خلال مؤتمر «الثقافة والهوية في مجتمع الخليج العربي»
الجسار: المرحلة الحالية تتسم بتدفق هائل من التحولات العابرة للقارات تمس البنية القيمية والمعرفية للمجتمع
أشار أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار إلى أن المرحلة التاريخية التي نجتازها تتسم بتدفق هائل من التحولات العابرة للقارات نعيش فيها ثورات تكنولوجية غير مسبوقة، وهذه التحولات تمس مباشرة البنية القيمية والمعرفية للمجتمع وتستدعي تساؤلات حول علاقة الهوية بالثقافة.
وخلال رعايته المؤتمر العلمي (الثقافة والهوية في مجتمع الخليج العربي) الذي ينظمه مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ومجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية بمشاركة خليجية متخصصة في مدينة صباح السالم الجامعية، قال الجسار إن المؤتمر يساهم في خلق حوار علمي نقدي حول الثقافة والهوية الخليجية من خلال نخبة أكاديمية متخصصة في دراسات الخليج والجزيرة العربية.
وأضاف أن قضية الثقافة في الخليج عموما وفي الكويت خصوصا «من قلب اهتماماتنا في المجلس إذ تلامس الأحداث التي يمر بها مجتمعنا مما يستوجب تحليلا معمقا لجذور التحولات التي تشكل الواقع المعاصر».
وذكر أن هذه الموجة العالمية مع تحديات محلية وإقليمية مثل تدهور البيئة الطبيعية وأزمات اجتماعية وسياسية وثقافية تدفعنا للتساؤل حول قدرة الثقافة والهوية الخليجية على الصمود في ظل هذه التغيرات، وكيفية تعميق الفهم والوعي لهذه التحولات التي ترتبط ارتباط وثيق بالاقتصاد والثقافة.
من جانبه أفاد رئيس المؤتمر نائب مدير الجامعة للأبحاث الدكتور عبدالله سلطان بأن عنوان المؤتمر «يبرز أهمية دور تفعيلِ طاقات التكنولوجيا بما يعزز هويتنا وقيمنا لا ليهددها ويتيح لنا مواءمة الاصالة بالمعاصرة على نحو متوازن».
وقال سلطان إنه على مدى يومين سيناقش الأكاديميون والعلماء والباحثون المختصون خلال جلسات المؤتمر موضوعات اجتماعية وثقافية وقضايا قانونية وفقهية تصب في مجال الثقافة والهوية في منطقة الخليج العربي ستساهم بتطوير رؤى وسياسات تدعم بناء هوية خليجية راسخة قادرة على التفاعل الإيجابي مع العالم دون التفريط بثوابتها.
بدوره أكد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية الدكتور يعقوب الكندري أن المؤتمر من شأنه تحقيق غايات بحثية محددة بمحاور تشكل خريطة طريق بحثية شاملة تركز على دراسة طبيعة التحولات في العالم المعاصر وعلاقة الهوية بالثقافة والنقاش حول الهوية الخليجية وأثر التراث الشعبي.
وقال إن البحث العلمي الرصين هو الأداة الوحيدة الكفيلة بتفكيك الإشكاليات المعقدة لذا يعد هذا المؤتمر فرصة ثمينة لتعزيز أهداف الوحدة والتكامل المعرفي بين مراكز الأبحاث في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأعرب عن التطلع أن تساهم الأوراق البحثية المقدمة في الخروج بتوصيات عملية ترسخ أركان المواطنة والانتماء والهوية في مجتمعاتنا وتحدد ملامح التراث والثقافة وعلاقتهما بمجتمعات دول المجلس.