غالباً الناس يرفضون التعميم في إصدار الأحكام على الأشخاص والمواقف والأحداث، إلا أن البشرية بأكملها تتفق في البحث عن طريق السعادة والأمن والاستقرار، والبحث عن الفهم والوضوح وتعمم الطرق والأساليب التي توصلهم لمبتغاهم.
والسبب الجوهري عن بحث البشرية لما تقدمنا به هو طموح الإنسان بالتقدم والرقي على الصعيد النفسي والأخلاقي والإنساني عامة، ومنها توفير وسائل الراحة والرفاهية على وضعهم الروحي والنفسي والاجتماعي. والسؤال الذي يفرض نفسه ما آليات وأساليب وسبل الوصول للفهم والوضوح والسعادة والأمن والاستقرار؟!
يقول الله تعالى: «وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ»، تقرر هذه الآية المباركة أن سبيل الهداية هو السبيل الوحيد الذي على البشرية أن تسلكه للنجاة والفوز والنجاح، ومنها الوصول للسعادة والأمن والاستقرار، ومعنى الآية أن من يضلله الله فليس له طريق يصل به إلى الحق في الدنيا، وإلى الجنة في الآخرة، لأنه قد سُدَّت عليه سبل النجاة. إن الضال يجد سبلاً كثيرة، لكنها جميعاً توصله إلى غير ما يؤمّله، وإلى غير ما يحقق من خلاله ذاتيته ووجوده، لأن هناك الكثير من إمكانات الحركة، والكثير من اتجاهات السير للبحث والوصول للسعادة والأمن والاستقرار والفهم والوضوح، لكن عدم وجود الهداية الربانية يجعل تلك الإمكانات وبالاً على البشرية، وهذا هو الحاصل الآن.