مبارك عليكم الشهروعساكم من عواده، عاد رمضان إلينا وعادت معه ذكرياتنا وعاداتنا الرمضانية الجميلة، فلكل دولة عربية مسلمة طقوسها وعاداتها الرمضانية التي تخصها دون غيرها من الشعوب، وهي عادات رمضانية متوارثة من جيل الى جيل، وهناك من تمسك بها وهناك من نسيها واندثرت مع السنين، ونحن في الكويت مثل بقية الشعوب العربية الاسلامية لنا عاداتنا الرمضانية الجميلة التي تربينا عليها منذ الصغر وكبرت معنا، وقد يعرفها البعض ويجهلها البعض الآخر، ومن أجملها - والتي نستقبل بها رمضان - (نقصة رمضان).
وهي عادة كويتية خليجية قديمة. وعند البحث عن معنى كلمة نقصة لم أجد لها معنى قريباً سوى كلمة «استنقص»، بمعنى عندما يود شخص أن تشاركه أو تقاسمه في شيء هو يملكه، يقوم باستقطاع جزء منه ويستنقصه لك. والجميل أنها ليست مرتبطة بأكلة معينة، وإنما قد يستنقص التاجر لصديقه التاجر صفقة تجارية مربحة من باب المحبة. ولكن ما سبب ارتباط كلمة نقصة بشهر رمضان؟وهل تغيرت نقصة رمضان اليوم عما كانت عليه في الماضي؟
الحقيقة أنها ارتبطت بشهر رمضان بسبب عاداتنا الجميلة في الماضي حيث نجد ربات المنزل، أمهاتنا وجداتنا عندما كن يقمن بإعداد وجبة الفطور لعائلاتهن، كانت ربة الأسرة تقوم باستنقاص جزء من هذه الوجبة أو بعمل وجبة أكبر من أجل إرسال طبق من فطورها إلى منزل جارتها، وتقول هذا الصحن نقصة لبيت أم فلان. وكانت في رمضان عملية تبادل أطباق الفطور بين الجيران تبدأ قبل الافطار بنصف ساعة، وعند موعد الإفطار نجد السفرة تحتوي على أطباق متنوعة من نقصة الجارات والأهل.