأعمال السابقة التي قدموها كوني حريصاً على مشاهدتها والتواجد كل عام، ففي كل مرة تجد تقنيات مختلفة ومتطورة، والنص والموضوع يُختار بعناية، ومن وجهة نظري أرى أنه أفضل مسرح يُقدّم للطفل الذي أشبهه دائماً بالوعاء المُستقبِل لكل شيء، ودورنا أن نقدم له الشيء الصح دائماً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي