«وقِفوهم إنّهم مسؤولون»

No Image
تصغير
تكبير

نتأمل قليلاً في الآية الكريمة: «وقفوهم إنهم مسؤولون»، هي تعني الكثير من المعاني والمواقف في حياتنا، جميعنا مهتمون بتفاصيل الحياة، وعلينا كم من المسؤوليات والواجبات، قد نرى فيها جميل الصدف أو سيئ الطالع، «كلٌ في كتاب مبين»، تلك أمور اعتيادية، هي الحياة بحلوها ومرها.
فإذا نظرنا في بادئ الأمر إلى الأسرة... فهي تبدأ بالوالدين والأبناء، والطفل هو «اللبنة الأولى»، والأهم في التربية والإصلاح، والاهتمام به بشكل سليم هو إحياء لجميع الميول المعنوية والفكرية لدى الطفل.
فالإسلام دين العقل والمنطق... كما هو دين العلم والمعرفة، ومن تعاليم ديننا نشأ أطفالنا وتربوا على نهجه.
التربية هي التعليم والمداراة، بعيداً عن القسوة في التعامل، ففي بعض الدول لا تزال تمارس فيها بعض العادات والتقاليد القديمة كالعقوبة الجسدية، كشيء أساسي في التربية، فهي تعني الترهيب والتخويف، إيمانا منهم بأن القسوة هي التي تجعله رجلا سوياً، فيعامل الطفل كممتلكات خاصة، لا كأفراد لهم حقوق.
وفي الآونة الأخيرة بدأت تتدخل منظمات حقوق الإنسان والهيئات العالمية لحفظ حقوق الطفل، وحفظ كرامته وعزله عن أسرته، بسبب العنف، وذلك لانعدام الوعي الثقافي، ففي الكويت أنشئت «محكمة الأسرة»، لبعض الأسباب ولحفظ حقوق أفراد الأسرة، وفض المنازعات الأسرية بجميع أشكالها.
وإذا بحثنا في معنى «وقفوهم إنهم مسؤولون» فإننا سنلقي اللوم على أعداد كثيرة من الناس، فهم مسؤولون ومقصرون في الوقت نفسه، ففي التعليم هناك شهادات مزورة، وفي الصحة أطباء مزيفون... نالوا من حياة المرضى بإجراء عمليات جراحية خاطئة وتزويد المرضى بأدوية لا تعالج الداء، وانعكس التشخيص على الأسوأ مع المرضى وانكشف الأمر، والبعض يعمل لسنوات طويلة وبشهادة مزورة.
أصبح التزوير كصفة محببة لأفراد لا يضعون حداً لسلوكهم الخاطئ، ويعتبرون تزوير الجنسية الكويتية شجاعة ومهارة بالنسبة لهم، لا أدري كيف يكون رد فعلهم السيئ بعد انكشاف أمرهم المريب أمام الملأ ؟ كالسارق... لا يزال يسرق حتى يوقظه الأمن من سبات أحلامه، وقد يكون غارقاً في خططه لا يعبأ بجرمه، وما يقترفه من سرقة أموال لا يحق له جمعها أو التصرف بها.
قد يكثر الطامعون والمزورون حينما تقل الرقابة والإشراف على مواقع كثيرة ومهمة في بعض البنوك والهيئات، كما تفشّى الفساد بجميع طرقه وأشكاله.
أما بالنسبة للأموال التي تصرف لدول أجنبية أوعربية سواء بقرض أو منحة، فهي أموال تخرج من خزينة الدولة ويجب الاهتمام بمستقبل الكويت والأجيال القادمة... ومن الأهمية بمكان استغلال تلك الملايين في مشاريع سياحية لجذب السياح وتطويرالوجهة الحضارية للكويت، لأننا مللنا جدا من «الحفريات المستدامة».
وماذا عن «مترو الأحلام؟»، والذي رسم له خط العبور شمالاً وجنوباً ولم ينفذ...
وما زلنا ننتظر تحقيق هذا الحلم، كالمدينة الترفيهية، التي أغلقت للصيانة ولم تفتح حتى يومنا هذا، وأظن أن أحلامنا كثيرة وقد حبانا الله بالصبر الجميل.
المحافظة على ثروات الكويت ومصالح المواطنين، أهم بكثير من التعيينات الانتهازية، فاحرصوا على خدمة البلاد، والاستعانة ببعض المتقاعدين عند الحاجة، على أن يتم تعيين الكفاءات ذوي الخبرة في المناصب القيادية وعدم إحالتهم إلى التقاعد، لأن الكفاءات تنجز ولا تعجز.

Twitter: @H_ALHASHEMMI
ALhashimi636@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي