فوجئت ومعي معظم أهل الكويت الغيورين، من الحملات الإعلامية المنتشرة في الآونة الأخيرة، والتي تدعو إلى محاربة ثوابت المجتمع الكويتي - المحافظ - وأخلاقياته.
دعوات تهاجم اللباس المحتشم، كالعباءة والحجاب والنقاب، وتتهم من تتمسك بهذا اللباس أو بعضه بالإرهاب والتطرف والتخلف والرجعية!
دعوات تحث على فتح النوادي الليلة، وفتح حانات الخمور!
يطرحون أكاذيب على أنها حقائق، يحاولون من خلالها تضليل الجماهير لتسويق أفكارهم!
يقولون إن منع الخمور في الكويت منذ الستينات تسبب في انتشار المخدرات في الكويت بنسب أعلى من الدول التي تسمح بالخمور!
ونقول إن الإحصائيات تُكذّب ادعاءاتكم ففي أميركا - والتي تسمح ببيع الخمور حتى في البقالات - تشير الإحصائيات والتي ذكرتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» بأنه في كل 25 ثانية في أميركا يتم إلقاء القبض على متعاط للمخدرات، وأنه يوجد في السجون الأميركية - بسبب التعاطي والمتاجرة بالمخدرات - مليون و250 ألف سجين، فما رأيكم بهذه الإحصائية؟
تطرح إحدى الداعيات لفتح الخمارات والمراقص، فكرة أن اتجاه الشباب لهذه الخمارات أفضل من اتجاههم لتعاطي المخدرات أو الانضمام لداعش!
وأقول - وعذرا على العبارة - إن فكرتك تشبه من يخير شخص بين الاغتسال بالبول أو القذر!
بينما كان بإمكانه أن يخيّره بين الاغتسال بماء النهر أو الماء المقطّر.
فلماذا نخير الشباب بين الرجس والنجس!
يزعم أحدهم في مقابلة: إن كل الشباب - وتأمّلوا تعمد التعميم - إنما يسافر للبحث عن النوادي الليلة!
ولا أدري لماذا ذكّرني كلامه بالمثل القائل: «كلٌّ يرى الناس بعين طبعه».
لقد كذب بهذا الادعاء، فشباب الكويت - بحمد الله تعالى - وسام شرف نفتخر بهم في كل المحافل، وتشهد لهم ميادين الشرف والأخلاق.
ألسنا نراهم يملؤون الرحلات المتجه إلى الحج والعمرة؟ ألا ترون المجاميع الشبابية العديدة المتّجه إلى المسجد النبوي من أجل التنافس في حفظ كتاب الله؟
أين أبصاركم عن شبابنا من الجنسين، والذين يشاركون في الحملات الخيرية لإغاثة المنكوبين في العالم مدار العام؟
لقد تصدى لحملات تغريب المجتمع ودعوته إلى الانحلال الخلقي، مجموعة من الغيورين، وللأسف أن إحدى الوسائل الإعلامية هاجمت هولاء واتهمتهم بالتطرف والتشدد!
ونقول: «إن لكل فعل ردة فعل، تساويه في الشدّة، وتعاكسه في الاتجاه».
فلا تستفزوا الشعب من خلال الطعن بثوابته وأخلاقه، ثم تطلبون منه الصمت والسكوت!
يقول عمر بن الخطاب: توشك القرى أن تخرب وهي عامرة، إذا علا فجّارُها على أبرارِها، وساد القبيلةَ منافقُها».
إنني أدعو الحكومة ونواب الأمة والعلماء والدعاة والحقوقيين والإعلاميين، وكل مخلص للأخذ على أيدي السفهاء والتصدي لدعواتهم المشبوهة وفق الأطر القانونية المشروعة.
إن الكويت هي سفينتنا التي ليس لنا غيرها، تحملنا عبر المحيط المتلاطم بالأمواج إلى برّ الأمان، وهناك من يريد أن يخرق هذه السفينة بدعواته الفاسدة لإباحة المراقص والخمور، فإن تركناهم وما أرادوا غرقنا جميعا، وإن أخذنا على أيديهم ومنعناهم نجونا جميعا.
Twitter: @abdulaziz2002